وللأسف يطلق البعض على التنويم لفظ " التنويم المغناطيسي" وهذا خطأ حيث أن كلمة Hypnosis تعني التنويم الإيحائي ويقصد به استخدام اللغة والكلمات الإيحائية التي تحتوي على جمل تحوي اقتراحات إيجابية وتحفيزية.
ويرجع سبب الخطأ في التسمية إلى المترجمين والذين لم يفهموا آلية التنويم أو خطواته ليستطيعوا تعريب الكلمات. وعند البحث في القاموس الانجليزي نجد أنهم يعرفون التنويم بانه ( الكلام المحتوي على اقتراحات).
ويعود استخدام التنويم الإيحائي في ميدان العلاج النفسى الى الألمانى ميسمر Franz Mesmer الذى رسخ نظرية التنويم الإيحائي العلاجي، وأسماه Animal Magnetisme اى المغناطيسية الحيوانية. وهذا سبب تسمية التنويم المغناطيسي في بداية ظهور هذا العلاج 1760 ميلادي. و لازال يطلق على ما قام به العالم مزمر من تطبيقات إلى mesmerism وتعني طريقة مزمر نسبتاً إلى أسمه.
والترجمة الخاطئةHypnosis إلى التنويم المغناطيسي صدرت من كتب قديمة تم ترجمتها من قبل مترجمين غير متخصصين في دور النشر العربية. و أيضاً في الأفلام العربية القديمة تم إظهار العلاج بالتنويم أن المعالج يستطيع أن يسيطر على المستفيد ويجعله يقوم بأعمال خارج من إرادته كنوع من الإثارة السنيمائية و هذا غير صحيح كلياً.
ما هو التنويم hypnosis علمياً؟
تعريف العالمان تشيك و ليكرون Cheek & LeCron في كتابهما ” علاج التنويم الإكلينيكي ” (Clinical Hypnothherapy) : ” حالة استعداد أكثر لاستقبال الرسائل المقترحة، وحرفية في الفهم، و إرادة لتطبيق المقترحات الايجابية ”. - تعريف المدرسة الإريكسونية:” مرحلة يومية عادية متكررة، تسمح للعملاء أن يتمتعوا نحو الأفضل لحل المشاكل و الإبداع” تعريـف د. سيغموند فرويد ( 1856 ـ 1939 م ) مؤسس المدرسة التحليلية : ” أن التنويم يمنح المدخل إلى العقل الأقل تعقيداً، و أن القدرة على الاستجابة للتنويم دليل الصحة النفسية ”. تعريف أيرنست هيلجارد (Hilgard): ” التنويم حالة يكون فيها العقل الباطن قادرا على العمل بحرية اكثر من حالة الانتباه العادية ” . ويعرف أيضاً: ” بأنه فن الدخول في حالة إرخاء للوعي، ويتم حثه بواسطة تركيز الانتباه أو الغموض أو الإيحاء ” . التنويم حسب التعريف الذي أعطي من الحكومة الأمريكية: هو تجاوز المنطقة الحرجة من العقل الواعي وترسيخ أفكار انتقائية بطريقة يقبلها العقل اللاواعي.
في الشكل أدناه توضيح للمراحل الأربعة للوعي من اليقظة والتي تسمى مرحلة بيتا إلى المرحلة الفا وهي مرحلة الهدوء والاسترخاء ثم بعدها مرحلة الاسترخاء العميق والتي تسمى التنويم وهي مرحلة ثيتا وبعدها نصل إلى مرحلة النوم. اذا هناك فرق كبير بين النوم والتنويم .
استخدم هانس بيرجر عام 1929م جهاز EEG ( Electroencephalography )، وهو الجهاز الالكتروني الذي يقيس مراحل الوعي .. فأصبح يمكن معرفة المرحلة من الوعي التي يمر بها الشخص . والمراحل الاربعة هي مرحلة اليقظة وتكون القراءة التي يظهرها الجهاز ما بين 13-40 هيرتز، والمرحلة الثانية تسمى مرحلة الاسترخاء وهي عندما يعطي الجهاز قراءة ما بين 8-12 هيرتز، والمرحلة الأعمق من الاسترخاء تكون ما بين 4-7 هيرتز ثم يأتي أخيرا حالة النوم العميق والتي تكون فيها ما بين 1-3 هيرتز.
وبالعودة إلى تعريف العالم الدكتور ميلتون اريكسون للتنويم والذي يقول فيه أن التنويم عبارة عن حالة يومية عادية متكررة وطبيعية فالانسان في حالة الوعي يكون في حالة تسمى( بيتا ) ثم إذا ما ارتخى جسمه قليلا وبدأ بتجاهل ما حولة أو قلت المدخلات الحسية الخارجية فانه سرعان ما يصبح في حالة (الفا) ثم باستمراره في التركيز على ذاته ونفسه فانه سيمر ويدخل في حالة ( ثيتا ) ومنها إلى حالة النوم العميق ( دلتا ).
وقدم الباحث ( Ben Kallen ) في فبراير عام 1999م بحث بعنوان (Power Programming) وأجاب على تساؤل ( هل باستطاعة التغذية العصبية المرتدة أن تطور تركيزك وحالتك الذهنية وانجازك ). (Can neurofeedback improve Focus, mood and workout )، ومما ذكره عن الموجات الدماغية أنها تصنف إلى أربعة مـراحل مـن البطء إلى السرعة :
وهي ( النوم العميق- دلتا ) ثم ( التنويم – ثيتا ) وهي الحالة بين الوعي وحدود النوم ويكون فيها الإنسان أكثر تقبلا للاقتراحات، ثم ( الاسترخاء – الفا ) وهي حالة التعلم المثلى والتفكير العميق والانفتاح الذهني، ثم السرعة العالية وهي ( اليقظة والوعي – بيتا ) وهي المرحلة التي ينتج فيها الدماغ موجات كهربائية تتراوح ما بين 13-40 دورة في الثانية (هرتز).
و قد تم إجراء أول عملية لاستئصال ورم من الحنجرة بالتنويم الإيحائي عوض التخدير من طرف الطبيبة المغربية أسماء خالد بالمستشفى الجامعي بباريس (أبريل 2014) قصد حفظ الحبال الصوتية للمريضة التي تعمل كمغنية و قد تمت العملية بنجاح.
استخدامات التنويم الإيحائي:
يستعمل التنويم المغناطيسي لعلاج بعض الاضطرابات النفسية و الجسدية. فيعد
العلاج بالتنويم الإيحائي واحد من أكثر
الوسائل العلاجية سلامة وفعالية لعلاج معظم حالات الأمراض النفسية.
ويعزز
العلاج بالتنويم الإيحائي القدرة على الاستقلال و القدرة على مواجهة المشاكل
بالإضافة إلى زيادة التغلب على العديد من المشاكل النفسية والتعامل معها
بصورة
صحية.
كما يستعمل كمساعد لحل بعض المشاكل الصحية والتي تناسب العلاج بالتنويم
الإيـحائـــــي كـ
:
علاج الإدمان على التدخين / الرهاب الاجتماعي/
علاج بحة الصوت / الماء الأزرق بالعين /تشنج الوجه / سرقعة
الأسنان أثناء النوم / نتف الشعر عند الصغار والكبار / تأتأة عند الكلام /
فقدان
الشهية للطعام / الشراهة في تناول الطعام / السيطرة على الوزن (زيادة/
نقصان
) /
التغلب على الخمول / الكسل / الشعور بالإجهاد/ الشعور بخيبة الأمل / زيادة
مستوى
التركيز/ الاكتئاب / الإحباط / الأرق / التوتر / النسيان /التبول اللاإرادي
/ نوبات الهلع.