تم نقل محتويات الموقع إلى الأكاديمية الجديدة www.amr-ia.com

 

 
بحث في الموقع
تفضل هنا
 
 
 
 
الجرافولوجي - مفاهيم ينبغي أن تصحح (تحليل الشخصية من الخط والتوقيع)
كتب سلسلة تصحيح المفاهيم

كتابة: د. عماد النهار

كبير المدربين في تحليل الشخصية بخط اليد والتوقيع من الأكاديمية الدولية لتحليل الخط - فرنسا

مؤسس أكاديمية هالة العالمية للرقية والطب الشمولي

 

فهرس محتوى هذه الصفحة:

المقدمة

ما هو الجرافولوجي؟

حقائق مهمة

تاريخ علم الجرافولوجي
مجالات علم الجرافولوجي
الفراسة عند العرب والقدماء
طريقة الدراسة هذا العلم
الأبحاث والدراسات التي تمت على هذا العلم
الدلالات النفسية لرسومات الأطفال بعد الحرب على غزة
دلالات خطوط الأطفال في هذا العلم
أمثلة من الواقع
علم وليس دجلا
الجرافولوجي وعلم الغيب، والتنبؤ بالأمراض
الرد على مقال منشور يحرم الجرافولوجي
الجرافوثيرابي (العلاج بخط اليد)
بطاقات تحليل الخط العلمية
تحريم ما أحل الله
الخاتمة
المصادر والمراجع

 

 المقدمة:

   الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

   فلقد تكاثرت العلوم والمعارف منذ القدم، وأحييت كثير من العلوم والمعارف القديمة أيضا في العقود الماضية، ومهما بلغنا ومهما تعلمنا فنتذكر الآية الكريمة {وما أوتيتم من العلم إلا قليلا}.

   وانتقلت كثير من العلوم إلينا نحن المسلمين وخاصة العرب، فمنهم من رفضها بحجة أنها قادمة من المشركين، ومنهم من تقبلها تقبلا تاما بكل ما فيها من صواب وخطأ، ومنهم من أخذها ووضع لها الأسس الإسلامية لتتوافق مع منهج أهل السنة والجماعة.

   وخرجت لنا مقالات وكتب تحارب هذه العلوم حربا قوية، ولقد اطلعت على بعضها سواء فيما يخص هذا الكتيب (الجرافولوجي) أو العلوم الأخرى كالبرمجة اللغوية العصبية أو الطاقة الحيوية أو التنويم الإيحائي أو غيره، ووجدت أن هذه الكتب والمقالات ذكرت أمورا لم أرها في خلال مسيرتي في جميع هذه العلوم من خلال جميع من دربوني من عرب أو عجم، مسلمين وغير مسلمين.

   وأيضا لم أجد من واجه هذه المقالات أو بين بعض الأمور غير الصحيحة التي ذُكرت فيها لتصحيح المفاهيم، وبحثت في مواقع الإنترنت عن ردود على ذلك وتوضيح وشرح صحيح فوجدت أن كل منهم آثر الانشغال بمزيد من التعلم بدلا من الرد على هذه الكتابات التي يغلب فيها أمورا غير صحيحة وليست واقعية في أغلب المناهج التعليمية الموجودة (على الأقل في عالمنا الإسلامي).

   وقد ظهرت طائفة غير مؤهلة وتصدرت مجال الفتوى وأصبحت تكفر من يدخل في مثل هذه الدورات إذا لم يتب! وإن لم يجد فيها ما يخدش دينه! ويذكرون أمورا عدة يضحك منها من تعمق في هذا المجال، فمن أخذ دورة أو دورتين أو ثلاثة أو خمسة في مجال معين فلا يؤهله ذلك لأن يتكلم في هذا العلم كأنه متخصص، بل يطرح الأمر على المتخصصين ممن مارسوا وتعلموا وتوسعوا ليكونوا هم الذين يحكمون على مثل هذه الأمور، فالعقل لا يستطيع إدراك كل شيء، والعلم حتى الآن لم يصل لذروته ليثبت كل شيء، بل هناك أمور لا تزال محيرة ولم يوجد لها تفسير سواء في مجال الطب أو الفيزياء أو غيره، وهناك أمور لم يستطيعوا كشف أجهزة لإثباتها وتشخيصها مثل العين والحسد والسحر، ولا حتى قراءة ومعرفة هذه الموجات الضارة الممرضة الصادرة من الإنسان أو الحيوان بل وأخطرها لأنها كما قال النبي محمد صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي صححه الألباني: "تدخل الرجل القبر وتدخل الجمل القدر" - ، فلا يحكم على الأمر إلا خبير مطلع ممارس.

   فبعضهم في مواقعهم ومقالاتهم ينقل من المصادر السيئة فقط المعتمدة أو غير المعتمدة، وبعضهم يجمع ما خالف ديننا ويظهره كأنه هو الإثبات على ضلال هذه العلوم والمعارف، وبعضهم أخذ بعض المقاطع وفسرها كما يهوى، وبعضهم أخذ جزء من بعض المقاطع الصوتية أو المرئية ليؤيد رأيه وترك المقطع المكمل فحذفه لأنه لا يوافق ما يريد الوصول إليه، وذكروا مرتكزات للتحريم لا توجد في المناهج التي نتعلم منها أو أننا يمكننا حذفها إن وُجدت لنبقى في دائرة الحلال.

   ثم قالوا: إن الأمر أصبح فيه شبهة، فأقول: إن كانت الشبهة عندكم فهذه مشكلتكم، لكنها عندنا ليست كذلك، وإن قمتم بربطها بالعقائد المنحرفة - مثل أن تقولوا أن أصلها حراما أو أن المكتشفون أو المؤسسون لها ربطوها بدينهم أو عقيدتهم-؛ فنحن نربطها بالعقيدة الصحيحة فنقول أننا نرد عليهم ربطهم الخاطئ ونرد عليهم كل ما يتعارض مع ديننا، وإن وجدنا له صلة بديننا فنغير هذه المفاهيم لما يتناسب مع ديننا، أو أننا نأخذها كعلم دنيوي بحت لا صلة له بالعقائد أصلا.

      فرأيت أن أوضح هذه الأمور بشيء من البساطة والطرح البحثي والعلمي البسيط بحكم تخصصي في مثل هذا المجال، مع طرح بعض التساؤلات ليجيب عليها مؤلفو هذه الكتب وأصحاب هذه المواقع ليراجعوا أنفسهم قليلا، مع التأكيد على رابط أخوتنا الإسلامية وما أمرنا به ديننا الحنيف، فلسنا نكفر مثل بعض الجهال والمتعالمين الصغار، ولكننا نقول: من تكلم في غير فنه أتى بالعجائب، كمن تكلم في الطب من غير الأطباء، ومن تكلم في الرقية من غير الرقاة، ولنتذكر أن النبي صلى الله عليه وسلم تقبل الرقية من الجاهلية والتي كان فيها من الشرك لكنه رد الشرك فقط ولم يرد كامل طرق رقى الجاهلية، فقال النبي صلى الله عليه وسلم عندما سئل عن رقى الجاهلية "لا بأس بالرقى ما لم تكن شركًا" ولم يلزمهم النبي صلى الله عليه وسلم بالرقية من القرآن الكريم والسنة النبوية فقط، بل يُحذف ما فيه شرك فقط ليكون الأمر حلالا، ولو كان هذا الأمر مليء بالشركيات، وهكذا أيضا نفعل مع جميع العلوم التي يمكن أن يستفاد منها.

   فأسأل الله تعالى التوفيق والسداد، وأن يرينا الحق حقا ويرزقنا اتباعه، ويرينا الباطل باطلا ويرزقنا اجتنابه.

 

ما هو الجرافولوجي؟

   هو علم تحليل الشخصية ونمط التفكير من خلال الكتابة بخط اليد، والذي يُعنى بدارسة الأشكال أو الرسومات التي تظهر نتيجة تحريك القلم على الورق، ولذا فإنّ حركةَ الكتابة تكون تحت التأثير المباشر للنظام العصبي المركزي الذي يَشْملُ الدماغ، المخيخ، والسائل الشوكي، وكل ما يتشكل من أشكال على الورق نتيجة تحريك القلم عليه يكون بأمر من المخ، وعليه فإن هذه الكتابة بصمة للمخ يمكن قراءتها ودراستها وفهمها بحسب الأشكال الظاهرة، وكل شخص لديه خطه الخاص به حسب حالته الجسمية والنفسية أثناء كتابة الخط، وكل شخص لديه بصمته الخاصة في الخط والتوقيع.

نتيجة بحث الصور عن قياس نبضات القلب

   فجهاز قياس نبضات القلب يبين مشاكل القلب وغيرها من الأمور المتعلقة بالقلب عن طريق (خطوط) أو (شخبطات) تعتبر هكذا عند غير العارفين بها، فكذلك يد الإنسان تكتب وتخطط ما يدور في العقل عن طريق الخطوط والشخبطات.

   كما أن هناك فرقاً بين (خطوط اليد وعلم قراءة الكف) وبين (خط اليد: أي ما تكتبه باليد)، يكثر الخلط بين الخطوط التي تظهر على كف اليد والرسومات (علم الكف) أو الخطوط التي تظهرها اليد عند الكتابة أو الشخبطة على الورق (علم الجرافولوجي)، فالأول (قراءة الكف) هو يختص به الدجالون والمشعوذون، أما علم الجرافولوجي فهو علم يظهر صفات الفرد الشخصية ولا يتطرق إلى علم الغيب بأي حال من الأحوال، بحيث لا يتسنى من تحليل الكتابة الكشف عن العمر ولون البشرة أو الحالة الاجتماعية للفرد أو جنسه.

Graphology: هو علم تحليل الشخصية، وطرق التفكير من خلال الكتابة بخط اليد، وهو علم يمكن أن يكشف أغلب السمات الجسمية والصفات النفسية للكاتب من خلال خط يده.

Graphologist: جرافولوجيست هو الممارس لهذا العلم، ويسمى أحياناً خبير خطوط، أو خبير تحليل الخطوط.


 

 

حقائق مهمة:

-  79% من الشركات في بريطانيا تستعمله كضرورة أساسية في التوظيف.

- 80% من الشركات في فرنسا تستعمله أيضاً في التوظيف، كما وأن 85% منها في ألمانيا تستعمله لنفس الغرض السابق.

- أكثر من 2000 شركة في أمريكا تستخدمه للتوظيف.

   وفي أغلب دول العالم تستعين به جهات البحث الأمني والجنائي، كذلك شهادته أمام القضاء من الأمور المعتد بها دولياً، وله مكاتب دائمة في المستشفيات ومصحات الاستشفاء والعلاقات العامة وشؤون التوظيف.

   وتكمن الاستفادة في أن هنالك خطوط معينة تتوافر فيها مطلوبات وظيفة ما، فمثلاً الخط الصغير الذي يتراوح بين 6 ملم إلى 3 ملم يعتبر من دلالات الذكاء والقيادة والتعامل مع الأرقام والحقائق، فهذه الصفات ينبغي أن تتواجد لدى طالبي وظائف محللي البيانات أو مبرمجي النظم مثلاً.

   ويستطيع علم الجرافولوجي أن يكشف شخصية الإنسان (الجوانب الجسمانية والنفسية معاً) من خلال دراسة عدة جوانب من طريقة الكتابة منها على سبيل الإجمال:

 - درجة ميل الخط (عمودي - مائل إلى الأمام - مائل إلى الخلف).

-  توزيع المساحات وسيادة بعضها على الباقي (العلوية - الوسطى – السفلية).

 - استقامة وتعرج السطر.

-  الضغط (ثقيل - متوسط – خفيف).

-  العرض (سميك - متوسط – رقيق).

-  الحجم (طبيعي - كبير – صغير).

-  المسافات (بين الحروف - بين الكلمات - بين الأسطر).

-  الهوامش (عريضة – ضيقة).

-  السرعة (سريع - متوسط – بطيء).

-  الإيقاع والنسق الكتابي ودرجة التغير في الحجم وفي الشكل على مستوى الحرف أو الكلمة أو السطر.

   ورغم أن الجرافولوجي يستطيع الكشف عن جميع أو معظم سمات الإنسان الجسمية والنفسية والأمراض (الجسمية والنفسية)، والحالة المزاجية والعاطفية، والقدرات الفكرية والميول والاتجاهات؛ إلا أنه لا يستطيع أن يكشف عن جنس الإنسان (ذكراً كان أم أنثى) حتى الآن، ولعله يصدر بحث في ذلك لتمييز الذكر والأنثى عن طريق الكتابة في المستقبل.

وهناك ثلاثة أنماط للتحليل: النمط التكاملي، النمط الشمولي، النمط الرمزي.

   وقد قدمت كثير من الدراسات في هذا العلم، وبضعها أخذ تجربة النمط الشمولي في التحليل، وبعضها أخذ النمط التكاملي، وبعضها أخذ النمط الرمزي، فبعضها لم ينجح لأنها اعتمدت على النمط التكاملي غالبا، والخبراء متفقون على أن الطريقة المعتمدة والدقيقة في التحليل هي التحليل الشمولي، وهم يحللون بناء على التحليل الشمولي (الخبراء متفقون على علميته)، أما التكاملي فالمعنى فيه يختلف والحرف فيه يختلف لأن الحروف ليست مستقرة في جميع اللغات ولأنها ليست ثابتة، وأما التحليل الرمزي فهو تحليل الرسومات والأشكال ويدخل فيها تحليل التوقيع.

وسنذكر الدراسات الموثقة في هذا العلم بإذن الله في فصل خاص.

 

 

تاريخ علم الجرافولوجي:

   يعتبر علم الجرافولوجي من أقوى العلوم الإنسانية الذي استطاع قولبة وفهم شخصية الفرد إلى حد كبير، حيث أثبتت جدواها على يد الفرنسيين كبداية أولية منذ القرن السادس عشر، أما المرحلة الثانية فقد بدأت على يد الدكتور الإيطالي كاميلو بالدي عام 1622م، حينما أصل هذا العلم، وألف كتاباً بعنوان: "كيف نحكم على الطبيعة وسلوك الشخص من خلال خط اليد"، وبدأ هذا العلم يأخذ طريقه في التطور لدى المعنيين إلى أن قام الفيلسوف الألماني لودلنيج بتأسيس أول جمعية تختص بعلم الجرافولوجي عام 1897م، وقد قام العالم الإنجليزي روبرت سودر بإصدار أول نشرة له عن (الخط والشخصية) في إنجلترا وأمريكا.

   أما في سويسرا فقد قام العالمان (ماكس بولرير - كارل جنج) بكتابة "الرموز في الخط" سنة 1931م.

   وفي أمريكا يعتبر لويس رايس مؤسس الجمعية الأمريكية للجرافولوجي السبب في الاعتراف بهذا العلم رسمياً، وقبول تدريسه كقسم من أقسام علم النفس في مجموعة من المعاهد والجمعيات العلمية في العالم.


 

 

مجالات علم الجرافولوجي:

1- فهم الذات وفهم الآخرين: يُمكّن علم الجرافولوجي الإنسان من فهم ذاته والاطلاع على مكامن القوة والضعف في شخصيته وأهم المهارات الشخصية التي يمتلكها وكيفية تطويرها من خلال تحسين الإنسان لخطه في اتجاهات معينة، وهي قدرات فنية في إعادة هيكلة الخط ليؤدي في النهاية إلى انعكاس على شخصية القائم بالكتابة فيما يعرف بإعادة اتزان فصي الدماغ للإنسان من خلال الخط، بالإضافة إلى أنه يساعد على فهم الآخرين المهمين في حياتنا في سبيل تكوين علاقات ايجابية معهم أساسها مبني على الصدق والوضوح والتفاهم.


2- في التعليم: تكمن قيمة علم الجرافولوجي للعاملين في قطاع التعليم في أنه يتخطى الحدود في النتائج أكثر من أي امتحان أو تقييم آخر، حيث يمكن معرفة أنماط وأنواع تفكير التلاميذ ومستوى ذكائهم، إضافة إلى أنه يمكن من خلال علم الجرافولوجي إظهار بعض الصعوبات التعليمية التي يعاني منها الطلاب مثل: عسر القراءة والاضطرابات النفسية والفكرية التي قد لا تظهر بشكل آخر والنبوغ المبكر والموهبة والمهارات، وكثيرا مما قد يكون خافيا على مستوى المدارس الابتدائية والمتوسطة حين يكون الطالب موهوبا ولا يعلم أن عنده موهبة.


3- في الإدارة والأعمال التجارية: يعتبر علم الجرافولوجي أداة عظيمة في إدارة شؤون الأفراد حيث يمكن تحديد شخصية طالب الوظيفة قبل إجراءات تعيينه.


4- في الطب النفسي: يمكن استخدام علم الجرافولوجي كطريقة فعالة وناجحة في فهم سلسلة العمليات العقلية للتفكير والمكونات الرئيسة للشخصية كالميول والسمات العضوية والنفسية والاجتماعية والتعرف على المشكلات الشعورية.


5- في القانون وعلم الجريمة: تستخدم الدول المتقدمة تحليل الخط اليدوي كطريقة وأسلوب ناجح في التحقيقات والأدلة الجنائية وفي اختيار وانتقاء الموظفين للعمل في المحاكم، كما يستعين به المحامون في فهم عملائهم وفهم المفاتيح المكونة لشخصيات الشهود وفي إصدار الحكم القضائي وفي تحديد صدق المتهمين أو المجرمين واستكشاف مواطن الخطر الدفين الذي قد يكون غير ظاهر في شخصياتهم، وأيضا في فحص المستندات والوثائق لتقييم تزوير التواقيع ومقارنة الخط بخط آخر، ويستفاد منه في أمريكيا في مجال مكافحة الإرهاب والتعرف على الدخلاء غير المرغوب فيهم و تحديد قدراتهم الفكرية ومهاراتهم التخطيطية.

6- في اختبارات الذكاء: الذكاء هو القابلية للتعلم وإدراك الأسباب والمسببات والاستفادة العلمية من المعرفة والقدرة على التحليل، علما بأن مستوى التعليم العادي الذي يدرس في المدارس لا يساهم إلا بشي بسيط في تنمية الذكاء، و قد قام الأطباء النفسيون بجهد كبير في وضع مقاييس ومعايير لقياس القدرات العقلية والذكاء ولكنها غالبا لا تكون بالمصداقية الكاملة للاستناد إليها وحدها في التحديد والتقييم والتعرف على كوامن الموهبة المتفردة، إضافة إلى أن الكثير من المفحوصين عندما يقومون بالإجابة عن الاختبارات السيكولوجية الخاصة بتقييم الذكاء يقعون في خطأ مهم يكمن في تفكيرهم في كيفية صياغة الإجابة بدلا من تقديم الإجابات الصادقة الحقيقية.

 

 

 

الفراسة عند العرب والقدماء:

   جاء في لسان العرب لابن منظور: "الفِراسة, بكسر الفاء: النظر والتثبت والتأمل للشيء والبصر به, يقال إنه لفارس بهذا الأمر إذا كان عالماً به، وتفرس في الشيء: توسمه, وفي الحديث الحسن: "اتقوا فراسة المؤمن".

   قال ابن الأثير: يقال بمعنيين: أحدهما ما دل ظاهر الحديث عليه وهو ما يوقعه الله تعالى في قلوب أوليائه فيعلمون أحوال بعض الناس بنوع من الكرامات وإصابة الظن والحدس, والثاني نوع يتعلم بالدلائل والتجارب والخلق والأخلاق فتعرف به أحوال الناس".


   قال ابن القيم عليه رحمة الله في مدارج السالكين: "فراسة المتفرس تتعلق بثلاثة أشياء: بعينه وأذنه وقلبه, فعينه للسيماء والعلامات, وأذنه: للكلام وتصريحه وتعريضه ومنطوقه ومفهومه وفحواه وإشارته.. ولحنه وإيمائه ونحو ذلك.. وقلبه للعبور والاستدلال من المنظور والمسموع إلى باطنه وخفيه, فيعبر إلى ما وراء ظاهرة, كعبور النقاد من ظاهر النقش والسكة إلى باطن النقد والإطلاع عليه: هل هو صحيح أو زغل؟ وكذلك عبور المتفرس من ظاهر الهيئة والدل, إلى باطن الروح والقلب, فنسبة نقده للأرواح من الأشباح كنسبة نقد الصيرفي ينظر للجوهر من ظاهر السكة والنقد.. وللفراسة سببان أحدهما: جودة ذهن المتفرس, وحدة قلبه, وحسن فطنته. الثاني: ظهور العلامات والأدلة على المتفرس فيه. فإذا اجتمع السببان لم تكد تخطئ للعبد فراسة, وإذا انتفيا لم تكد تصح له فراسة, وإذا قوي أحدهما وضعف الآخر, كانت فراسته بين بين.."


   وقال صاحب المنازل: الهروي رحمة الله: "الفراسة: استئناس حكم الغيب" والاستئناس: استفعال من آنست كذا, إذا رأيته, فإذا أدركت بهذا الاستئناس حكم غيب: كان فراسة وإن كان بالعين كان رؤية, وإن كان بغيرها من المدارك فبحسبها.


   قوله: "من غير الاستدلال بشاهده" هذا الاستدلال بالشاهد على الغائب, أمر مشترك بين البر والفاجر, والمؤمن والكافر, كالاستدلال بالبروق والرعود على الأمطار, وكاستدلال رؤساء البحر بالكدر الذي يبدو لهم في جانب الأفق على ريح عاصف, ونحو ذلك, وكاستدلال الطبيب بالسحنة والتفسرة على حال المريض".


   وجاء أيضاً في مفتاح السعادة ومصباح السيادة لـ (بطاش كبري زاده) تعريف علم الفراسة: هو علم يتعرف فيه أخلاق الإنسان من أحواله الظاهرة من الألوان والأشكال والأعضاء وبالجملة: الاستدلال بالخلق الظاهر على الخلق الباطن.

   اعتبر فخر الدين الرازي: أن أصول علم الفراسة مستندة إلى العلم الطبيعي وأن تفاريعة مقررة بالتجارب وأن العلم يجري فيه بالتعليم والتعلم.


   تحليل الشخصية من خلال التوقيع قريب من القيافة:

   رجعت مرة أخرى إلى كتاب مفتاح السعادة ومصباح السيادة والذي عرف مؤلفه القيافة بقوله: "علم يبحث عن تتبع آثار الأقدام والأخفاف والحوافز في الطرق القابلة للأثر, وهي التي تكون تربة تتشكل بشكل القدم, ونفع هذا العلم بيّن، إذ القائف يجد بهذا العلم الهارب من الناس, والضوال من الحيوان بتتبع آثارها وقوامها بقوة الباصرة وقوة الخيال والحافظة, حتى سمعت بعض من اعتنى بهذا العلم أنهم يفرقون بين أثر قدم الرجل وأثر قدم المرأة وبين أثر قدم الشيخ والشاب والله أعلم بالصواب".

وتتبعت أقوال العرب وغيرهم في القلم والخط:


- قالوا في الخط: الخط حليٌّ تصوغه اليد من تبر العقل وبنور الخط تبصر الحكمة, صورة ضئيلة لكن له فوائد جليلة.

- وقيل: الخط وجه أبهره العقل بواسطة الحسن.

- وقيل: بالخط يدرك مراد النفس، ومن منهله تروى العقول الظامئة إلى الحكمة.

- وقيل: القلم أحد اللسانين.

- وقيل: القلم لسان الغائب.

- قال ابن المقفع: القلم بريد القلب, يخبر بالخبر وينظر بلا نظر.

- وقال جالينوس: القلم طبيب المنطق.

- وقيل: القلم أصم يسمع النجوى, وأخرس يفصح الدعوى, وجاهل يعلم الفحوى.

- وقال العتابي: الأقلام مطايا الأذهان.

- وقال ابن أبي داؤود: القلم سفير العقل, ورسوله الأنبل, ولسانه الأطول, وترجمانه الأفضل.

- وقال أقليدس: الخط هندسة روحانية, وإن ظهرت بآله جسمانية.

- وقيل: القلم لسان اليد.

- وقيل في القلم شعرا:

فيـصيح إذا استنطـقته وهو راكب *** وأعجم إن خاطبته وهو راجل

إذا امتطى الخمس اللطاف وأفرغت *** عليه شعاب الفكر وهي حوافل


وقال الفضفاض:

شبر إذا قيس ولكنه *** ي فعله مثل الأقاليم

 

وقال ابن الرومي:

لعمرك ما السيف سيف الكمى *** بأخوف من قلم الكاتب
لـه شـاهد إن تأملتــــه *** ظهرت على سره الغائب


- ووصفه آخرون: القلم شجاع يمج السم والعسل.

- وقال بعضهم: القلم يزف بنات القلوب إلى خدور الكتب.

- وقال ابن المعتز: القلم يخدم الإرادة, ولا يمل الاستزادة يسكت واقفاً وينطق سائراً.

-  وقال سهل ابن هارون: القلم أنف الضمير, إذا أرعف أعلن وأبان آثاره.

- وقال عمرو بن مسعدة: الأقلام مطايا الفطن.

- وقيل: عقول الرجال تحت أقلامها.

- وقال يحيى البرمكي: الخط صورة روحها البيان, ويدها السرعة, وقدمها التسوية, وجوارحها معرفة الفصول.

- وقال أفلاطون: الخط عقال العقل.

- وقيل: ببكاء الأقلام تتبسم الكتب.

- وقيل: القلم لسان العقل.

- وقيل: صرير الأقلام, أشد من صليل الحسام.


   ولو أعدنا النظر والتأمل في الحكم والأقوال السابقة حول القلم والخط لتجمعت لدينا الكلمات التالية: حليٌّ, ولسان الغائب, ويخبر بالخبر, وسفير العقل، وهندسة روحانية, ولسان اليد, ويمج السم والعسل, ويخدم الإرادة وأنف الضمير، ولسان العقل.

   يقول ابن خلدون في مقدمته: الخط رسوم وأشكال حرفية تدل على الكلمات المسموعة الدالة على ما في النفس.


   ومن تلك الكلمات يتضح أن القلم والخط عبارة عن أثر للكاتب (والنقش يدل على النقاش).

   وبما أن علم القيافة يبحث في آثار الأقدام والخفاف والحوافز, فتحليل الشخصيات من خلال التوقيع يبحث في آثار الخطوط والأقلام, فإذا تقرر ما سبق فإن تحليل الشخصيات من خلال التوقيع أقرب للقيافة منه للفراسة.


قيافة الأثر: تتبع آثار الأقدام.

قيافة التوقيع: تتبع آثار الأقلام.

 

 

طريقة الدراسة لهذا العلم:

   أود في البداية أن أوضح أن علم الجرافولوجي له خمس مستويات دراسية في أغلب الأكاديميات حول العالم، وأذكر هنا مستويات الأكاديمية الدولية لتحليل الخط في فرنسا والتي يتم التدرب على منهجها في عالمنا العربي ويرأسها خبير التحليل الدكتور عبد الجليل الأنصاري حفظه الله من دولة البحرين، وهو الشخص الثاني الذي أضاف قواعد تحليل الخطوط للغة العربية، وأسس أكثر من 100 قاعدة علمية في التحليل مسجلة باسمه بعد كثير من البحث والدراسة، فهو يقدمها في أربع مستويات أساسية وهي:

1-   مستوى أخصائي تحليل الشخصية (المستوى الأول).

2-   مستوى أخصائي أول تحليل الشخصية (المستوى الثاني).

3-   مستوى المدرب.

4-   مستوى المحلل.

   والشخص الحاصل على هذه المستويات لا يكفي لأن يعتمد عليه اعتمادا كليا في التحليل ويُقال أنه إذا أخطأ فالعلم هو الخاطئ، ولا أن يتم الحكم على العلم مع شخص درس أقل من درجة المحلل ذلك، فقد يستطيع الكاتب أن يغير خطه والأمور التي لا يريد أن تظهر ويقوم بالتلاعب على المحلل، وأما إذا كانت الكتابة تلقائية بدون تلاعب فإن التحليل سيكون صحيحا حينها بإذن الله، وكثيرون ينبهرون مما يصدر من صفات عن التحليل، مع العلم بأن عدد الصفات التي يمكن استخراجها من تحليل الخط تفوق (2000) صفة!

 

   وأما من يتلاعب بالكتابة لمحاولة إحراج المحلل؛ فإنه هنا يأتي دور (الخبير) وهو المستوى الخامس وهذا يتم دراسته فقط دراسة أكاديمية لمدة ثلاث سنوات، فمهما حاول الكاتب تزوير كتابته أو توقيعه فإنه لن يستطيع أن يتلاعب مع الخبير، وحتى لو قام بكتابة عدة أوراق وكل ورقة بخط معين فسيتمكن منه الخبير ولن ينخدع، لأن هناك مناطق معينة في الحروف (مناطق الألم) وهذه هي بصمة الشخص نفسه، فهي ثابتة بكل حال ولا مجال لمحاولة التخفي من الخبير.


 

 

الأبحاث والدراسات:

   هذا جزء من الأبحاث والدراسات التي تمت في علم الجرافولوجي، وهي عينة صغيرة من كمية الأبحاث الكثيرة التي تمت، وتم ذكرها باللغة الإنجليزية وهو المصدر الأم لهذه الأبحاث:

APA Guidelines For Educational and Psychological Testing
American Psychological Association
APA: 1974.

Barrow, N K and Scott, R H
Validation of a personnel Selection System to meet EEOC Guidelines.
Journal Of Handwriting Psychology
1984, 1 (1), 15 - 17

Baruch Nevo,
Graphology Validation Studies in Israel. 1986

Beumont, P. - British Journal of Psychiatry
Small handwriting in some patients with anorexia nervosa
1971. 119, 349-350,

Binet, Alfred L.
La graphologie et ses revelations sur le sexe, l'age et l'intelligence.
L'Ann,e Psychologique
1904: 10, 179-210

Broom, M E , Thompson, B & Bouton, M T
Sex Differences in Handwriting
Journal of Applied Psychology
1929, 13, 159-166

Bruchon-Schweitzer, M & Ferrieux, D
Une Enqete sur le recrutement en France
European Review of Applied Psychology
1991: 41, 9 - 19

Campbell, D T & Fiske, D W:
Convergent and Discriminant Validation by the Multitrait-MultiMethod Matrix.
Psychological Bulletin
1959, 56, 81 - 105.

Castelnuovo-Tedesco, P
Ratings of Intelligence and Personality from Handwriting
American Psychologist

Cattell, Raymond B
A Culture Free Intelligence Test I
Journal of Educational Psychology
March 1940: 30, 31, 161 - 170

Crepieux-Jamin
L'age et le sexe dans l',criture
Parigi: Adyar: 1924

Crumbaugh, J C & Stockholm, E
Validation of Graphoanalysis by 'Global' or 'Holistic' Method.
Perceptual And Motor Skills
1977, 44, 03 - 410.
( Crumbaugh 1977 )

Crumbaugh, J C
A Reply to 'Validity And Student Acceptance of A Graphoanalytic Approach To Personality.'
Journal of Personality Assessment.
1977 , 41, 351 - 352 .
( Crumbaugh 1977 )

Dennis, Wayne
Handwriting conventions as determinants of human figure drawings
Journal of Consulting Psychology
1958: 22, 293-295

Dennis, Wayne & Raskin, Evelyn
Further evidence concerning the effect of handwriting habits upon the location of drawing.
Journal of Consulting Psychology
1960, 24, 548-249

Eliasberg, Wladimir:
Political Graphology
Journal of Psychology
1943, 16, 177 - 201.

Eliasberg, Wladimir:
Methods in graphological diagnostics.
Psychiatric Quarterly
1952, 26, 399 - 413.

Epstein, L, Hartford, H & Tumarkin, I
The relationship of certain letter form variants in the handwriting of female subjects to their education.
Journal of Experimental Education
1961, 29(4), 385-392

Epstein, S
The Stability of Behavior: 1
Journal of Personality and Social Psychology
1979, 37, 1097 - 1126

Epstein, S
The Stability Of Behavior: 2
American Psychologist
1980, 35, 790 - 806

Eysench, H. J. & Eyseneck, S. B. G.
Manual of the Eysenck Personality Inventory
London: University of London Press: 1964

Eysenck, H. J.
Graphological analysis and psychiatry: An Experimental Study
British Journal of Psychology
1945, 35, 70-81

Eysenck, H. J.
"Neuroticism" and handwriting
Journal of Abnormal and Social Psychology
1948, 43, 94-96

Eysenck, H. J.
Handbook of Abnormal Psychology:
An Experimental Approach
London: Putnam: 1960

Eysenck, H. J.
Dimensions of Personality
London: 1961

Eysenck, H. J.
The Structure of Human Personality
London: Methuen: 1970

Eysenck, H J, and Gudjonsson, G
An Empirical Study of the Validity of Handwriting Analysis. Personality and Individual Differences
1986, 7, 263 - 264.

Fahrenburg, J.
Graphometrie
University of Freiburg: PhD Dissertation: 1961

Fahrenburg, J & Conrad, W
Eine explorativ Faktorenanalyse Graphometrischer und Psyhcometrischer Daten
Zeitschrift fur Experimentalle und Angewande Psychologie
1964: 12: 223- 238

Fluckinger, Fritz A., Tripp, Clarence A., and Weinberg,George H:
A Review of Experimental Research in Graphology: 1933 - 1960.
Perceptual and Motor Skills
1961, 12, 67 - 90.  ( Fluckinger 1961 )

Frederick, C J
Some phenomena affecting handwriting analysis
Perceptual And Motor Skills
1965. 20, 211 - 218.

Galbraith, Dorothy and Wilson, Warner:
Reliability of the Graphoanalytic Approach to Handwriting Analysis.
Perceptual And Motor Skills
1964, 19(2), 615 - 618.  ( Galbraith 1964 )

Galdo, L:
Valore della scrittura dal punto di vista della
psicopatologia.
Scrittura onore Kiesow
1933, 149-159
( Galdo 1933 )

Ghislain-Houzel:
De wetenschappelijke grondslagen der graphologie.
Tijdschrift voor wetenschappelijke graphologie,
1932, 4, 5 - 7.

Groot, A D de:
Een experimenteel-statistische toetsing van karakterologische ( grafologische ) rapporten.
Nederlandsch Tijdschrift voor Psychologie
1947, 2 (5) 380 - 473.

Groot, A D de:
Toetsing van grafologische rapporten. Een antwoord aan de heer Margadant.
Nederlandsch Tijdschrift voor Psychologie,
1949, 4 (1) , 70 - 81.

Groot, A D de:
Grafologie en andere psychologische methoden.
De Grafologie, prae-adviezen en discussieverslagen van de Nederlandsch Ver. Bedriffspsychologie.
1954, 18, 8 - 17.

Guilford, J P:
Personality
New York: McGraw, 1959

Gundy, Lloyd W. Etienne Cabet:
A genealogical test of graphoanalysis
National Genealogical Society Quarterly  -  March 1990, Vol.78, No.1, p.39+

Hamid, Kate & Loewenthal
Inferring gender from handwriting in Urdu and English
The Journal of Social Psychology
December 1996: 136 (6), 778 - 783

Hansen, Mark
Handwriting Analysis under fire
ABA Journal - May 1997: 83, 76 - 79

Hatfield, Iris, E. Edward Peeples, PhD, and Robert O'Block, PhD
Examining Horizontal Lengths of Signatures in True vs False Statements
Human Graphics Center for Research and Information, 1994.

Hearns, Rudolph S.
Heredity of psychological types. A study of the handwriting of the Roosevelt families over 200 years
World Analyst
1959/60, No.1, pp.3-9

Hearns, Rudolph S
Reflexions sur les ,critures allemandes et nord-americaines.
La Graphologie
1974, 134

Hector Heinz:
Untersuchung zur Laiengraphologie.
Beihefte zur Schweizerischen Zeitschrift f?r Psychologie und ihre Anwendungen
1953, 20, 80 - 88.

Hearns, R. - Criminal Psychopathology,
The use of graphology in criminology
1972, 3, 461-464

Hector Heinz:
Das Methodenproblem der Graphologie.
Beihefte zur Schweizerischen Zeitschrift f?r Psychologie und ihre Anwendungen
1949, 18, 25 - 46.

Hofsommer, W. and Holdsworth, R and Seifert, T:
Reliabilit"tsfragen in der Graphologie.
Psychologie und Praxis
1965, 9 (1), 14 - 24.

Howes, R J
The Rorschach: Does it Have a Future?
Journal of Personality Assessment
1981, 45, 339 - 351 ????

Ianetta, Kimon and Reed Hayes, James F. Craine, PhD & Dennis G. McLaughlin, PhD
Facilitating Assessment of Dangerousness
by Using Characteristics of Handwriting Hawaii
1992.

Institut f?r Werbepsychologie und Marketkundung.
Die Verteilung von Handschriften-Merkmalen innerhalb der westdeutschen Bev"lkerung.
Praktische Psychologie
1966, 20(9), 211-214

Jacoby, Hans J:
De oorzaak van verkeerde graphologische diagnosen.
Tijdschrift voor wetenschappelijke Graphologie,
1930, 2, 88 - 90.

Jansen, Abraham:
Toetsing van grafologische uitspraken. Een Experimentele studie.
Amsterdam: F Van Rossen, 1963.

Jansen, Abraham:
Research noodzakelijke voorwaarde voor schoolgrafologie.
Tijdschrift Orthopedagogiek,
1965, 4(9), 230 - 235.

Jansen, Abraham:
Validation of Graphological Judgments: An Experimental Study.
The Hague: Mouton, 1973.

Jores, A
Handschrift und Lebensalter
Zeitschrift f?r Menschenkunde
1930: 6, 75-78

Kam, Moshe
Journal of Forensic Sciences
September 1997:

Keinan, G.
Can stress be measured by handwriting analysis ?
The effectiveness of the analytic method; discusses theoretical implications and possible advantages of using handwriting parameters as an indication of acute stress.

Applied Psychology--An International Review
Psychologies Appliquee-Revue International:
V0042 N2: APR 1993: pp. 153-170.

King, Leslie:
Graphology: An evaluation of some research
performed in its investigation.
Bountiful, UT: Leslie King: 1974

Klages, Ludwig
Der "Religiouse Kurve"
Zeitschurft f?r die gesamte Neurologie und Psychiatrie
1938: 163, 575-584

Klimonski, R J & Rafaeli, A:
Inferring Personal Qualities through Handwriting Analysis
Journal Of Occupational Psychology
1983, 56, 191 - 202

Kraus, Ron
Reliability and Validity of HWA compared to the standard battery.
PhD Thesis: 1993

Levy, Jerre & Reid, Marylou
Variations in writing posture and cerebral organization
Science
October 1976, 194(4262), 337-339

Livingston, Orville B:
Frequency of certain characteristics in handwriting,
Pen-printing of two hundred people.
Journal of Forensic Sciences.
1963, 8(2), 250 - 258
( Livingston 1963 )

Lockowandte, Oskar
Present Status of the Investigation of Handwriting Psychology, as a Diagnostic Method.
J.S.A.S. Catalogue of Selected Documents in Psychology
1976, 6(1), 4

Lockowandte, Oskar:
Faktorenanalytische Validierung der Handschrift mit besonder Berucksichtigung projektiver Methoden.
Unpublished dissertation, University of Frieburg, 1966

Lockowandte, Oskar:
La validation de l',criture par analyse factorielle, en relation avec les methodes projectives.
La Graphologie,
1968, 109, 24

Lockowandte, Oskar:
Quantitative Ueberprufungsmethoden in der Graphologie.
Zeitschrift fur experimentelle und angewandte Psychologie.
1968, 15 (3), 487 - 530

Lockowandte, Oskar:
Present status of the investigation of handwriting psychology as a diagnostic method.
Catalog of Selected Documents in Psychology,
1976, 6, 4 - 5.

Lorr, Maurice and Golder, Jacob V:
Validation of some handwriting scales against personality inventory scores.
American Psychologist,
1948, 3, 262.

Mack, L.
Hemispheric Specialization for Handwriting in Right-Handers
Brain and Cognition; V0021 N1, pp 80-85, - Jan. 1993.


Maluf, Ued:
Notas sobre as tecnicas projectivas na investiagacao psicologica.
Boletim do Instituto de Psicologia, - 1960, 10 ( 1-2 ), 14 - 27.

Mann, W Raymond:
A continuation of the search for objective graphological hypotheses.
Unpublished dissertation, University of Ottawa, 1961.

Marchesan, Marco:
Gli experimenti sulla scrittura da Binet ai nostri giorni.
Revista de Psicologia Normal e Pat¢logica.
1958, 4, 116 - 146.

Mehta, M K:
The Identification of Handwriting and the Close Examination of Experts.
Tripathi, 1970: Fourth Edition .
Tripathi, 1961: Second Edition.

Mengelberg, Paul M
Die symptome der Veralterung in der Handschrift
Zeitschrift f?r Menschenkunde - 1965, 29, 3-27

Miller, James:
A Bibliography Of Handwriting Analysis: A Graphological Index.
Whitston Publishing Company: Troy, NY: 1982

M?hl, Anita M:
Report on twenty three years of research in handwriting.
Medical Woman's Journal
1948, 55, 27 - 31, 60.
1952, 59, 409 - 411

Naegler, Robert C:
A Validation study of personality assessment through Graphoanalysis.
Unpublished paper. Drury College.
International Graphoanalysis Society, 1960.
( Nagler 1960 )

Neter, E & Ben-Shakhar, G
The Predictive Validity of Graphological Inferences: A Meta-Analytical Approach
Personality and Individual Differences - 1989, 10, 737 - 745.

Nevo, B:
Scientific Aspects Of Graphology: A Handbook
Springfield, IL: Thomas: 1986
( Nevo 1986 )

Nevo, B:
Reliability of Graphology: A Survey of the Literature in Scientific Aspects of Graphology:
A Handbook edited by B Nevo. Springfield, IL: Thomas: 1986
( Nevo 1986a)

Nevo, B
Validation of Graphology through Use of a Matching Method Based on Ranking.
Perceptual And Skills
1989: 69, 734 - 745.

Ouweleen, H W:
Schoolcijfers, korte graphologische analyse en schriftelijk onderzoek bij de voor-selectie.
Nederlandsch tijdschrift voor psychologie.
1950, 5(4), 324 - 342.

Ouweleen, H W:
Een wetenschappelijk onderzoek van grafologische uitspraken.
The Hague: Nederlandsch Ver. Bedrijfspychologie, 1963.

Paul-Mengeberg, M
Die Symptome der Veralterund in der handschrift
Zeitschrift Fur Mennschenkunde
1965, 29, 3-27

Pearl, R. A:
The value of handwriting in the neurological examination.
Mount Sinai Journal of Medicine,
1974, 41, 200 - 204.

Peeples, E E:
Training, Certification and Experience of handwriting Analysts.
Perceptual And Motor Skills
1990, 70: 1219 - 1226
( Peeples 1990 )

Pfanne, Heinrich.
Die Schriftexpertise und ihre Bedeutung f?r dier
Rechtsprechung.
Rudolstadt: Der Greifenverlag, 1955.

Popper, Karl R:
Science: Conjectures and Refutations
in Conjectures And Refutations
New York: Harper & Row, 1968.

Pokorny, Richard
Psychologie Der Handschrift
Munich: Kindler Verlag GmbH: 1973

Pritchard, Anita
Reliability of graphological judgments based on different tecniques of hwa.
date unknown;

Prystav, Gunther:
Interpretationsreliabilit"t in der Schriftpsychologie.
Schweizerische Zeitschrift f?r Psychologie und ihre Anwendungen.
1971, 30 ( 4 ), 320 - 332.

Pulver, Max
Symbolik des Schriftfeldes
Zeitschrift f?r Menschenkunde
1930: 6, 53-63

Pulver, Max
Symbolik der Handschrift
Zurich & Leipzig: Fussli: 1940

Rafaeli, A & Klimoski, R J:
Predicting Sales Success through handwriting analysis: An evaluation of effects of training and handwriting sample content.
Journal Of Applied Psychology
1983 ( 68 ) 212 - 217

Raices, Nuestras
Handwriting: a unique tool for the genealogist
Our Roots Quarterly,
Summer 1994, Vol.6, No.2, pp.43+

Ras, Matilda:
Historia de la escritura y grafolog¡a.
Madrid: Editorial Plus-Ultra, 1951.

Rivkai, I
al hahipazon v'haitiyut bikhtav uv'al pe
Urim
1948/9, 6, 476-480

Rosenthal, R:
Experimenter Effects in Behavioral Research.
New York: Appleton Century Crofts, 1966

Sassoon, R. - Children's Handwriting As An Indicator of Stress;
International Journal of Psychology;
V0027 N3-4, p 440, Jun-Aug 1992.


Schmitt, J, Neal, J & Klimoski, R:
Research Method's in Human Resources Management.
South Western Publications, Cincinnati, OH: 1991.

Schwarz, Daniel
A validity study assessing integrity. - 1992.

Seifert, Theodor:
Faktoreanalyse einger Schriftmerkmale.
Zeitschrift f?r experimentelle und Angewandte Psychologie.
1964, 11 ( 4 ), 645 - 666.

Shimrat, Niusia
Lateral dominance and direction orientation in the writing of American and Israeli children.
Dissertation Abstracts International
1970, 31(4-b). 2267

Shimrat, Niusia
The impact of laterality and cultural background on the development of writing skills.
Neuropsychologia - 1973, 11(2), 239-242

Sovik, N; Arntzen O & Thygesen, R
Effects of Feedback in Graphonomics: Contemporary Research in Handwriting edited by Kao, H S R; Van Galen, G P & Hoosian,
R: Amsterdam, The Netherlands: 1986.

Stabholz, M S
Individual differences in handwriting of monozygotic and dizogtic twins in relation to personality and genetic factors
University of London: PhD Thesis: 1981

Stangohr, Gordon R
Opposite hand writings
Journal of Forensic Sciences
1968, 13(3), 376-389

Starch, D
Educational Psychology
New York: Macmillan: 1927

Steiner, Dirk D; Stephen W Gilliland
Fairness reactions to personnel selection techniques in France and the United States
Journal of Applied Psychology
April 1996: 81(2), 134 - 142

Thomas, D L
Validity of Graphoanalysis in the Assessment of
Personality Characteristics.
Master's Thesis, Colorado State University: 1966 - ( Thomas 1966 )

Timm, Ulrich:
Graphometrie als psychologischer Test
Psychologische Forschung
1967, 30, 307 - 356

Van Der Hout, C. G:
Schrijven. Proeve van een fenomenologische benadering.
Groningen: J B Wolters, 1967.

Vestewig, Richard; Santee, Aileen H. and Moss, Martin K:
Validity and student acceptance of a graphoanalytic approach to personality.
Journal of Personality Assessment,
1976, 40 (6), 592 - 598.

Vuiller, H Richard
Evidence of Character To Prove Conduct: Illusion,

Illogic and Injustice in The Courtroom.
University of Pennsylvania Law Review
April 1982: 130(4), 845 - 891

Wallner, Tuet:
Die Statistik in der Graphologie.
Zeitschrift f?r Menschenkunde - 1955, 19, 129 - 132

Wallner, Tuet:
Die Zuverl"ssigkeit der graphologischen
Beurteilungsgrundlagen.
Ausdruckunde  -  1956, 3, 251 - 254

Wallner, Tuet:
Graphologie als Objekt statisticher Untersuchungen
Psychologische Rundschau - 1965, 16 ( 4 ), 282 - 298.

Wallner, Tuet:
A Necessary correction of a validating research study in handwriting psychology by D Kimmel and M Werheimer.
Journal of Projective Techniques and Personality
Assessment.
1967, 31(2), 70 - 71.

Wallner, Tuet:
Orientering i skriftpsykilogins teori och forskingsresultat.
Norkisk Psykologi
1967, 19(3), 162 - 173.

Wallner, Tuet:
Die Reliabilit"t schriftpsychologischer Begutachtungen.
Zeitschrift f?r Menschenkunde
1969, 33, 191 - 197.

Wallner, Tuet:
Der Unterschied zwischen Schriftpsychologie und Graphologie.
Psychologie und Praxis
1971, 15(1_, 1 - 8.

Wallner, Tuet
Bemerkungen zu W H Muellers Untersuchungen uber die Objecktivitat von Anumutungsqualitaten in der Handschrift.
Psychologische Beitrage
1961, 5, 586-596

Wallner, Tuet:
De fundamentele Werkhypothesen der Schriftpsychologie.
Acta Graphologica,
1973, 3, 3 - 11.

Wallner, Tuet:
Planung und Durchf?hrung von schriftpsychologischen Untersuchungen.
Zeitschrift f?r experimentelle und angewandte Psychologie.
1970, 17(2), 316 - 256.

Wallner, Tuet:
Hypotheses of Handwriting Psychology and their Verification.
Professional Psychology
1975, 6 ( 1) , 8 - 16

Weiss, A A
Directionality in four Bender-Gestlat figures III
Perceptual and Motor Skills
1975, 40(2), 595-598

Zweigenhaft, Richard L & Marlowe, David:
Signature size: Studies in expressive movements.
Journal of Consulting and Clinical Psychology.
1973, 40(3), 469 - 473.


 

أيضا هنا بحث من هيئة التسويق الأمريكية وعلاقة التسويق بتحليل الشخصية:

https://www.ama.org/documents/4999548.pdf

 

بحث من جامعة ستافوردشير عن تزوير التوقيعات العربية واكتشافها – الباحث عبد العزيز القحطاني:

https://www.staffs.ac.uk/academic_depts/sciences/research/forensics/handwriting_document_research.jsp

أيضا هنا:

https://www.staffs.ac.uk/assets/ArabicHandwriting_tcm44-25711.pdf

 

صحيفة ديلي ميل: دراسة تشير أن تحليل الخط يكشف أكثر من 5000 صفة – مع شرح بعض القواعد:

http://www.dailymail.co.uk/sciencetech/article-2380858/What-does-handwriting-say-Study-finds-5-000-personality-traits-linked-write.html

 

مجلة الطب اليومي: دراسة عام 2013م تشير أن تحليل الخط يمكن أن يتنبأ ببعض أمراض الأعصاب كالشلل الرعاش (باركنسون)، وكذلك دراسة عام 2004م تشير إلى تشخيص حالات الاكتئاب بسبب توتر الناقلات العصبية:

http://www.medicaldaily.com/handwriting-analysis-diagnoses-major-nervous-system-disorders-reveals-little-else-291972

  

علم الجرافولوجي يمكنه تشخيص السرطان:

http://learngraphology.com/wp-content/uploads/2015/02/Early-Cancer-Detection-thorugh-handwriting-analysis.pdf

 

الجرافولوجي مستخدم في مكتب التحقيقات الفيدرالي ووكالة الأمن القومي وكثير من الشركات:

http://www.hrmagazine.co.uk/article-details/are-uk-employers-embracing-graphology

 

خبير التحليل: (دن ليو Don-Lehew) عضو المجلس الأمريكي للمحققين الجنائيين – يتم الاستعانة به في الجرائم – وهو مكتشف طريقة معرفة جنس الجنين للحامل عن طريق الخط:

http://www.jacksonvilleprogress.com/news/local-handwriting-expert-says-he-believes-karr-wrote-ransom-note/article_47188db9-8e86-54ff-92d7-f00e68237d48.html

وكذلك مكتشف (18) قاعدة لمعرفة المتحرشين جنسيا بالأطفال عن طريق الخط:

http://www.handwritinguniversity.com/products/lehew/ped

 

 

الدلالات النفسية لرسومات الأطفال بعد الحرب على غزة:

دراسة تمت في غزة بعد العدوان الإسرائيلي 2008م على (445) طفل، للباحثين:

د. جميل حسن الطهراوي + د. سناء إبراهيم أبو دقة

الملخص: هدفت الدراسة إلى معرفة حجم تأثر أطفال غزة بما عايشوه من أحداث مؤلمة أثناء الحرب التي وقعت في الفترة ما بين 27-12-2008 إلى 18-1-2009، من خلال تحليل رسوماتهم، مع استجلاء الفروق في الرسومات في ضوء متغيرات الدراسة، وتكونت عينة الدراسة من رسومات لـ (445) طفل من أطفال المناطق الشمالية بغزة التي عاشت أسوأ الظروف وقت الحرب, حيث طُلب منهم أن يقوموا برسم ما يريدون أو (ما يهمهم) دون أي إيحاء أو تدخل، ثم قد قام الباحثان بتحليل الدلالات النفسية لرسومات الأطفال.

   وأظهرت النتائج أن (82.3%) من الأطفال قاموا برسم الحرب ومتعلقاتها, وكان ترتيبها تنازلياً كالتالي: الطائرات – البيوت والمساجد المهدمة – الصواريخ والقذائف الإسرائيلية الشهداء – الآليات العسكرية بأنواعها – المقاومين.., وظهر في الرسومات الخوف, الفزع, والحزن على الشهداء والمصابين, كما تجلى حب مساعدة الآخرين، وأيضاً روح المقاومة لدى هؤلاء الأطفال. وأظهرت النتائج تفوقاً واضحاً للإناث في غنى الرسومات بالعناصر الدالة على الحرب, وشعورهن بمعاناة الآخرين خلالها, كما استخدم (56.2%) من الأطفال الكتابة لشرح بعض الرسومات التي كانت في أغلبها تحمل رسالة هامة وذكية للمشاهد, لإحساس الطفل بأن ما رسمه لا يكفي لإيصال ما يريد إيصاله للمشاهد, ومن النتائج غير المتوقعة أن (78.6%)  من الأطفال استخدموا الألوان الزاهية على عكس توقعات الباحثين.

   وقد أوصى الباحثان بالاهتمام برسومات الأطفال لتوثيق ما جرى في حرب غزة، واعتبروها شهادات صادقة على ما يعانيه أطفالها من تلك الحرب.

 

الدراسة كاملة:

http://journals.iugaza.edu.ps/index.php/IUGJHR/article/view/844/787


 

دلالات خطوط الأطفال: للدكتور عبد الجليل الأنصاري:

   هنا سنذكر مثالا للجرافولوجي في دلالات خطوط الأطفال والتي تنطبق عليها معظم المعايير التي تنطبق على خطوط الكبار مع وجود بعض التغييرات.

وهذا النقل من الدكتور عبد الجليل الأنصاري حفظه الله – خبير التحليل -:

   قبل أن نبدأ لابد أن نوضح أن الغالبية العظمى من خطوط الصغار تغلب عليها الأشكال الدائرية إضافة إلى بعض التموج اللاإرادي والذي يعتبر طبيعيا في هذا السن على خلاف الشخص الكبير، ويرجع ذلك إلى عدم قدرة الطفل في التحكم الكبير للقلم وانسيابية تحريكه على الورق.


فالأطفال الصغار قبل سن المدرسة على سبيل المثال يرسمون أشكالا غير مفهومة
غير أن هذه الأشكال يمكن تحليلها وفهمها على أساس اتجاه حركتها وشكلها وترتيبها:

1- الطفل السعيد: يغطى الصفحة بأكملها بأشكال غير مفهومة، لها طابع المنحنيات ذات مساحة عريضة.


2- الطفل القلق: ترى الأشكال العفوية وكأنها مشنجة وضعيفة في نطاقها وكأن الأشكال غير المفهومة محصورة في مكان واحد في الصفحة.


3- الطفل الحزين: يصغر حجم الرسومات وغالبا ما يرسم بانحدار الأشكال إلى الأسفل.


4- الطفل الغاضب: يضغط بقوة على القلم ويرسم أشكال حادة كبيرة، وكلما زادت في الأحجام زادت هذه الصفة.

 

   في المرحلة الأولى الابتدائية من التعليم الأساسي: في هذه المرحلة يبدأ الطفل بتصوير الحروف والكلمات، أي أنه يرسمها كصورة، وهي من أخطر المراحل التي يجب التنبه لها حيث إنها المرحلة الأساسية التي تعتمد عليها بعد ذلك في رسم الأشكال.
   في هذه المرحلة يستمتع الطفل بالرسم والشخبطة أكثر من رسم الحروف، وعليه ينظر الطفل إلى الحرف على أنه صورة، فيرسمها بحجم أكبر من المعدل الطبيعي لأنه يريد أن يتكيف مع الصورة الذهنية الجديدة للحرف، حيث تعتبر هذه هي المرحلة الأولى في حياته للتعرف على الاتصال غير اللفظي، وعليه فإنه يبدأ بتكبير صورة الرسمة.


   ومن المعلوم أن حجم الخط له مدلولات عميقة في سن النضوج، أما في هذه المرحلة فيعتبر أمرا طبيعيا وذلك أن الخط الكبير في هذا السن هو ترجمة لنوعية جديدة للاتصال لذا لا يرى الطفل بأسا بأن يجعل هذه الصورة كبيرة.


   أما في المرحلة الثانية والثالثة: عندما يبدأ الطفل يتعود على الحروف الأبجدية ويصل إلى درجة أكبر وأعمق من التوافق والقدرة على التحكم في حركة اليد فحينها نستطيع أن نميز بعض الصفات التي بدأت تتشكل مع الحروف كل بحسب شكله وخاصة تلك التي لها علاقة بالعصبية أو الأنانية والذكاء والفطنة ....إلخ.


   في سن التاسعة غالبا يبلغ الطفل مبلغا من التمكين في مسك القلم وتتكون لديه مهارات عالية تمكنه من التنقل على الصفحة بالكيفية التي يشاء، وعليه فإن في هذه المرحلة يمكن ترجمة الخط والوقوف على ما يدور في خلد ومخ هذا الطفل كما هو الحال بالنسبة لخطوط الناضجين من الكبار.


   وذلك أن في هذه المرحلة يستطيع الطفل أن يعبر عن ما يدور في مخه على الورق وبالشكل الذي مقتنع هو فيه، فهو قد توقف كليا من رسم صور الأشكال التي تعلمها وبدأ يرسم بالشكل الذي هو يراه مناسبا، وهنا نستطيع أن نعرف جوانب كثيرة من شخصية الطفل ومن أهمها الحالة النفسية والاجتماعية.


   وعندما يبلغ الطفل العاشرة من عمره والحادية عشر، تبدأ الأشكال الدائرية أو المنحنية تسيطر على كتابته ويبدأ الضغط يبرز أكثر فأكثر ويبدأ برسم الأشكال
بطريقة غير واعية بطريقته الخاصة التي تميزه عن غيره في الكتابة.


 

كيف يبدأ السلوك في التحكم وكيف تتشكل الأشكال اللاواعية لدى الأطفال؟

عندما يبدأ الطفل بالشخبطة في كتاب معين أو دفتر معين لمادة معينة بدرجة ملفتة للنظر فإنها دلالات الملل وعدم التركيز أو عدم حب هذه المادة أو ربما عدم استيعاب هذه المادة.

 

* إذا كانت كتابة الطفل في رأس الصفحة دائما أو غالبا فقد يكون بحاجة إلى فحص نظره، فإن كان سليما فلابد من تغيير مكانه في الصف لأن هذه إشارات ضعف التحصيل العلمي.

* الأخطاء الإملائية في جميع الكلمات قد تكون مؤشرات خطرة تعني خلل وظيفي
في المخ أو صعوبة في التعلم.

* شطب الكلمات أو تصحيحها بشكل ثقيل بحيث يتم خرق الورقة يعني إحباط في التعلم أو كراهية النفس.

* إذا كانت أحجام الحروف أكبر أو أصغر بدرجة متباينة من كتابات قرنائه في العمر فإن هذا فيه دلالة على أن هناك خلالا ما في العين أو ربما الأذن.

* كتابة كلمات متشابكة بشكل ثابت ومستمر قد تعني خلالا في العين أو مشاكل أسرية في البيت وقد تكون دلالات صعوبة في الكلام كالتأتأة مثلا.

* كثرة الأخطاء في الكتابة قد تكون سببها العصبية أو عسر القراءة، علما بأن عسر القراءة لدى البنين أكثر من البنات.

* عدم القدرة على ضبط حجم الخط وميله وضغط القلم في سن العاشرة قد تعني  عدم الاتزان الفكري والمشاعري لدى الطفل.

* عندما يبدأ الطفل بكتابة اسمه ثم شطبه فيه دلالة عدم الراحة النفسية أو عدم حب الطفل لشخصه.

* شطب الكلمات أو مسحها بطريقة ثقيلة وعدم الاهتمام بتسوية الهوامش لدى أطفال المرحلة الإعدادية قد تعني التمرد أو الخوف أو ربما شرب الدخان، خاصة لدى الأولاد.

* توسع حجم الأجزاء السفلية للحروف في السابعة وحتى العاشرة دلالات النشاط والحيوية.

* توسع حجم الأجزاء السفلية للحروف في سن المراهقة تعني حب التطلع للجنس الآخر.

* رسم الوجوه القبيحة أو الأسلحة من قبل الطفل فيه دلالات الكره وكثرة الخلافات في البيئة التي يعيش فيها، لذا يجب دراسة حالة الطفل الاجتماعية لكي لا يؤثر سلبا على زملاءه في الدراسة.

* إذا بدأ الطفل بالرسم من يسار الصفحة ثم تدرج إلى اليمين فقد يكون مريضا أو فاقدا للحنان وبحاجة إلى عناية ورعاية.

* رسم الوجوه التعيسة أو التي تدل على البكاء هو تعبير عن مشاعر الطفل الحقيقية في هذا الوقت.

* عندما يبدأ الطفل برسم جسم الإنسان من غير أيادي أو أرجل يعني أنه لا يعرف كيف يتصرف أو ما هو مطلوب منه فعله.

 

 

أمثلة من الواقع:

   كان إحدى فروع هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في السعودية يظنون أن الجرافولوجي ضرب من الشعوذة والكهانة، ثم تم الإعلان عن دورة المستوى الأول، فسجل ثلاثة من أعضاء الهيئة في الدورة للتأكد مما يحتويه المنهج، وبعد الدورة رجعوا إلى الإدارة وقالوا لهم: ليس فيها شعوذة ولا كهانة فكل ما في الأمر قواعد وتطبيقات لتحليل الشخصية.

 

   كان أحد أعضاء هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مدربا في الجرافولوجي (وهو أستاذي في المستوى الأول)، فطلب منه أحد القضاة تحليل الخط لأحد المتهمين وكان قد كتب ورقة ووقع عليها، فقال المدرب للقاضي: هذا الكاتب يكذب فيما كتبه، ثم تبين فعلا كذب الكاتب!

 

   وكان نفس المدرب قد دخل إحدى الصيديات لطلب دواء، فنظر إلى توقيع الرجل الصيدلي فقال له: أنت ليس عندك هدف في حياتك، فقال الصيدلي: نعم صحيح!

 

   وكان أحد المدربين في اليمن قد رأى خط أحد أصحابي فقال له: أنت لا تمارس الرياضة! وكان ذلك صحيحا.

 

   ونفس هذا المدرب: أرسلت إليه إحدى المتدربات خطها للتحليل، فكتب لها (186) صفة، فقالت له: جميع الصفات صحيحة إلا الأنانية، فقال زوجها للمدرب: بل هي أنانية! – مما يعني أن جميع الصفات المستخرجة من التحليل كانت صحيحة.

 

   ومنذ سنوات جاءني صديق وهو غير مؤمن بالعلم وكتب اسمي (عماد) على ورقة وقال لي: هيا حلل، فقلت له: أنت فاقد لحنان الأب، فقال لي: أنا يتيم!!

 

   وأحدهم كتب رسالة حب لزوجته، وفي آخر الرسالة كتب كلمة (أحبك) بشكل مائل للأسفل، فقال له المدرب: أنت لا تحب زوجتك! وكان التحليل صحيحا!

   وأحدهم طبق قاعدة تشخيص الحمل على ابنته، وظهر أنها أنثى، وظل يتابع حالة الجنين عن طريق الخط، فولدت ابنته طفلة سموها: عائشة.

 

     وإحدى الأخوات كانت تشكو من تعلقها برجل وهي تحاول أن تبتعد وتنساه ولكنها لا تستطيع، وقام المعالج باستخدام تقنيات العلاج بخط اليد (الجرافوثيرابي) لمدة أسبوع واحد فقط، فبعد أسبوع قالت له: لقد كرهته!

 

   وذكر الدكتور عبد الجليل قصة طبيب الأشعة الذي اكتشف طريقة معرفة الحامل واسمه دون ليو، فقد كان يجري فحصا في عيادته أثناء وجود الدكتور عبد الجليل معه، وقال له لنستغل الوقت ونحلل خطوط المرضى الذين في الانتظار، وفعلا عند تحليل إحدى العينات قال الطبيب: هذه المرأة حامل، فطلب منها الطبيب تحليل الحمل، وفعلا كانت النتيجة إيجابية!

 

   قصة المدربة فاطمة الغزواني وأنه سبق لها تجربة التوظيف عن طريق كتابة خط اليد مع فندق ماريوت بالرياض مع زميلها الأخ صلاح الحكيمي قبل سنوات عندما احتاج تأسيس قسم نسائي، وكانت التجربة ناجحة حيث لم يستغرق وقت اختيار الموظفات غير ساعة وكان من ضمنهم موظفة استقبال ومشرفة وأمانات ومستخدمة، وما كان ملحوظاً من هذه التجربة بأن الموظفات اللاتي تم اختيارهن عن طريق كتابة خط اليد مستمرات في العمل وكنّ مثالاً للموظفات المجتهدات اللاتي يقدرن معنى العمل، حيث إن العمل في فندق ماريوت فرصة لكل طالبة عمل حيث كانت الرواتب مغرية فكانت المئات من السير الذاتية ترسل على الفاكس وكذلك لإيميل الفندق لطلب فرصة وظيفة نسائية لديهم، ولكن الأستاذة فاطمة تركت تلك السير الذاتية واتجهت إلى جمعية إنسان بالرياض وتم اختيار (8) موظفات يقدرن العمل وعلى مستوى المجال الوظيفي المطلوب وكان تعليقها عندما سألناها لماذا اتجهت إلى جمعية إنسان؟

   فقالت: إن الوظائف المعروضة لا تحتاج للبكالوريوس ولا ماجستير ولا إجادة لغات ولا حسن مظهر؛ وإنما تحتاج فقط لشخصية مرنة وتتعلم بسرعة قوانين العمل وتقدر مجالها الوظيفي، وما يتطلبه منها من طلاقة حديث وحسن خلق واحترام الوقت والعمل ضمن فريق واحد.

 

    وإحدى الأخوات كانت تشتكي من تعلق قلبها برجل وتريد التخلص من هذا الأمر، فاستخدم معها محلل الخط طريقة العلاج بالكتابة (الجرفوثيرابي) وقال لها: اكتبي اسمه بعكس اتجاه الكتابة بشكل بطيء ثم شخبطي على اسمه، وبعد أسبوع قالت: انتهى التعلق الذي كنت أعانيه ولله الحمد.

 


علم وليس دجلا:

ظهر معارضين لهذا العلم للأسف الشديد بقولهم أنه ضرب من ضروب السحر والدجل، هذا والعياذ بالله غير صحيح حيث إن:

1- هذا علم قائم على قواعد وأصول ويُدرس أكاديميا في الجامعات العالمية.

2- هذا العلم يستخدم داخل المملكة السعودية من خلال وحدات التزوير وأقسام المباحث والشرط في وزارة الداخلية.

3- هذا العلم يعطى كنبذه عن طرق استخدامه في أقسام علم النفس في الجامعات السعودية.

4- اقتنع عدد كبيير من المشايخ والعلماء بهذا العلم وأهميته بعد أن شُرح لهم بشكل صحيح ووضحت أصوله وقواعده ومجالاته ومنهم من التحق بهذه الدورات.

5- تقام دورات كثيرة في هذا العلم في مختلف مناطق المملكة ويحضرها عدد كبير من أفراد المجتمع نساء ورجال منهم الطبيب والمهندس وإمام المسجد والمأذون الشرعي والمعلم وأستاذ الجامعة والطالب المسئول و....الخ، ومن أراد التأكد عليه الرجوع لسجلات مراكز التدريب التي تنظم مثل هذه الدورات.

6- اعتمدت المؤسسة العامة للتدريب المهني والتقني شهادات دورات تحليل الشخصية من خلال خط اليد.

   علم الجرافولوجي ليس بدجل أو شعوذة أبدا, فهو لا يكشف الغيب ولا يبحث في المستقبل أبدا, ولا يمكنه معرفة عمر الإنسان أو لونه أو انتماءاته الدينية أو السياسية, بل هو علم أصيل وقديم وعريق أكاديميا، ويعد أحد فروع علم النفس ويدرس في الجامعات الأمريكية والأوروبية، وأنا أدعو المشككين إلى تعلم هذا العلم بشكل أدق للتعرف على جوانب القوة في تطبيقاته، وتلمس إيجابياته والاطلاع على الدراسات العلمية التي تجرى باستمرار لتطوير نظرياته العلمية ليكونوا منصفين وعادلين في الحكم، وأؤكد أننا نحن المسلمين لا يمكن أن نستخدم أي علم يتعارض مع ديننا الحنيف، كما أن الصورة السلبية عن هذا العلم بدأت تتلاشى حالياً بشكل كبير خاصة مع ازدياد الوعي ووفرة الدورات العلمية في هذا المجال والإقبال عليها, حيث يلاحظ أن دورات الجرافولوجي يحضرها أشخاص متدينون ومتخصصون في العلوم الدينية، ومنهم من أصبح الآن مدرباً محترفا يعقد دورات علمية لتعليم الجرافولوجي، ومن يقول أن الجرافولوجي فيه كهانة أو دجل فاعلموا أنه لم يحضر أي دورة فيه! إنما ينقل كلام غيره فقط!! أو يأخذ هذا الكلام من الدخلاء على هذا العلم كمن يأخذ معلومة في الطب من غير الأطباء أو معلومة في الرقية من غير الرقاة، وإن القانون الرئيس في هذا العلم المتفق عليه عند جميع الخبراء في العالم أن هذا العلم لا يستطيع معرفة الغيب.

 

 

الجرافولوجي وعلم الغيب، والتنبؤ بالأمراض:

   ذكرت في الأسطر السابقة أن علم الجرافولوجي لا يمكنه التنبؤ بالغيب، وهذا الأمر متفق عليه عند جميع خبراء التحليل والأكاديميات الدولية حول العالم.

   وأما مسألة التنبؤ بالأمراض فهي مثل التنبؤ بالطقس، ومسألة التنبؤ بالأمراض موجودة في الطب منذ العصر القديم في الطب اليوناني والتبتي وحتى العصر الحديث، فإن الجسم قبل أن يظهر عليه المرض فإن هناك أمورا تحدث في داخل الجسم، فإذا عجز جهاز المناعة عن علاجها فإنها تظهر على الإنسان.

   بل إن في علم التشخيص الحدقي Iridology (التشخيص عن طريق قزحية العين) يمكن التنبؤ ببعض الأمراض التي ستحدث، وذلك لأن الخلل في الخلايا والهرمونات قد بدأ يحدث فعلا ولكنه لم يصل للمرحلة المرضية، فإذا استمر هذا الخلل فسيحدث المرض الفلاني والمرض الفلاني.

   وفي الطب القديم كانت الأمراض تقسم إلى الأمراض الحارة والأمراض الباردة، فإذا أصيب الشخص بزيادة الحرارة في جسده فإن الأمراض التي ستحدث عنده هي: حرقان البول، التهاب البروستات، البواسير، مشاكل العين، سرعة القذف، العصبية.....

   ولكنه قد لا يعاني حاليا من هذه الأمراض، ولذلك عند تشخيصه (عن طريق النبض) فإنه يمكن توقع الأمراض التي ستحدث مستقبلا بناء على العلم والممارسة والتجربة والخبرة، وكذلك في الأمراض البرودة.

   ومثال آخر: من يعاني من دوالي الخصية في الدرجة الأولى (وهي أربع درجات) فإننا يمكننا التنبؤ بأنه قد يحدث عنده قلة في الحيوانات المنوية وبالتالي حدوث العقم، وهذا التنبؤ موجود طبيا ومعلوم سريريا.

   ومن ذلك فإن علم الخط أيضا يمكنه التنبؤ ببعض الأمراض التي تمت التجارب عليها وذلك لأن الجهاز العصبي قد بدأ بالخلل فعلا، فإن توقع حدوث ضغط الدم المرتفع (أو وجوده فعلا) وتوقع بعض الأمراض فإن ناتج من الدراسات والأبحاث، وحاله كحال التنبؤ بالطقس.

   وقد يقول قائل: إذن لماذا لا يتم اعتماده في المستشفيات؟

   والجواب السهل: لأن المستشفيات لا تريد أن تخسر تجارتها في الأجهزة والكسب من ورائها ومن وراء التحاليل المخبرية غالية الثمن، فهم أيضا لا يعتمدون الحجامة في مستشفياتهم، ولا يعتمدون فيها الأعشاب التي أثبتت التجارب والدراسات نفعها، ولا يعتمدون الكثير من الأمور والعلوم النافعة، كما أنهم لا يعتمدون التشخيص عن طريق النبض بالرغم من أنه معتمد في الطب الهندي والصيني والعربي، بل من خلاله يتم معرفة مزاج الشخص (صفراوي – دموي – سوداوي – بلغمي) ومزاج مرضه الموجود ليتم علاجه (وقد ذكر هذه الأمزجة ابن القيم رحمه الله في الطب النبوي)، فعدم اعتماد الدراسة أو البحث في المستشفيات رغم نجاحه ليس حجة للحكم عليه بأنه غير صحيح.

 

 

الرد على مقال منشور يحرم الجرافولوجي:

الذي قام بالرد على المقال: سلطان بن عيد المخلفي
أول كبير مدربين ومحلل معتمد في تحليل الشخصية من خلال الخط
باحث شرعي وقانوني
ومتخصص في التوجهات السياسية للفرق الدعوية

 

يقول الأستاذ سلطان المخلفي:

أشارككم التحقيق الصحفي الذي نشر يوم أمس في جريدة الشرق، والذي تحدث عن تحليل الشخصية من خلال الخط (الجرافولوجي).

http://www.alsharq.net.sa/2012/05/02/254500


والذي حمل في طياته ثلاث توجهات هي:

التوجه الأول: إثبات حقيقة علم الجرافولوجي، من الناحية العلمية والنظرية وقد تحدثت عنه في بداية التحقيق.


التوجه الثاني: وقد قام على نفي العام والمجمل لعلم الجرافولوجي، وجعل العلم بمثابة الكهانة المحرمة، وربطها بالعرافة، والتشكيك بأصل العلم ومصدره.


التوجه الثالث: كان مثبتا لجزء من التوجه الأول وهو التحليل بالتوقيع فقط، مع عدم التسليم بالمطلق بتحليل الأحرف، ونافيا للتوجه الثاني من كونه محرما.


وسأقوم بالرد على التوجه الثاني مبدئيا، ويبقى التوجه الثالث لحينه بإذن الله.

فأقول مستعينا بالله:

قال الإمام ابن قيم الجوزية رحمه في إعلام الموقعين:

"قد حرم الله سبحانه القول عليه بغير علم في الفتيا والقضاء وجعله من أعظم المحرمات بل جعله في المرتبة العليا منها فقال تعالى {قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَاناً وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ} فرتب المحرمات أربع مراتب وبدأ بأسهلها وهو الفواحش ثم ثنى بما هو أشد تحريما منه وهو الإثم والظلم، ثم ثلث بما هو أعظم تحريما منهما وهو الشرك به سبحانه ثم ربّع بما هو أشد تحريما من ذلك كله وهو القول عليه بلا علم، وهذا يعم القول عليه سبحانه بلا علم في أسمائه وصفاته وأفعاله وفي دينه وشرعه وقال تعالى {وَلا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَذَا حَلالٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لا يُفْلِحُونَ مَتَاعٌ قَلِيلٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} فتقدم إليهم سبحانه بالوعيد على الكذب عليه في أحكامه وقولهم لما لم يحرمه: هذا حرام، ولما لم يحله: هذا حلال، وهذا بيان منه سبحانه أنه لا يجوز للعبد أن يقول هذا حلال وهذا حرام إلا بما علم أن الله سبحانه أحله وحرمه.


   وقال بعض السلف: "ليتق أحدكم أن يقول أحل الله كذا وحرم كذا فيقول الله له كذبت لم أحل كذا ولم أحرم كذا فلا ينبغي أن يقول لما لا يعلم ورود الوحي المبين بتحليله وتحريمه أحله الله وحرمه الله لمجرد التقليد أو بالتأويل".


   وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح أميره بريدة أن ينزل عدوه إذا حاصرهم على حكم الله وقال: "فإنك لا تدري أتصيب حكم الله فيهم أم لا ولكن أنزلهم على حكمك وحكم أصحابك" فتأمل كيف فرق بين حكم الله وحكم الأمير المجتهد ونهى أن يسمى حكم المجتهدين حكم الله.


   ومن هذا لما كتب الكاتب بين يدي أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه حكما حكم به فقال: "هذا ما أرى الله أمير المؤمنين عمر" فقال: "لا تقل هكذا ولكن قل: هذا ما رأى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب".


   وقال ابن وهب: سمعت مالكا يقول: "لم يكن من أمر الناس ولا من مضى من سلفنا ولا أدركت أحدا اقتدى به يقول في شيء هذا حلال وهذا حرام، وما كانوا يجترئون على ذلك وإنما كانوا يقولون نكره كذا ونرى هذا حسنا، فينبغي هذا ولا نرى هذا" ورواه عنه عتيق بن يعقوب وزاد: "ولا يقولون حلال ولا حرام أما سمعت قول الله تعالى {قُلْ أَرَأَيْتُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ لَكُمْ مِنْ رِزْقٍ فَجَعَلْتُمْ مِنْهُ حَرَاماً وَحَلالاً قُلْ آللَّهُ أَذِنَ لَكُمْ أَمْ عَلَى اللَّهِ تَفْتَرُونَ} الحلال ما أحله الله ورسوله والحرام ما حرمه الله ورسوله" إلى أن قال رحمه الله "والمقصود أن الله سبحانه حرم القول عليه بلا علم في أسمائه وصفاته وأفعاله وأحكامه والمفتي يخبر عن الله عز وجل وعن دينه فإن لم يكن خبره مطابقا لما شرعه كان قائلا عليه بلا علم ولكن إذا اجتهد واستفرغ وسعه في معرفة الحق وأخطأ لم يلحقه الوعيد، وعفى له عن ما أخطأ به وأثيب على اجتهاده، ولكن لا يجوز أن يقول لما أداه إليه اجتهاده ولم يظفر فيه بنص عن الله ورسوله: "إن الله حرم كذا وأوجب كذا وأباح كذا وإن هذا هو حكم الله".

   قال ابن وضاح: ثنا يوسف بن عدي ثنا عبيدة بن حميد عن عطاء بن السائب قال: قال الربيع بن خيثم: "إياكم أن يقول الرجل لشيء إن الله حرم هذا أو نهى عنه فيقول الله: [كذبت لم أحرمه ولم أنه عنه] أو يقول: إن الله أحل هذا أو أمر به فيقول الله: [كذبت لم أحله ولم آمر به]"، قال أبو عمر: "وقد روى عن مالك أنه قال في بعض ما كان ينزل به فيسأل عنه فيجتهد فيه رأيه إن نظن إلا ظنا وما نحن بمستيقنين".


   وإن مما ابتلي به المسلمون في هذا الزمان كثرة المفتين مع قلة الورع والتقوى، وقد ظن البعض أن بضعة أوراق يحصل عليها بما يسمى الشهادات العلمية مسوغا له بأن يفتي ويوقع عن رب العالمين والله المستعان.


   قلت: وقد ذهبت الدكتورة (اسمها: فوز - صاحبة المقال) في تحريمها إلى الحديث عن التحريم مذهبا صعبا اتخذته لنفسها، وإن كنت أحسن الظن بها أنه من باب الجهل لا الهوى، وهو جهل بالحال وجهل بالحكم.


وذلك:
   أنها ربطت هذا العلم بالكهانة والعرافة (حقيقته القول بالظن والرجم بالغيب مع شيء من العرافة والكهانة، مؤكدةً على أنه كلما كان صاحبه أحذق كان أقرب إلى إعانة الشياطين بعلم منه أو بجهل، فيحدّث ببعض المغيبات الماضية، أو المستقبلية، ويظن أنه علم إنما تلقاه من معرفته بخصائص دلالة هذا الانحناء في التوقيع أو تلك الطريقة والزاوية في كتابة رسم ذلك الحرف).

   وقولها بأنه رجم بالغيب افتراء واتهام، وكون الإنسان يجهل أمرا ما لا يعني بالضرورة أنه منكر أو مجهول، فهذا العلم يقوم على دلائل معروفة عند أهل الاختصاص، بل هو ثابت عندهم وأعني بالثبوت الظني منه لأن القطعي لا يكون إلا لما ثبت من صحيح السنة، أو ما أجمع على ثبوته من الناس.

   وأما قولها أنه عرافة وكهانة وإعانة شياطين: فهذا من الجهل الواضح بمعرفة تلك العبارات، ولو اطلعت على تعريفاتها عند أهل العلم بدون هوى وبتجرد لأتضح لها خطأها.


قال البغوي رحمه الله: العراف: الذي يدّعي معرفة الأمور بمقدمات يستدل بها على المسروق ومكان الضالة. ونحو ذلك.

وقال أبو العباس بن تيمية: العرّاف: اسم للكاهن والمنجم والرمّال ونحوهم ممن يتكلم في معرفة الأمور بهذه الطرق.


   والفرق بين العراف والكاهن ليس محل اتفاق بين أهل العلم، فمنهم من عرف العراف بمن يستدل على معرفة المقدمات للمسروق وغيره وهو في الماضي، والكاهن من يخبر عن المغيبات في المستقبل، أو ما في الضمير كأن يقال: ما أضمرت؟ فيقول الكاهن: أضمرت كذا وكذا، وظاهر كلام البغوي هو عدم التفريق بينهما.

   أقول: أن ذلك كله لا ينطبق على ما نحن بصدده من تحليل الخط، فمن المعلوم أن علم تحليل الشخصية من الخط لا يخبر عن مغيب أو عن ماض، ولا يكشف عن غيب ولا عن ضمير يضمره الإنسان، وإنما هو معرفة لسلوك معروف موجود عند صاحبه، يظهر في خطه من خلال استخدام بعض الإشارات التي تظهر بفعل جهازه العصبي، وإن كان يجهل طبيعة تلك الإشارات، فقد يجهل الإنسان أن به مرض ولا يسوغ لنا إنكار ذلك، أو القول بعدم وجوده ولو لم يشعر بأعراضه.


   وإني لأتساءل والحال كذلك عن حكم تخطيط القلب الذي يعمل به في مستشفيات الأرض؟!! هو من الحرام في شيء؟!

وقد علمنا أنه من خطوط طولية نتعرف على أمراض القلب، وضعفه، ومشاكله، فهل كل أطباء الأرض عرافون كهان؟!

والقول عن إعانة الشياطين قول مبني على فهم منها خاطئ، فأصبح الظن عندها كاليقين.

 

  لا بأس من القول أنني على استعداد بتحليل خط من يفتي بالحرمة أثناء وهو يقرأ القران، وما ذلك إلا ليقيني بجواز هذا العلم، وذلك لأنني من أحرص الناس على سلامة المعتقد، والحفاظ على كمال التوحيد الواجب فضلا عن أصله، مع قصوري وضعفي، والله المستعان.

ولكني أقول:

وكم من عائب قولا صحيحا وآفاته من الفهم السقيم


ثم تقول الدكتورة: (ما الفائدة المرجوة من وراء هذه المعرفة وهي تعطي حكماً على الشخصيات، ولا تعطي دلائل على السمات، ولا تدل على طرق تقويمها؟ ثم أي خط ذلك الذي تستشف منه شخصية شخص بارع في محاكاة الخطوط جميعها، وتزوير التوقيعات؟ ما هو مصدر هذا العلم، من هم أهله، ورواده، ما هي مصادره المكتوبة، ما هي قيمته في الساحات العلمية، وما هي فوائده للحياة والعبادة، في الدنيا والآخرة؟).


   فأقول: قولها هذا يدل على جهلها العظيم بهذا العلم، ولو كلفت نفسها قليلا في البحث، ولو في محركات البحث، لظهر لها مصادر هذا العلم ورواده، وقيمته.

   ثم إن هذا العلم يدلنا على معرفة السلوك لشخصية الكاتب وبالتالي يفتح لنا الطريق لمعالجة تلك السلوكيات وتقويم الشخصيات بعلوم أخرى أقربها لهذا العلم هو علم تعديل السلوك من خلال الخط (الجرافوثيرابي)، والذي يشترط في متعلمه أن يكون ملما بتحليل الخط, لأن الطبيب لا يعالج إلا بعد الكشف، فالأول يكشف والثاني يُعدّل.

   وقد بُسط الحديث عن هذا العلم وأصله ورواده, وفوائده في كثير من المواقع والدورات، والقائمة موجودة لأبرز الجامعات التي تقوم بتدريسه في العالم.

   ثم إن من المعلوم أن تلك الإشارات الدقيقة، لا تمكن الكاتب وإن دقق في خطه وجود في محاكاته، أن يخدع خبيرا، لأن تلك الإشارات خاضعة لجهازه العصبي اللاإرادي، وهذه المعلومة يعرفها من تعلم المستوى الأول في أول ساعة من الدورة.


ولكن التسرع قد يفضى إلى أكثر من ذلك وكما قيل: من ألف وكتب فقد عرض عقله على الناس!

ثم تقول الدكتورة: (لماذا لم يعلمنا إياه رسولنا الحبيب – صلى الله عليه وسلم – الذي ما ترك من خير إلا ودلَّنا عليه، ولا شر إلا وحذرنا منه، فجزاه الله عنَّا بخير ما جزى نبيّاً عن أمته، ألف تساؤل، وتساؤل، قد يجد المفتونون بهذه الضلالات جواباً لبعضها، ويجيدون التهرب من بعضها، ويبقى أكثرها دون إجابة شافية).


   فأقول: وهل كل ما نحن به اليوم من علوم متطورة قد رويت لنا بها أحاديث عن النبي عليه الصلاة والسلام؟ إن مما لا شك به ولا ريب أن النبي عليه الصلاة والسلام بلغنا هذا الدين وكمله الله جل وعلا، وهذا لا يتنافى مع ما يستجد في حال الناس فالأصل ثابت كامل، وأما ما يستجد فإن الحكم عليه محتاج للنظر والتمحيص والقياس لمعرفة حكمه.

   فليس كل مستجد بدعة، وإلا لحكمنا على كل ما نعيشه ونعامل معه بالابتداع وهذا باب قد ضل فيه فئام من الناس، ولكن أهل العلم قرروا لنا قواعد لمعرفة المباح من غيره, ولا بأس بأن أوضح للدكتورة وغيرها قاعدة تسهل عليها فهم البدعة.

   فأهل العلم يقررون ومنهم أن الشاطبي رحمه الله في الاعتصام:

* أن ما كل ما تركه النبي صلى الله عليه وسلم أو أصحابه من عملا مع كون موجبها أو سبب اقتضائها قائما، والمانع منها منتفيا فهو بدعة.

   وأقرب مثال على ذلك مكبرات الصوت في المساجد فإن المقتضى منها كان منتفيا ولم يكن لها مانع، فمع احتياج الناس أصبح من المباحات ولا يسوغ أن نقول إنها من البدع.

   وغيرها من قواعد تراجع في مضونها من كتب أهل العلم، ولعل من تلك الكتب النافعة كتاب الدكتور محمد الجيزاني قواعد معرفة البدع.

   ثم إني أقول لو كلفت نفسها بسؤال أهل الاختصاص لوجدت على كل تساؤل ألف جواب وجواب، ولكن الحق عزيز، والموفق الله.


فَقُل للعُيُون الرُّمْد للشَّمْس أعْيُن  ***تَرَاها بِحَقٍ في مَغِيب ومَطْلَعِ

وسامِح عُـيـونًا أطْـفأ الله نُـوَرَها *** بأبْصَارِها لا تَسْتَفِيق ولا تَعِـي

 

   وأضيف: أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يأت ليعلمنا أمور الدنيا ويكملها لنا، بل كثير من أمور الطب جاءت بالتجربة ولم يعلمنا إياها النبي صلى الله عليه وسلم.


   ثم تقول الدكتورة: (أن كل ما نحتاجه لنعرف أنفسنا، ونعرف الآخرين: قد دل عليه النقل الصحيح أو العقل الصريح وما دون ذلك فهو تزيين الشياطين وإغواؤُهم وصرفهم لبني آدم عما ينفعهم) وأضافت (تحليل الشخصية أو بعض سماتها بالمنهج العلمي الذي يقوم به المختصون، يختلف عن هذا الهراء الباطل، فالتحليل الصحيح يعتمد على معطيات حقيقية، وأسس سلوكية، يستشف من خلالها بعض السمات العامة للشخصية، ويتضمن الدلالة على طريقة تعديل السيئ منها، وتعزيز الجيد ومن ثَمَّ تغيير الشخصية للأفضل أو ما نسميه التربية وتزكية النفس).


فأقول: أن هذا كلام عام فيه خلط كبير، بني على فهم خاطئ كما بينا، فهي تقول: أن التحليل الصحيح يعتمد على معطيات حقيقية وأسس سلوكية!!

   وكأني بها قد تجاوزت اختصاصها في العقيدة إلى علم النفس والسلوك!! ولا عجب فهي لم تفهم العلم بالشكل الصحيح، ولا أظن أنها فكرت بحضور دورة من هذه الدورات لمعرفة حقيقته وأسسه، خاصة أن أهم ركيزة يقوم عليها الخط هو الإنسان نفسه متمثلا في جهازه العصبي، الذي لا يملك التحكم به, وهذه ميزة تضاف لهذا العلم ولا تنقصه.


   وأخيرا: أرى من المناسب أن أضمن هذا الرد بفتوى لشيخ نجد العلامة الفقيه الشيخ محمد بن عثيمين وفيها تأصيل علمي ثمين أسأل الله أن ينفع به، وهي من مجموع فتاواه في الجزء التاسع ص 530 "الكهّان: جمع كاهن، والكهنة أيضا جمع كاهن، وهم قوم يكونون في أحياء العرب يتحاكم الناس إليهم، وتتصل بهم الشياطين، وتخبرهم عما كان في السماء، تسترق السمع من السماء، وتخبر الكاهن به، ثم الكاهن يضيف إلى هذا الخبر ما يضيف من الأخبار الكاذبة، ويخبر الناس، فإذا وقع مما أخبر به شيء، اعتقده الناس عالما بالغيب، فصاروا يتحاكمون إليهم، فهم مرجع للناس في الحكم، ولهذا يسمون الكهنة، إذ هم يخبرون عن الأمور في المستقبل، يقولون: سيقع كذا وسيقع كذا، وليس من الكهانة في شيء من يخبر عن أمور تدرك بالحساب، فإن الأمور التي تدرك بالحساب ليست من الكهانة في شيء، كما لو أخبر عن كسوف الشمس أو خسوف القمر، فهذا ليس من الكهانة؛ لأنه يدرك بالحساب، وكما لو أخبر أن الشمس تغرب في  20 من برج الميزان مثلا في الساعة كذا وكذا، فهذا ليس من علم الغيب، وكما يقولون: إنه سيخرج في أول العام أو العام الذي بعده مذنب (هالي)، وهو نجم له ذنب طويل، فهذا ليس من الكهانة في شيء؛ لأنه من الأمور التي تدرك بالحساب، فكل شيء يدرك بالحساب، فإن الإخبار عنه ولو كان مستقبلا لا يعتبر من علم الغيب، ولا من الكهانة.

وهل من الكهانة ما يخبر به الآن من أحوال الطقس في خلال أربع وعشرين ساعة أو ما أشبه ذلك؟

الجواب: لا؛ لأنه أيضا يستند إلى أمور حسية، وهي تكيف الجو؛ لأن الجو يتكيف على صفة معينة تعرف بالموازين الدقيقة عندهم، فيكون صالحا لأن يمطر، أو لا يمطر، ونظير ذلك في العلم البدائي إذا رأينا تجمع الغيوم والرعد والبرق وثقل السحاب، نقول: يوشك أن ينزل المطر.

فالمهم أن ما استند إلى شيء محسوس، فليس من علم الغيب، وإن كان بعض العامة يظنون أن هذه الأمور من علم الغيب، ويقولون: إن التصديق بها تصديق بالكهانة.

والشيء الذي يدرك بالحس إنكاره قبيح، كما قال السفاريني:


فكل معلوم بحس أو حجا *** فنكـره جـهل قبيح بالهجا


فالذي يعلم بالحس لا يمكن إنكاره ولو أن أحدا أنكره مستندا بذلك إلى الشرع، لكان ذلك طعنا بالشرع" انتهى كلامه رحمه الله، نقلا من:

http://www.dorar.net/enc/aqadia/3654


وأخيرا أقول:

   كتبت هذا الرد بيانا لكثير ممن قد يأخذ بقول الدكتورة (.....) وغيرها، وكذلك على كثير ممن سألني من طلابي عن حكم هذا العلم ليتبين للجميع الأمل وينجلي الغبش.

فإن كان من صواب فمن الله وحده وإن كان من خطأ فمن نفسي والشيطان والله ورسوله منه بريئان، والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى أله وصحبه وسلم.


 

   وأضيف: وقد أفادني العديد من أهل العلم ببعض المواقف التي أحرجت الدكتورة فوز، وبينت أنها ليست أهلا للقول في هذه المسائل، رغم أنها كانت أول من كتبت ضد هذه العلوم، والعديد من الناس يعزون إليها.

 

   فأحد المحللين في الجرافولوجي وهو الأستاذ: فضل النسي اتصل هاتفيا بهذه الكاتبة - وهي تحرم الفراسة كليا -، وقام يشرح لها علم الجرافولوجي، فقالت الدكتورة: أن فيه استعانة بالشياطين، فقال لها المحلل: أثبتي أن فيه استعانة بالشياطين، فأغلقت الخط في وجهه!!

 

   أما الدكتورة هداية الله الشاش – وهي خبيرة تحليل الشخصيات في الفراسة – فتقول: "كنت مشاركة في بحث علمي في مؤتمر: السلفية مطلب شرعي ومنهج وطني" والذي انعقد بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية في الرياض عام 1433هـ؛ وكان بحثي بعنوان: السلفية وموقفها من تجديد الدين، وجهود أبرز أعلامها في التجديد، وقد أشاد بالبحث رئيس الجلسة الشيخ صالح بن حميد – إمام وخطيب المسجد الحرام -، وكانت الدكتورة فوز موجودة في نفس المؤتمر، وأنها عارضت بشدة أي طريق لتحليل الشخصيات!".

   وأضافت الدكتورة هداية الله تقول: "لكن في نفس المؤتمر أُعجبت بقية الدكتورات في مختلف التخصصات الشرعية بموضوع تحليل الشخصيات وكانوا ممتنين جدا عندما حللتُ لهم شخصياتهم وبدقة، وما زال بعضهن يتواصلن معي بهذا الجانب ويطلبن دوراتي".

 

   وفي مؤتمر عن الإعجاز العلمي في الإمارات؛ وجه الدكتور زغلول النجار حفظه الله للدكتورة فوز كردي سؤالا "لماذا قال النبي صلى الله عليه وسلم ضع يدك على الذي يألم من جسدك؟" فلم تجب، وقد وجه الدكتور زغلول النجار السؤال للدكتورة ثلاث مرات ولم تجب! وإحدى السيدات (رحمها الله وهي التي نقلت القصة) كانت في الكرسي الخلفي للدكتورة فوز فقالت لها السيدة: "أجيبي على السؤال" لكن الدكتورة رفضت!

 

   لتعلموا أن الكثير من المتكلمين والمحرمين ليس عندهم علم بما يتحدثون به، ويربطون كل شيء بالضلال والشعوذة والكهانة والتنجيم بلا علم ولا فهم!!

   وفي موقعها الرسمي تذكر كلام الدكتور طارق الحبيب عن البرمجة اللغوية العصبية ورفضه لها، وفي نفس الوقت ترفض أن تنقل كلامه عن العقل الباطن وأنه موجود ومعتبر في الطب النفسي!! بل إن هناك حلقة كاملة للدكتور عن الثقة بالنفس، والدكتورة فوز تتكلم عن الثقة بالنفس في موقعها الرسمي أنها عكس (التوكل والاعتماد على الله)! فهي تفسر الأمور كما تريد وتبتعد عن العلم تماما وتختار ما يعجبها لتضعه في موقعها.

وحتى الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تكلم عن الثقة بالنفس حيث سئل:

ما حكم قول "فلان واثق من نفسه"، أو "فلان عنده ثقة بنفسه"؟ وهل هذا يعارض الدعاء الوارد (ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين)؟

فأجاب رحمه الله:

لا حرج في هذا ؛ لأن مراد القائل "فلان واثق من نفسه": التأكيد، يعني: أنه متأكد من هذا الشيء، وجازم به، ولا ريب أن الإنسان يكون نسبة الأشياء إليه أحياناً على سبيل اليقين، وأحياناً على سبيل الظن الغالب، وأحيانا على وجه الشك والتردد، وأحياناً على وجه المرجوح، إذا قال "أنا واثق من كذا"، أو "أنا واثق من نفسي"، أو "فلان واثق من نفسه"، أو "واثق مما يقول" المراد به أنه متيقن من هذا ولا حرج فيه، ولا يعارض هذا الدعاء المشهور (ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين) ؛ لأن الإنسان يثق من نفسه بالله، وبما أعطاه الله عز وجل من علم، أو قدرة، أو ما أشبه ذلك  .

"فتاوى إسلامية "( 4 / 480 )

وبالرغم من الفتوى السابقة؛ إلا أنها مصرة على رأيها وترفض هذا الأمر! وكذلك رغم أنها تنقل قول الشيخ محمد صالح المنجد عن البرمجة اللغوية العصبية في موقعها إلا أنها ترفض هذه الفتوى في الثقة بالنفس من موقعه أيضا!!

وكما أنها تتحدث عن تقنية الحرية النفسية EFT أنها تأثير العلاج الوهمي (بلاسيبو) إلا أن جمعية الطب النفسي الأمريكية أثبتت مؤخرا أن تقنية الحرية النفسية علاج حقيقي للاضطرابات النفسية وأصبح من أنواع العلاج بالمبني على البراهين evidence based.. (وقد أنشأنا سلسلة تصحيح المفاهيم لهذه التقنية أيضا)، فهل ستغير الدكتورة فوز رأيها وتتراجع عن أفكارها التي تبنيها بلا علم؟؟

وكذلك هي تعتبر علوم الفراسة كلها من الجن والشياطين، متجاهلة فراسة العرب وقصة الشافعي الشهيرة في اليمن وطلبه لعلم الفراسة لثلاث سنوات في اليمن!!

 

هذا جزء من التناقضات الموجود عندها والمخالفة للعقل والشرع والواقع والعلم...

 

 

   الحكم على الشيء فرعٌ عن تصوره، والتصورُ ناقص يقينًا، ومن تكلم في غيرِ فنه وفيما لا يُتقن أتى بالعجائب والمصائب، وعزيز على النفس أن ألا تكون مزاحمة في شيء.

 

فتوى الأستاذ الدكتور خالد المصلح عن تحليل الشخصية:

https://www.youtube.com/watch?v=7FfeqlvAc5c

 

  

الجرافوثيرابي (العلاج بخط اليد):

كتبه: الدكتور عبد الجليل الأنصاري – خبير التحليل والعلاج بخط اليد


   هو علم تعديل السلوك من خلال خط اليد، وهو مشتق من علم الجرافولوجي والذي يعني دراسة الشخصية عن طريق خط اليد، ويستغرق العلاج عن طريق خط اليد عادةً 21 يوما في المتوسط.


   إنّ حركةَ الكتابة تكون تحت التأثير المباشر للنظام العصبي المركزي الذي يَشْملُ الدماغَ، المخيخ والسائل الشوكي، لذا ما يتشكل من أشكال على الورق نتيجة تحريك القلم عليه، يكون بأمر من المخ، وعليه فإن هذه الكتابة بصمة للمخ، يمكن قراءتها ودراستها وفهمها.

   فكل حركة فسيولوجية طبيعية تصدر من الكاتب سواء في حجم الخط أو ميله أو غيره متعلق بحركة نفسية له، ولكل شكل من تلك الأشكال تفسير نفسي مختلف.


ولابد من استخدام أوراق بيضاء غير مسطرة في عمل التمارين.

فما علاقة الورقة البيضاء تلك بالكلمات التي ترسم أو تكتب عليها؟؟

الجواب: الورقة البيضاء هي البيئة أو المحيط الذي تعيشه وتتكيف فيه وتتحرك وتبني علاقاتك الاجتماعية والسياسية وغيرها. أما الأشكال والحروف والكلمات التي تكتبها على الورقة فتمثلك أنت نفسك !!


   وهنا لابد من وقفة ذكرناها في دوراتنا وهي أن الخط بالنسبة للإنسان هو بالضبط حركاتك الشخصية التي تعبر عن لغة جسدك..


   فقد قلنا أن الشخص الذي يميل بجسمه للأمام عند التحدث تراه يكتب في الغالب في اتجاه الكتابة، طبعا كل بحسب اللغة التي يكتب بها، وبما أن بحثنا الآن باللغة العربية فهذا يعني أن الحروف تتجه نحو اليسار حيث أن الخط العربي يبدأ من اليمين وينتهي باليسار.


   والشخص الذي يتكلم ويميل بجسمه للخلف فترى في خطه ميل إلى اليمين أي في عكس اتجاه الكتابة وهكذا.

   وهذا يقودنا إلى القول بأن أي إنسان إذا أراد أن يغير أي سلوك بسلوك آخر، فإنه يتصرف بطريقة مختلفة في تحركات جسمه وطريقة تنفسه ...... إلخ، وهذا بالضبط ما يحدث في علم الخط، فأي تغيير يطرأ على الخط ولمدة كافية تبلغ مدة 21 يوما أو 30 يوما فأكثر بحيث يكون الخط الجديد بعد ذلك تلقائي من غير تصنع، فإن السلوك الجديد المرتبط بشكل الخط الجديد ينعكس على سلوك الشخص.


   قام الدكتور بيير جانيت، أستاذ علم النفْس في إحدى الكليات في فرنسا، بكتابة كتابين في تعديل السلوك عن طريق الخط، تعتبر حقا مراجع لا يستغني عنها أي محلل خط، كتاب بعنوان L'Automatisme أي "الآلية" بالفرنسية وذلك عام 1891م وكتاب La Medicine Psychologique أي "الطب النفسي" وذلك عام 1900م هذه الكتب ما زالت غير مترجمة إلى أي لغة غير الفرنسية وقد برع المؤلف في كتابيه حيث ذكر بعض الأسس الرائعة في كيفية ارتباط السلوك بخط اليد.


   وكانت هذه الكتب مصدرِ إلهامِ للدكتورBerillon  العالم النفساني الفرنسي المتخصص في مجال الأمراضِ العقلية حيث أبدع هو الآخر في كتابة كتاب في عام 1908م وقدمه كمبحث أساسي لفهم السلوك البشري والقدرة على تغييره عن طريق خط اليد إلى الأكاديمية الفرنسية للطب النفسي، الذي أثبت فيه مدى ارتباط العقل وحركة الكتابة.


   وفي عام 1929م اطلع الدكتور بيير جانيت على نسخة من كتاب الدكتور Berillon  حيث أعجبه كثيرا التقنيات الحديثة التي توصل لها هذا الكاتب فقرر هو والأستاذ هنري (مدير علم وظائف الأعضاءِ في كليّة Sorbonne الطبيّة في باريس)، وبول دي سينتكولمب (خبير تحليل الشخصية عن طريق خط اليد) اعتماد هذا الكتاب في هذه الكلية كمرجع أساسي في تعديل السلوك عن طريق الخطوط والأشكال.

ومن هنا بدأ الجرافوثيربي يشق طريقه ليحل مكانا مرموقا بين التقنيات الحديثة لعلاج السلوك وتعديله.


   كما بدأت بعض الصحف العلمية في أمريكا تنشر بعض الأبحاث التي قام بها بعض خبراء تحليل الشخصية عن طريق خط اليد وذلك عام 1931م مما أدى إلى انتشار هذه الطريقة بين أوساط الأكاديميين، وقد اشتهر وبرع في هذا المجال في هذه الفترة ثلاثة أطباء وهم:

1-   الدكتور بيير مينارد.

2-    البروفيسور جوير.

3-    الدكتور ستريبسكي.

 

   وفي عام 1956م ظهر مقال في إحدى الصحف الأمريكية يتحدث عن معالجة 600 طفل في فرنسا من بعض الكدمات العقلية عن طريق رسم الأشكال، ثم بعد ذلك توالت المقالات والمنشورات التي أكدت مصداقية هذا الكلام حتى ظهر أول كتاب في هذا المجال بعنوان "علم التداوي بالأشكال" وذلك سنة 1966م للكاتب بول دي سينتكولمب في أمريكا.


   ومنذ ذلكم الوقت والخبراء يبحثون ويطورون في هذه التقنيات حتى جاء كتابنا هذا ليتوج ذلك كله بخلاصة ما توصل إليه العلم الحديث في علاج وتغيير السلوك باستخدام القلم أو خط اليد ولله الحمد والمنة.

 

بعض الصفات التي يمكن تحسينها عن طريق الجرافوثيربي:

ساذج

عدواني

انطوائي

مجدال

محب للتفاصيل

مخادع

واسع الأفق

حذر

متحدي

عشائري

مفكّر

مشوش الفكر

مبدع

جريء

مكتئب

مُحدَّد

دبلوماسي

حالم

مغرور

معبر عاطفي

متحمس

حسود

متهرّب

شكّاك

متسامح

أمين

حاسم

متّكل

ملهم

منتج

متململ

مخلص

ذكي

متصلّب

عجول

هادئ

قوة الإرادة

مستقل ذاتياً

مبالغ

سيولة الفكر

ودّي

كريم

حقود

القدرة على تحقيق الأهداف

مرح

خيالي

مندفع

منشد الكمال

صبور

حب الذات

مسرف

متعصّب

غضوب

غيور

حبه للحياة

مدى الولاء

مهموم

لديه مهارة يدوية

متفائل

مادي

متفاخر

مُنظَّم

مذعور

تفكيره منصب على الماضي

كتوم

قوة العزيمة

صريح

مُعَاق

قوي

عنيف

يُحفّزُ الآخرين

لا مبالي

عديم الرحمة

متشائم

خيالي

محبط

امتلاك قدرة التحدث أمام الآخرين

مسوّف

حب القمع

الشعور بالاستياء

روتيني

متهكّم

سرّي

يحترم الذات

يؤنب نفسه

ضبط النفس

مهتم بنفسه

مخرب

متّكل

حسّاس

شهواني

حب الظهور

اجتماعي

عنيد

كسول

عطوف

كثير الكلام

مزاجي

حازم

متكيّف

تنافسي

ملخبط

هادف

متحمس

محب للأناقة

كثير الكلام

مستمع جيد

منظّم أو عكسه

مريب

مقنع

متعاطف

قاس أو سهل

فضولي

هانئ

مشاكس

مثابر

عملي

مغامر

مريض

صانع سلام

متردد

منطقيّ

دقيق

مقبول

مجامل

واثق

مؤثر

مُوَجَّه ذاتي

قلق

مثالي

حذر

متقلّب

متغير

متعاون

خجول

مخطّط

شديد الحب للعمل

نشيط

داهية

متفائل

طيّع

حيي

طمّاع

ذو تركيز عال

مندفع

الخوف من النجاحِ

 

لديه رغبة في التغيير

 

عزيز النفس والكرامة

 

ضيّق الأفق (مستمع انتقائي)

 

الاستقلال في التفكير

 

التطلع لأخذ المسؤولية

 

ذو ضمير حي

 

مضايقة الآخرين

 

يتبع القوانين بدقة

 

الشعور بالفخر والاعتزاز

 

مقاومة أفكار الآخرين

 

شخصية مزدوجة

 

مستمع جيد أم لا

 

 

بطاقات التحليل للدكتور عبد الجليل الأنصاري حفظه الله:

 

بطاقات تحليل الشخصية من خط اليد:

www.aura-center.com/sel/font-ha.pdf

 

بطاقات تحليل الشخصية من التوقيع:

www.aura-center.com/sel/font-s.pdf

 

 

الحكم الشرعي في تحريم العلوم القادمة من غير المسلمين:

اطلع على هذا الفصل ووافق عليه: الشيخ/ عبد العزيز الطريفي – حفظه الله بتاريخ 12 جمادى الأولى 1437 هـ.

وكذلك الأستاذ الدكتور/ عبد الله آل سيف - أستاذ الفقه بجامعة الإمام وعضو الجمعية الفقهية السعودية.

 

 الجرأة على تحليل ما حرم الله تعتبر تعد وظلم عظيم، وإذا كان في قطعيات الدين وضرورياته فهو تشريع من دون الله وهو نوع أعده العلماء كفرا، وقدْ ذَكَرَ الإمامُ الشَّاطِبي أنَّ هذا مِنَ الاعتداءِ[1] لقولِ اللهِ تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تُحَرِّمُواْ طَيِّبَاتِ مَا أَحَلَّ اللّهُ لَكُمْ وَلاَ تَعْتَدُواْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ} [المائدة: 87]، كماَ أنَّهُ مِنَ الافتراءِ لقولِهِ تعالى {وحرموا ما رزقهم الله افتراء على الله} [الأنعام: 140]، ورُوِيَ عَنْ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وَفِي عُنُقِي صَلِيبٌ مِنْ ذَهَبٍ، فَقَالَ-صلى الله عليه وسلم-: (يَا عَدِيُّ اطْرَحْ هَذَا الْوَثَنَ مِنْ عُنُقِكَ)، فَطَرَحْتُهُ، فَانْتَهَيْتُ إِلَيْهِ وَهُوَ يَقْرَأُ سُورَةَ بَرَاءَةَ، فَقَرَأَ هَذِهِ الْآيَةَ  {اتَّخَذُواْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِّن دُونِ اللّهِ} [التوبة: ٣١] حَتَّى فَرَغَ مِنْهَا، فَقُلْتُ: إنَّا لَسْنَا نَعْبُدُهُمْ، فَقَالَ-صلى الله عليه وسلم-: (أَلَيْسَ يُحَرِّمُونَ مَا أَحَلَّ اللهُ فَتُحَرِّمُونُهُ، ويُحِلُّونَ مَا حَرَّمَ اللهُ فَتَسْتَحِلُّونَهُ؟) قُلْتُ: بَلَى، قَالَ-صلى الله عليه وسلم-: (فَتِلْكَ عِبَادَتُهُمْ)[2].

فمسألةُ التَّحريمِ شيءٌ صَعبٌ عظيم، تَلحَقُهُ مَسْؤُولِيَّةٌ كبيرةٌ فيِ الدُّنيا والآخِرة، وَلأِنَّ الإِفتاءَ بيانٌ لحُكْمِ اللهِ في مَسألةٍ مُعيَّنة، فإنَّ الذي يُفتي مِنْ غَيرِ عِلْمٍ يُؤَهِّلُهُ يُعتَبرُ ممنْ تجَرَّأَ وكَذَب علىَ اللهِ تعالى، وكذلكَ يُعتَبرُ مُغوِياً وَمُضِلاًّ لِمَن اتَّبعُوه، وأمَّا الفقيهُ المجتهدُ فلا يمُكِنُهُ الإفتاءُ بشيءٍ حتىَّ يَعلمَ المسألةَ بالتَّفصيل، فالحُكْمُ علىَ الشيءِ فَرْعٌ عَنْ تَصَوُّرِه، أيْ لا بُدَّ مِنْ تَصَوُّرِ المسألةِ بالكامِلِ حتىَّ يتسنىَّ الحُكْمُ عَليها، وبعدَ ذلكَ فإنَّ المجتهدَ المخطِئَ لهُ أَجْر واحِد، والمجتهدُ المصيبُ لهُ أجران، قال الشيخ ابن عثيمين رحمهُ الله: (فتحريمُ ما أحَلَّ اللهُ لاَ يَنْقُصُ درجةً في الإثمِ عَن تحليلِ ما حرَّم الله، وكثيرٌ مِنْ ذَوي الغيرةِ مِنَ النَّاس؛ تجدُهم يميلون إلى تحريمِ ما أحلَّ اللهُ أكثرَ مِنْ تحليلِ الحرام، بِعكسِ المتهاونين، وكِلاهمُا خطأ، ومع ذلك؛ فإنَّ تحليلَ الحرامِ فيماَ الأصل فيهِ الحِلُّ أهونُ مِنْ تحريمِ الحلال؛ لأنَّ تحليلَ الحرامِ إذاَ لمْ يَتبيَّن تحريمُه فهو مَبنيٌّ علىَ الأَصل وهوَ الحِل، ورحمةُ اللهِ سبحانهُ سبقت غضبه؛ فَلا يمكِنُ أنْ نحرِّم إلاَّ ما تَبيَّنَ تحريمُه، ولأنَّه أضيقُ وأشَدّ، والأصلُ أنْ تبقىَ الأمورُ علىَ الحلِّ والسَّعةِ حتىَّ يَتبيَّنَ التَّحريم. أماَّ فيِ العباداتِ فَيُشدَّدُ؛ لأنَّ الأصلَ المنعُ والتَّحريمُ حتى يُبيِّنَهُ الشَّرع)[3].

ولقد انتشرَ في زمانِنا تحريم البعض للمذاهبِ والطرق الطِبِّيِّةِ الأُخرى المختلفة المنتشرةِ على وجهِ الكُرةِ الأرضِيَّة، والمذاهبُ الطِّبِّيةُ الموجودةُ كثيرة، منها ماَ يتعلَّق بالأدْويَةِ كالطِّبِّ اليُوناني والصيني والهندي والعِلاجُ بالمثل (هوميوباتيك)، ومنهاَ ماَ يتعلَّقُ بالسُّلوكِ والنَّفس كَخَطِّ الزَّمنِ والبرمجةِ اللُّغويَّةِ العصبيَّة، ومنهاَ ما يتعلَّقُ بالطَّاقةِ والموجات كالعلاج بالمغناطيس والإبرِ الصِّينيَّة والعِلاجِ بالضَّغطِ والمسَاجِ والأَلوان، ومنهاَ ما هو متعلَّقٌ بتمارِينَ رياضِيَّةٍ وعقلِيَّة، وكلَّ يومٍ تَتفتَّحُ عُيُونُنا أكثرُ فنكتشِفُ عِنْدَ البَشرِ مَذهباً طِبَّياًّ جديداً لم نَكُنْ نَعرِفُه.

وبعض ممن هؤلاء الذين يحرِّمون ليسوا بعلماء مجتهدِين، بل بعضهم لمْ يُصنَّف أنه ممن يحِقُّ لهُ الإفتاء، ولَيسَ ذلكَ مِنْ تخصُّصاتهِم، وتراهُم يُفتُونَ في كثيرٍ مِنَ الأشياءِ بِلا علمٍ ولا أهَلِّيَّةٍ ولا أحَقِّيَّة، ومن حرَّمَ ذلك من العلماء المجتهدين تجد أنهم لم يطَّلعوا على ما حرَّموه بشكل مفصَّل، بل حكموا عليه كما عُرِضَ عليهم من بعض الأعوان أو المستفتين بركائز غير صحيحة عن هذا العلم.

فلا يجوزُ لأحدٍ أنْ يحرِّمَ أيَّ مذهبٍ أو طريقةٍ حتىَّ يكونَ فقيهاً مجتَهِداً ويعلَمَ بالتَّمامِ والكَمالِ ماهِيَّة هذهِ الطَّرِيقة بِالتَّأصيلِ والتَّفصيل، لا بمجرَّدِ السَّماعِ أو أَخذِ فِكْرة، وَمَنْ أرادَ مِنَ الفُقَهاءِ المجتهدِينَ أنْ يحكُمَ بِشَيْءٍ علىَ هذهِ الطُّرُقِ فعليهِ أنْ يَعمَدَ إلىَ كُتُبِ المسلمينَ التي تَشرَحُ هذهِ الطَّريقة، ثمَّ يُعلِّقُ على ما وَرَدَ فيها بالتَّحريمِ والسَّبَبِ الشَّرعي لِلتَّحريم إن كان يرى حرمتها، أوْ عليه أنْ يحضرَ الجلساتِ العِلاجيَّة بِنفْسِهِ لدى من يُمارسُها من المسلمين؛ ثم يُفتي هُناكَ بماَ هُوَ حرامٌ ولماذا.

أماَّ ماَ يتقوله غيرُ الفُقهاءِ المجتهدينَ فهذا إَفكٌ وافتِراءٌ واعتِداءٌ على اللهِ سبحانهُ وتعالى وعلى دينِه. والمتأمِّلُ لحالِ هؤلاءِ المحرِّمين يَجِدُ عِندَهُم من أسباب تحريمِ المذاهب الطبية الأخرى ما يلي:

1)-       أنهَّم وَجدُوا شيئاً جديداً علَيهم ولمْ تَتَقبَّلهُ عُقولهُم بأنَّ هذا قَدْ يكونُ عِلاجاً أو سبباً كونيا للعلاج، فَلأِنَّ عُقولهَم لمْ تَقبلْهُ حرَّمُوهُ شَرعاً، وعقولنا ليست بمعيار، فكم من أشياء استنكرتها عقول أجدادنا غدت الآن حقائق علمية واضحة.  فمثلاً مسارات الطاقة الحيوية في جسم الإنسان والتي يعتمد عليها نظام الإبر الصينية منذ آلاف السنين (6000 سنة)، لم تُثبت حقيقتها إلا في القرن الماضي بعد اختراع جهاز قياس فارق الجهد الكهربائي واستعماله على الجسم، وبعد عمل تجربة حقن مواد إشعاعية في نقاط الطاقة وتصويرها فوجد الباحثون الأطباء أنها موجودة فعلا مثلما هي موجودة في الطب الصيني.

2)-       بعضهم قد يتقبلون الفكرة الجديدة عليهم، لكنهم يدَّعون أنه لم يثبت لديهم بالتجربة أن هذه أسباب كونية للعلاج فيُحرِّمونها، وفي الحقيقة هذا سببه أنهم هم لم يجروا عليها أبحاثاً كافية، وبدلاً من طلبهم البحث والإثبات فإنهم يسارعون إلى الإنكار والتحريم.

3)-       أنَّه مخالِفٌ للمذْهَبِ الطَّبي السَّائدِ والمعمولِ بهِ لديهِم ألاَ وهوَ الطَّبُّ الغَربي أو ماَ يُسمَّى بالطِّبِّ الحديث، فيرون أن الطب الحديث حجة على ما سواه، وكل شيء ينكره المنتسبون للطب الحديث فلا يقبلون به، وهذا كلام لا يُقبل شرعاً ولا عقلاً، فالطب الحديث خصمٌ للمذاهب الطبية الأخرى، فكيف يكون أيضاً حَكَماً وقاضياً، بل يجب إلى الاستماع لجميع الأطباء العدول من جميع المذاهب الطبية والاطلاع على تجاربهم وحججهم للفصل والحكم بينها.

4)-       وتحجَّجَ بعضهم أن أصل هذه المذاهب الطبية مبني على عقائد فاسدة، وما بُني على باطل فهو باطل، والجواب على ذلك من وجهين:

الوجه الأول: نقول كيف عرفتم أنَّ هذه المذاهب الطبية أصولها عقائد فاسدة؟ لا يوجد غير جواب واحد، وهو أنهم رجعوا إلى بعض المراجع لهذه المذاهب والتي ألَّفها وثنيون فوجدوا أنَّ بعضهم ذكر أنَّ أصول هذه المذاهب وثنية، وبناءً على كلام هذا الوثني الذي ألَّف المرجع؛ بنى المنكِرُ حكمه أنَّ هذا المذهب الطبي أصله وثني، لكن هل هذه الطريقة صحيحة في الإفتاء؟ هل كلام هؤلاء الوثنيين أمر يقيني تُبنى عليه الأحكام الشرعية؟ رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرنا أن لا نصدِّق الإسرائيليات ولا نكذبها[4]، ولذا لا يجوز لنا بناء أي حكم شرعي على ما نقرأه من الإسرائيليات، فكيف بمن يصدق كلام الوثنيين ويبني على ذلك أحكاماً شرعية؟ هذا والله أشنع وأشد جرما من تصديق الإسرائيليات. إنَّ ما نقرأه من أصول عقائدية لهذه العلوم والمذاهب الطبية ليس من الشرط أنْ يكون هذا هو أصلها فعلاً، فقد يكون لها أصل صحيح غير مرتبط بعقائدهم لكنَّه حُرِّف مع الزمن، مثل ما حدث مع التوراة والإنجيل، أصلهما وحي من الله وكلامه، ثم تم تحريفهما من قِبل البشر، فهل يدل تحريفهما على أنَّ كُلَّ شيء فيهما باطل وأنَّ أصلهما فاسد والعياذ بالله تعالى ربي سبحانه وتقدَّس وتنزّه سبحانه عن هذا القول؟ بل إنَّ القرآن تم تأويله بمعانٍ وتفسيراتٍ فاسدة وشركية من قِبَل بعض الفرق الضالَّة؛ فهل يعني ذلك الطعن في صحة القرآن حاشاه كلام ربي عن أي نقص أو طعن، فلا يمكِنُ التسليم بتاتاً بأن هذه المذاهب الطبية المختلفة أصلها فاسد أو أنَّ مصدرها عقائد باطلة.

الوجه الثاني: لو افترضنا صحة كلامهم بأنَّهم استقوا هذه العلوم والمعارف من شياطين وعبادات شركية ووثنية، ففساد المصدر ليس من الشرط أن يكون مؤدياً إلى فساد المعلومة، بل إنَّ الشيطان لعنه الله لما علَّم أبا هريرة رضي الله عنه قال له: (دَعْنِي أُعَلِّمْكَ كَلِمَاتٍ يَنْفَعُكَ اللهُ بِهَا)، فقال أبو هريرة رضي الله عنه: (مَا هُوَ؟)، قَالَ الشيطان: إِذَا أَوَيْتَ إِلَى فِرَاشِكَ، فَاقْرَأْ آيَةَ الكُرْسِيِّ: {الله لا إله إلا هو الحي القيوم...}  [البقرة: ٢٥٥]، حَتَّى تَخْتِمَ الآيَةَ، فَإِنَّكَ لَنْ يَزَالَ عَلَيْكَ مِنَ اللهِ حَافِظٌ، وَلاَ يَقْرَبَنَّكَ شَيْطَانٌ حَتَّى تُصْبِحَ)؛ فإنَّ الرَّسول صلى الله عليه وسلم لم يستنكر هذه المعلومة وصدَّها لأنَّ مصدرها الشيطان، ومعلوم أنَّ الشيطان عدو مبين لبني آدم، كما أنه حريص على إغواء الإنسان وإيقاعه في حبائله، وتزيين البدع والمنكرات للمؤمنين، بالرغم من كل ذلك فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يستنكر المعلومة لأنها في أصلها صحيحة، ولذلك أقرَّها صلى الله عليه وسلم وقال لأبي هريرة رضي الله عنه (أَمَا إِنَّهُ قَدْ صَدَقَكَ وَهُوَ كَذُوبٌ)[5]، فالأصل في العبادات إقرارها من قِبلِ الرسول صلى الله عليه وسلم، والأصل في العلوم الدنيوية ثبوتها عن طريق التجربة المنضبطة بالشرع مهما كان مصدرها، والناظر في التاريخ يرى أن علماء المسلمين قد أخذوا بعض العلوم الدنيوية المفيدة وطوروها رغم قراءتهم أن أصلها يشوبه كفر وفساد، فالطب اليوناني يُقالُ أنَّه يعود إلى آلهة الإغريق مثل أبوللو (يُدعى بإله الشفاء) وابنه اسكلِبْيوس (يُدعى بإله الدواء)، لكن هذه الادعاءات لم تمنع المسلمين من تعلُّم الطب اليوناني بعدما اكتشوا أنَّه عبارة عن حقائق علمية ثبتت عن طريق التطبيق، وأصبح العالم الإسلامي لأكثر من ألف سنة معتمداً على نظرياته في علاج البشرية (وقد تحدث عنه ابن القيم رحمه الله في زاد المعاد وغيره) حتى ظهور الاستعمار والطب الحديث. بل إنك لو تمعنت النظر إلى علامة الثعبان والكأس الموجود على الصيدليات والأدوية الآن لعلمت أن الطب الغربي لم يخلُ كذلك من عقائد وأصول فاسدة، فهذه العصا يقال إنها لأسكِلِبْيُوس إله الدواء عند الإغريق، والجناحان رمز للطيران لأنهم كانوا يعتقدون أنَّ اسكلبيوس مراسل بين آلهة السماء وبين البشر. كذلك لو طبقنا قاعدة ما بني على باطل فهو باطل على الطب الغربي الحديث لبطل تماماً بالكامل لعلمنا يقينا أنه قائم على إنكار أشياء مسلَّمة عُرِفت بالتواتر عبر التاريخ البشري؛ وثبتت لدى الكثير بالتجربة والبرهان لكنَّ أجهزة الطب الغربي لم تستطع اكتشافها فأنكرها، والصواب أنَّ كلَّ ما تثبتُ فائدته سواء من طبٍّ قديم أو حديث نأخذه ونعمل به، وما يثبت خطؤه نرده ونتجاهله.

5)-       زعم بعض المحرِّمين أنَّ هذه العلوم الطبية تبحث في الغيبيات، وهذا لا يجوز، فنقول لهم عرِّفوا لنا ما هي هذه الغيبيات شرعاً، ثم اشرحوا لنا كيف أنَّ هذه العلوم الطبية تبحث في هذه الغيبيات، أنا لم أجد في المذاهب الطبية المتفرِّقة التي قرأت عنها ما يبحث في أي شيء غيبي، بل كلها أمور ملموسة محسوسة، عَلِمَها البعض وجهلها آخرون، ويمكن تعليمها لأي شخص يريد ذلك، بل ويمكن صناعة أجهزة حديثة للقياس بأنظمة وطرق المذاهب الطبية الأخرى.

6)-       ذهب آخرون إلى أنَّ كل هذه العلوم الأخرى مجرد تخيلات وخداع من الجن والشياطين، يعني فقط أوهام وخرافات ولذا حرَّموها، فنقول لهم على ما بنيتم قولكم هذا؟ هل هناك تجارب أكَّدت لكم ذلك أم مجرد أوهام وتخيلات منكم أنتم؟ ثم لماذا لم تقولوا مثلا أنَّ مهدَّئات الآلام الموجودة في الصيدليات عبارة عن تلبيس من الجن وإيحاء وليس بتخدير فعلي كما تزعمون مع العلوم الأخرى؟ ما هي معاييركم للتفريق بين تخييل الشيطان وخدعه وأوهامه وبين الحقائق العلمية والأسباب الكونية؟ وضِّحوا لنا هذه المعايير ثم لنطبقها على الطب الحديث وعلى جميع المذاهب الطبية الأخرى.

7)-       وجد بعض المحرِّمين بعض الأخطاء العقدية أو الشرعية في المذاهب الطبية الأخرى، وبدلاً من إيضاح هذا الخطأ فإنه قام بتحريم وتجريم هذه العلوم كاملة، وهذا لا يُعقل ولا يجوز، الطب الحديث لم يخل من أخطاء عقدية أو شرعية، لكن لم يجز لنا تحريمه بالكامل، فهناك من يعتقد الشفاء في بعض الأطباء، أو في بعض الأدوية، وهذا شرك بالله لأن الله تعالى هو الشافي والأطباء والأدوية مجرد أسباب علاجية، لكننا هنا نحرِّمُ هذا الخطأ العقدي وحده ولا نحرِّم الطب الحديث كله، المستشفيات في العالم مختلطة باختلاط غير جائز شرعا بين الرجال والنساء، وأصبح الأطباء الرجال يكشفون على المرضى النساء ويلمسونهم بلا ضرورة، وكذلك أصبح الطبيبات يكشفن على المرضى الرجال ويلمسونهم بلا ضرورة، وكثير من الأطباء يختلون بممرضتهم خلوة غير شرعية، فهل هذه الأخطاء الشرعية تسوِّغُ لنا تحريم الطب الحديث كله، أم تجعلنا نطالب الأطباء بتجنب هذه الأخطاء الشرعية فقط بلا تحريم لكامل العلم والطريقة؟ نفس الشيء يُقال عن المذاهب الأخرى، فيجب تحديد الخطأ العقدي أو الفقهي وتجنبه، وليس تحريم كامل المذهب الطبي.

8)-       يقول المحرمون أيضا بأن العلم لم يثبت هذا الأمر: ونقول أن العلم لم يصل إلى ذروته حتى الآن ليثبت كل شيء، فالعين والحسد والمس والسحر لم يستطع العلم حتى الآن تشخيص هذه الحالات الكثيرة! ولكن هناك طرق يعرفها المتخصصون بالرقية وفي هذا المجال فيستطيعون بإذن الله معرفة الأعراض والرؤى وغيرها فيعرفون التشخيص، وكذلك علم الطبائع والأمزجة لا يوجد حتى الآن جهاز يكشف الأمراض وطبيعة الإنسان مثل الخبراء في هذا الطب الذين يستخدمون أصابع أيديهم في ساعد المريض لمعرفة جميع أمراضه وعلله وطبعه! فحتى الآن لم يستطع الإنسان اختراع هذا الجهاز الذي يشخص التشخيص الدقيق أو يعرف طبعه ومزاجه (وهو علم الطب العربي أو الطب اليوناني) مثل أصابع الإنسان الخبير! فلم يصل العلم إلى ذروته للحكم على الأمور بشكل يقيني، بل هناك تجارب يُبنى عليها وقد لا يُعرف لها الدليل العلمي، فكل ما ثبت (بعلم أو بتجربة) فهي معتبرة ما لم تخالف شريعتنا الإسلامية.

  

الخاتمة:

   أضرب هنا مثالا، فقد ألف خبير فقه اللغة الدكتور عبد الصبور شاهين كتابا عن أصل الخلق واستشهد ببعض الكتب المتكلمة في أصل الخلق، فرد عليه الدكتور زغلول النجار: "لم تحسن اختيار الكتب والمصادر، ولا تستطيع أن تحكم فيها بين الصواب والخطأ، وموضوع لا تستطيع أن تحكم فيه فلماذا تدخل فيه؟ لقد خضت أرضا ليست بأرضك! ودخلت تخصصا ليس من تخصصك!"، والدكتور المتخصص في اللغة لا يرد على الأسئلة إلا بقوله "هذا رأيي وفهمي" أو "هذه كتبكم وما نقلته منها"!!

   فإذا كنت أخي الكريم لست من أهل هذه العلوم فاتركها لغيرك أو خذها مباشرة من المتخصصين الثقات المسلمين، ولا تعتمد على الكتب التي لا تعرف منهجها هل هي صحيحة أو خاطئة وأنت لا تستطيع أن تحكم فيها، "فمن كان معلمه كتابه؛ كان خطؤه أكثر من صوابه".

   وأرجو ألا تستعجل الحكم على العلوم القديمة أو الحديثة، والعبرة ليست في الأصل في هذه العلوم، فأكثر العلوم الحديثة – وخاصة الطب والتقنية - قادمة من المشركين في الغرب، فلماذا لا تُنكر؟

   والعنب والتفاح طيب حلال، وإذا تخمر صار حراما، ثم إذا تخلل صار حلالا طيبا، فإذا كانت العبرة بالأصل فلماذا يكون الخمر حراما وأصله حلالا؟

   ولماذا الجيلاتين الحيواني والذي يكون من عظام الحيوانات أو شحوم الخنزير – أكرمكم الله - والمستخدمة في صناعة الكبسولات الدوائية حلالا؟ وهو قرار مجمع الفقه الإسلامي بجواز استخدامه في الكبسولات الدوائية وتناوله رغم أن أصله حراما قذرا؟!

   والرقية في الجاهلية كانت فيها شركيات ولم يأمر النبي صلى الله عليه وسلم بتركها كلها، بل أمر بحذف الشرك الذي فيها فقط.

   أيها المحرّمون بلا علم ولا اطلاع صحيح: ابتعدوا عما لا شأن لكم فيه، وابتعدوا عن غير تخصصكم، واتركوا العلم لأهله، وإياكم والإرهاب الفكري بأن تجعلوا كل شيء حراما وأن أصل أي شيء من الشرق أو الغرب حراما! وابتعدوا عن التصحّر الفقهي والعلمي.. فقد أضحكتم عليكم المتعلمون، وجعلتم كتاباتكم دليلا واضحا على جهلكم، فاحذروا أن تحرموا ما أحل الله.


 

أهم المصادر والمراجع:

-         منهج الجرافولوجي للدكتور/ عبد الجليل الأنصاري – الخبير الدولي في الجرافولوجي، ودكتوراه تفسير القرآن وعلومه.

-         الدورات التدريبية والمذكرات التي تدربت عليها، وهي كالتالي:

o      دورة أخصائي الجرافولوجي (المستوى الأول): للأستاذ طارق الخليفة – عضو هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

o      أخصائي أول الجرافولوجي (المستوى الثاني): على يد الدكتور/ عبد الله الحمود - استشاري نفسي-.

o      مدرب الجرافولوجي: على يد الأستاذ المميز: فضل النسي.

o      محلل الجرافولوجي: على يد الخبير الدولي الدكتور/ عبد الجليل الأنصاري.

o      معالج بالجرافوثيرابي: على يد المحلل وكبير المدربين الدكتور/ وديع إلياس، والمدربة الأستاذة: إيمان الجباب.

 

·       روابط الأبحاث والدراسات التي تم الإشارة إليها في صفحات الكتاب.

 

 


 

[1]- الاعتصام للشاطبي، الباب الخامس في أحكام البدع الحقيقية والإضافية والفرق بينهما، فصل تحريم ما أحل الله من الطيبات تدينا أو شبه التدين.

[2]- حسنه الألباني في السلسلة الصحيحة – حديث رقم 3293.

[3]- القول المفيد على كتاب التوحيد لابن عثيمين، شرح باب من أطاع العلماء والأمراء في تحريم ما أحل الله أو تحليل ما حرمه فقد اتخذهم أربابا.

[4]- عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: كان أهل الكتاب يقرؤون التوراة بالعبرانية، ويفسرونها بالعربية لأهل الإسلام، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا تصدقوا أهل الكتاب ولا تكذبوهم، وقولوا: {آمنا بالله وما أنزل إلينا} [البقرة: 136] الآية)، صحيح البخاري، كتاب تفسير القرآن، باب {قولوا آمنا بالله وما أنزل إلينا} [البقرة: 136].

[5]- صحيح البخاري، كتاب الوكالة، باب إذا وكل رجلا، فترك الوكيل شيئا فأجازه الموكل فهو جائز، وإن أقرضه إلى أجل مسمى جاز. والحديث بالكامل عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، قَالَ: وَكَّلَنِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِحِفْظِ زَكَاةِ رَمَضَانَ، فَأَتَانِي آتٍ فَجَعَلَ يَحْثُو مِنَ الطَّعَامِ فَأَخَذْتُهُ، وَقُلْتُ: واللهِ لَأَرْفَعَنَّكَ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلة الله عليه وسلم، قَالَ: إِنِّي مُحْتَاجٌ، وَعَلَيَّ عِيَالٌ وَلِي حَاجَةٌ شَدِيدَةٌ، قَالَ: فَخَلَّيْتُ عَنْهُ، فَأَصْبَحْتُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: (يَا أَبَا هُرَيْرَةَ، مَا فَعَلَ أَسِيرُكَ البَارِحَةَ)، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، شَكَا حَاجَةً شَدِيدَةً وَعِيَالًا، فَرَحِمْتُهُ فَخَلَّيْتُ سَبِيلَهُ، قَالَ-صلى الله عليه وسلم-: (أَمَا إِنَّهُ قَدْ كَذَبَكَ، وَسَيَعُودُ)، فَعَرَفْتُ أَنَّهُ سَيَعُودُ، لِقَوْلِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِنَّهُ سَيَعُودُ، فَرَصَدْتُهُ، فَجَاءَ يَحْثُو مِنَ الطَّعَامِ، فَأَخَذْتُهُ، فَقُلْتُ: لَأَرْفَعَنَّكَ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: دَعْنِي فَإِنِّي مُحْتَاجٌ وَعَلَيَّ عِيَالٌ، لاَ أَعُودُ، فَرَحِمْتُهُ فَخَلَّيْتُ سَبِيلَهُ، فَأَصْبَحْتُ، فَقَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (يَا أَبَا هُرَيْرَةَ، مَا فَعَلَ أَسِيرُكَ)، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ شَكَا حَاجَةً شَدِيدَةً وَعِيَالًا، فَرَحِمْتُهُ فَخَلَّيْتُ سَبِيلَهُ، قَالَ صلى الله عليه وسلم--: (أَمَا إِنَّهُ قَدْ كَذَبَكَ وَسَيَعُودُ)، فَرَصَدْتُهُ الثَّالِثَةَ، فَجَاءَ يَحْثُو مِنَ الطَّعَامِ، فَأَخَذْتُهُ، فَقُلْتُ: لَأَرْفَعَنَّكَ إِلَى رَسُولِ اللهِ، وَهَذَا آخِرُ ثَلاَثِ مَرَّاتٍ، أَنَّكَ تَزْعُمُ لاَ تَعُودُ، ثُمَّ تَعُودُ، قَالَ: دَعْنِي أُعَلِّمْكَ كَلِمَاتٍ يَنْفَعُكَ اللهُ بِهَا، قُلْتُ: مَا هُوَ؟ قَالَ: إِذَا أَوَيْتَ إِلَى فِرَاشِكَ، فَاقْرَأْ آيَةَ الكُرْسِيِّ: {الله لا إله إلا هو الحي القيوم} [البقرة: ٢٥٥]، حَتَّى تَخْتِمَ الآيَةَ، فَإِنَّكَ لَنْ يَزَالَ عَلَيْكَ مِنَ اللهِ حَافِظٌ، وَلاَ يَقْرَبَنَّكَ شَيْطَانٌ حَتَّى تُصْبِحَ، فَخَلَّيْتُ سَبِيلَهُ، فَأَصْبَحْتُ فَقَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (مَا فَعَلَ أَسِيرُكَ البَارِحَةَ)، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، زَعَمَ أَنَّهُ يُعَلِّمُنِي كَلِمَاتٍ يَنْفَعُنِي اللهُ بِهَا، فَخَلَّيْتُ سَبِيلَهُ، قَالَ-صلى الله عليه وسلم-: (مَا هِيَ؟)، قُلْتُ: قَالَ لِي: إِذَا أَوَيْتَ إِلَى فِرَاشِكَ فَاقْرَأْ آيَةَ الكُرْسِيِّ مِنْ أَوَّلِهَا حَتَّى تَخْتِمَ الآيَةَ: {الله لا إله إلا هو الحي القيوم} [البقرة: ٢٥٥] ، وَقَالَ لِي: لَنْ يَزَالَ عَلَيْكَ مِنَ اللَّهِ حَافِظٌ، وَلاَ يَقْرَبَكَ شَيْطَانٌ حَتَّى تُصْبِحَ - وَكَانُوا [أي الصحابة] أَحْرَصَ شَيْءٍ عَلَى الخَيْرِ - فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: (أَمَا إِنَّهُ قَدْ صَدَقَكَ وَهُوَ كَذُوبٌ، تَعْلَمُ مَنْ تُخَاطِبُ مُنْذُ ثَلاَثِ لَيَالٍ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ؟)، قَالَ: لاَ، قَالَ-صلى الله عليه وسلم-: (ذَاكَ شَيْطَانٌ).

 

 

 
Open Stats2 Database Failed
Error Number: 1045Error Description: mysql_errorQuery: SELECT * FROM stats_day where date='2024-03-19'strWhere: