كتابة: د. عماد النهار
استشاري العلاج بالطب الشمولي
مؤسس أكاديمية هالة العالمية للرقية والطب الشمولي
فهرس محتوى هذه الصفحة:
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
فلقد تكاثرت العلوم والمعارف منذ القدم، وأحييت كثير من العلوم والمعارف القديمة أيضا في العقود الماضية، ومهما بلغنا ومهما تعلمنا فنتذكر الآية الكريمة {وما أوتيتم من العلم إلا قليلا}.
وانتقلت كثير من العلوم إلينا نحن المسلمين وخاصة العرب، فمنهم من رفضها بحجة أنها قادمة من المشركين، ومنهم من تقبلها تقبلا تاما بكل ما فيها من صواب وخطأ، ومنهم من أخذها ووضع لها الأسس الإسلامية لتتوافق مع منهج أهل السنة والجماعة.
وخرجت لنا مقالات وكتب تحارب هذه العلوم حربا قوية، ولقد اطلعت على بعضها سواء فيما يخص هذا الكتيب (العلاج بالألوان) أو العلوم الأخرى كالبرمجة اللغوية العصبية أو الطاقة الحيوية أو الفراسة أو غيره، ووجدت أن هذه الكتب والمقالات ذكرت أمورا لم أرها في خلال مسيرتي في جميع هذه العلوم من خلال جميع من دربوني من عرب أو عجم، مسلمين وغير مسلمين.
وأيضا لم أجد من واجه هذه المقالات أو بين بعض الأمور غير الصحيحة التي ذكرت فيها لتصحيح المفاهيم، وبحثت في مواقع الإنترنت عن ردود على ذلك وتوضيح وشرح صحيح فوجدت أن كل منهم آثر الانشغال بمزيد من التعلم بدلا من الرد على هذه الكتابات التي يغلب فيها أمورا غير صحيحة وليست واقعية في أغلب المناهج التعليمية الموجودة (على الأقل في عالمنا الإسلامي).
وقد ظهرت طائفة غير مؤهلة وتصدرت مجال الفتوى وأصبحت تكفر من يدخل في مثل هذه الدورات إذا لم يتب! وإن لم يجد فيها ما يخدش دينه! ويذكرون أمورا عدة يضحك منها من تعمق في هذا المجال، فمن أخذ دورة أو دورتين أو ثلاثة أو خمسة في مجال معين فلا يؤهله ذلك لأن يتكلم في هذا العلم كأنه متخصص، بل يطرح الأمر على المتخصصين ممن مارسوا وتعلموا وتوسعوا ليكونوا هم الذين يحكمون على مثل هذه الأمور، فالعقل لا يستطيع إدراك كل شيء، والعلم حتى الآن لم يصل لذروته ليثبت كل شيء، بل هناك أمور لا تزال محيرة ولم يوجد لها تفسير سواء في مجال الطب أو الفيزياء أو غيره، وهناك أمور لم يستطيعوا كشف أجهزة لإثباتها وتشخيصها مثل العين والحسد والسحر، ولا حتى قراءة ومعرفة هذه الموجات الضارة الممرضة الصادرة من الإنسان أو الحيوان بل وأخطرها لأنها تدخل الرجل القبر وتدخل الجمل القدر – كما قال النبي محمد صلى الله عليه وسلم في الحديث -، فلا يحكم على الأمر إلا خبير مطلع ممارس.
فبعضهم في مواقعهم ومقالاتهم ينقل من المصادر السيئة فقط غير المعتمدة، وبعضهم يجمع ما خالف ديننا ويظهره كأنه هو الإثبات على ضلال هذه العلوم والمعارف، وبعضهم أخذ بعض المقاطع وفسرها كما يهوى، وبعضهم أخذ جزء من بعض المقاطع الصوتية أو المرئية ليؤيد رأيه وترك المقطع المكمل فحذفه لأنه لا يوافق ما يريد الوصول إليه، وذكروا مرتكزات للتحريم لا توجد في المناهج التي نتعلم منها أو أننا يمكننا حذفها إن وُجدت لنبقى في دائرة الحلال.
ثم قالوا: إن الأمر أصبح فيه شبهة، فأقول: إن كانت الشبهة عندكم فهذه مشكلتكم، لكنها عندنا ليست كذلك، وإن قمتم بربطها بالعقائد المنحرفة، فنحن نربطها بالعقيدة الصحيحة، أو أننا نأخذها كعلم دنيوي بحت لا صلة له بالعقائد أصلا.
فرأيت أن أوضح هذه الأمور بشيء من البساطة والطرح البحثي والعلمي البسيط بحكم تخصصي في مثل هذا المجال، مع طرح بعض التساؤلات ليجيب عليها مؤلفو هذه الكتب وأصحاب هذه المواقع ليراجعوا أنفسهم قليلا، مع التأكيد على رابط أخوتنا الإسلامية وما أمرنا به ديننا الحنيف، فلسنا نكفر مثل بعض الجهال والمتعالمين الصغار، ولكننا نقول: من تكلم في غير فنه أتى بالعجائب، كمن تكلم في الطب من غير الأطباء، ومن تكلم في الرقية من غير الرقاة، ولنتذكر أن النبي صلى الله عليه وسلم تقبل الرقية من الجاهلية والتي كان فيها من الشرك لكنه رد الشرك فقط ولم يرد كامل طرق رقى الجاهلية، فقال النبي صلى الله عليه وسلم عندما سئل عن رقى الجاهلية "لا بأس بالرقى ما لم تكن شركًا" ولم يلزمهم النبي صلى الله عليه وسلم بالرقية من القرآن الكريم والسنة النبوية فقط، بل يُحذف ما فيه شرك فقط ليكون الأمر حلالا، ولو كان هذا الأمر مليء بالشركيات، وهكذا أيضا نفعل مع جميع العلوم التي يمكن أن يستفاد منها.
فأسأل الله تعالى التوفيق والسداد، وأن يرينا الحق حقا ويرزقنا اتباعه، ويرينا الباطل باطلا ويرزقنا اجتنابه.
محبكم في الله/ د. عماد النهار
8 شعبان 1437هـ
العلاج بالألوان من بعض خبراء العلاج:
لا يزال الكثيرون ينظرون لما يسمى بالعلاج بالألوان على أنه وهم خادع، حتى المتفائلون يعتبرونه نوعا من الفنتازيا والخيال، لكن الدراسات والأبحاث تخرج كل فترة بما يؤكد فاعلية هذا النوع من العلاج، وأن كل كائن حي محاط بمجال كهرومغناطيسي يعمل على امتصاص الضوء وتحليله إلى ألوان الطيف من الأحمر وحتى البنفسجي، وأنه ثبت أن أنسجة الجسم تتأثر بهذه الألوان حيث تأخذ من طاقة كل لون ما يتناسب مع حاجتها البيولوجية, ووصل الأمر أن إحدى هذه الدراسات أكدت بأن كفيفي البصر يتأثرون بالألوان وأنهم عندما يرتدون الملابس ذات الألوان الساخنة كالأحمر فإنهم يشعرون بالبهجة وترتفع معنوياتهم بسبب تأثر أنسجة الجلد بألوان الملابس، وأيضا تم استخدام الضوء الأزرق على مدى العقد الماضي في وحدة حديثي الولادة لعلاج اليرقان، كما يتم التعامل مع ما يقرب من 30 ألف من أطفال الخدج في كل عام في أمريكا مع الضوء الأزرق، وبالتالي تجنب عمليات نقل الدم الخطيرة.
عن حقيقة العلاج بالألوان وطبيعة هذه الدراسات كان هذا التحقيق:
يقول الدكتور عبد العليم عطية، أستاذ العلاج الطبيعي والطب التكميلي في جامعة القاهرة: تعتمد نظرية العلاج بالألوان على أن كل لون في الطيف له تردد تذبذبي أو اهتزازي مختلف، ويعتقد العلماء أن جميع الخلايا في الجسم تملك أيضا ترددات تنبعث بقوة وإيجابية عندما يكون الإنسان موفور الصحة، لكن عندما يصاب بالمرض فإن هذا التردد يصبح غير متوازن، وفي هذه الحالة فإنه يبحث بشكل تلقائي عن الألوان التي يحتاجها، ومن خلال التجارب العملية وجد أن الألوان الرئيسية التي تؤثر على الإنسان هي التدرجات اللونية لقوس قزح من ألوان الطيف التي تشمل الأحمر والأرجواني والبرتقالي والأصفر والأخضر والتركواز والأزرق والنيلي والبنفسجي، كما وجد أن أول أربعة منها هي أكثر الألوان المنشطة، بينما الأربعة الأخيرة هي الأكثر هدوءا وراحة, فالبنفسجي مثلا يفيد في تخفيف الاضطرابات الهرمونية، أما البرتقالي فينشط الجهاز الهضمي، فيما يكون الأخضر مفيدا للقلب والرئتين, ويعتبر الأزرق مساعدا في علاج بعض المشكلات التنفسية.. كذلك أثبت الكثير من الأبحاث أن الألوان المفضلة لدى أي إنسان تزيد من سعادته وتعكس الكثير من صفاته الشخصية، فمحب اللون الأسود يتصف بالجدية والطابع التقليدي، ويحب أن ينظر له الآخرون على أنه أذكى إنسان، أما من يفضلون اللون الأخضر فهم الأكثر سكينة، ويتصرفون ببساطة، وعندما تواجههم أي مشكلة يلجؤون دائما للسلام والنقاش الهادئ بعيدا عن الصراخ والعنف، أما الأصفر فهو لون المرح المليء بالسعادة والابتسام والتفاؤل والتألق، فمحب هذا اللون يمتاز بالمرح والانطلاق، وهو أيضا شخصية قوية بين أصدقائه، ويحصل على تقديرات مرتفعة في الدراسة ويعتمد على نفسه وعلى ذكائه في الحكم على الأمور, وإذا كان اللون الأزرق يمنح الإحساس بالسلام والتناغم؛ فهو أيضا يسبب الإحساس بالضغط والتوتر، والظلال القاتمة للأزرق تمنح الإحساس بالمسؤولية، والإنسان الأزرق يقدر مشاعر الآخرين ويهتم بهم ولا يميل للمظاهر، ويعتبره الناس مستمعاً جيداً، كما أنه يتجنب الأشخاص الذين يمارسون الضغوط على الآخرين ويتسلطون عليهم, ولأن البنفسجي خليط من الأحمر والأزرق فإنه يستمد من الأحمر الإثارة ومن الأزرق القدرة على تحمل المسؤولية، ومحبو اللون البنفسجي يتعلقون دائما بما يريدون من تميز وابتكار، وردود أفعالهم تجاه أي موقف تكون نابعة من مشاعرهم وحالتهم النفسية، وقد يذرفون الدمع أمام أي موقف أو قصة مؤثرة، أما لون المرح والطفولة والأنوثة فهو الوردي والذي يتمتع أصحابه بعشقهم للزهور والخيال الواسع, ويجيدون الكتابة الأدبية والرسم والإبداع، ويعتبر الأحمر هو اللون المفضل لسيارات السباق لأنه يحفز الأفراد على العمل والثقة والإقدام, ومحبي هذا اللون يتصفون بالشجاعة والإقدام والقدرة، ولديهم مواهب فطرية على قيادة الآخرين.
ويرمز اللون الأبيض للنظافة والنقاء والسلام الداخلي, وأصحابه هم من يمتازون عن غيرهم بالقدرة على التعامل مع المواقف الواقعية أكثر من قدرتهم على التعامل مع الأمور العاطفية، لذلك عندما تواجههم أي مشكلة ما فإنهم يبدؤون بدراسة الموقف بكل جوانبه، ومعرفة الأسلوب الأمثل للتعامل معه، ولأنهم يتصفون بالسلام الداخلي فهم مؤتمنون ومحل ثقة.
وليس عنا ببعيد هذه الدراسة التي أجريت العام 1982 في كلية التمريض بسان
دييجو وتم فيها تعريض 60 امرأة في متوسط العمر يعانين من التهاب المفاصل
الروماتيزمي للون الأزرق مدة 15 دقيقة، فشهدن تحسنا ملحوظا في شدة الألم.
كما أوضحت دراسة أخرى أجريت العام 1990 تم فيها تسليط أضواء حمراء اللون على عيون مجموعة من المرضى يعانون من الصداع النصفي في بداية ظهور النوبة فوجد أن 93 في المئة منهم تعافوا جزئيا نتيجة هذا العلاج، وأرجع المعالجون السبب في ذلك إلى أن اللون الأحمر يزيد ضغط الدم الشرياني ويوسع الأوعية الدموية.
ألوان باردة:
ويقول الأستاذ الدكتور أمير صالح، أستاذ العلاج الطبيعي والطب البديل في جامعتي القاهرة وشيكاغو: طالما أن الله تبارك وتعالى خلق الدنيا بألوانها، فمعنى ذلك أن كل لون وراءه علماً وحكمة، وهذا ما أثبته العلم الحديث حيث أكد على أن كل لون له طول موجي وتردد معين وطاقة تؤثر سلبا وإيجابا على كل الموجودات بما في ذلك الإنسان.
وتنقسم الألوان من حيث الطاقة إلى ثلاثة مستويات: (الساخنة أو عالية الطاقة كالأحمر- البرتقالي - الأصفر) ثم (المعتدلة كالأخضر) ثم (الباردة كالأزرق - البنفسجي - النيلي)، ولأن الأحمر من الألوان عالية الطاقة فهو منشط عام، ويعطي الانطباع بالبهجة والسرور، لذلك نلحظ أن أشهر المشروبات التي تقدم في الأفراح الشربات بلونه الأحمر سواء أن كان فراولة أو ورد، أيضا يستخدم في علاج الاكتئاب وتأخر النمو عند الأطفال والشلل حيث أنه منبه للأعصاب، ويلي الأحمر من حيث الطاقة البرتقالي ثم الأصفر، وهي ألوان منشطة لخلايا المخ وتفتح الشهية للحياة بصفة عامة وتسر الناظرين، وقد وصف الله بقرة بني إسرائيل في القرآن الكريم بأنها {صفراء فاقع لونها تسر الناظرين}، وقد أصدرت الكثير من المؤسسات الدولية توصياتها بدهان حجرات الطلاب باللون الأصفر لأنه ينشط القدرات الذهنية ويرفع من همة الطلاب وأعضاء هيئة التدريس، ويوصف لبعض الطلاب الذين يشعرون بالخمول بالتحديق في ورقة صفراء لمدة 3 دقائق حتى يتم تحفيز الذاكرة، ولا ينصح للبدناء لأنه يفتح شهيتهم للأكل.
كما أن حافلات الطلاب يفضل طلاؤها باللون الأصفر حتى تنشط ذاكرة الناظرين إليها من السائقين الآخرين فيأخذون حذرهم، أما الأخضر فهو لون وسطي معتدل جعله الله مصدرا للحياة، وهو ملبس أهل الجنة حيث البهجة والمتعة والأمان النفسي فنجد في سورة الرحمن {متكئين على رفرف خضر وعبقري حسان} وفي سورة الإنسان {عاليهم ثياب سندس خضر وإستبرق، وحلوا أساور من فضة وسقاهم ربهم شراباً طهوراً} وهو مريح للعين والنفس ومهدئ للانفعالات لأنه ينشط موجات ألفا وسيتا المنبعثة من المخ، ويثبط من موجات بيتا وجاما المثيرة للأعصاب.
وقد أثبتت الأبحاث أن الألوان تؤثر على جلد الإنسان نتيجة لترددات الطاقة التي تولدها داخل الجسم، بدليل تأثر المكفوفين بما يلبسونه من ألوان حيث لوحظ شعورهم بالبهجة والمعنويات المرتفعة عندما يرتدوا الملابس ذات الألوان الساخنة (الحمراء- البرتقالي - الصفراء)، أما الألوان (الأزرق والنيلي والبنفسجي) فهي الألوان الباردة التي تلطف الحرارة، وقد اكتشف أجدادنا الأوائل هذه الميزة فصبغوا بها ملابسهم، ومازال لبس العمال وخصوصاً الذين يعملون في المناجم مصبوغ بالألوان الزرقاء، ومثل هذه الألوان الباردة تستخدم لعلاج بعض المرضى النفسيين خصوصاً من لديهم ميل للعنف أو الجنس، على عكس اللون الأحمر الذي يعالج الفتور الجنسي عند الأزواج.
ووفقا لمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا التغذية ريتشارد ورتمان، فقد أظهرت الأبحاث أن الألوان تؤثر على معدلات التنفس وضغط الدم ونشاط الدماغ، ونظرا لهذه النتائج، يتم استخدام الألوان لعلاج مجموعة واسعة من العلل والأمراض.
ويمكن الرجوع لكتاب: العلاج بالألوان – للمؤلف: د. محمد السقا – من هنا:
http://www.saaid.net/book/open.php?cat=8&book=7602
العلاج بالألوان من وحي القرآن:
مزج الله عز و جل جسم الإنسان بعناصر وموجات كهربية وإشعاعات تتجانس مع الأشعة الكونية والموجات الكهرومغناطيسية والذبذبات اللونية، ولكل شخص إشعاعات خاصة تختلف في طول الموجة والتردد وعدد الذبذبات عن غيره تماماً كالبصمات، وكل إنسان يرسل حوله إشعاعات خاصة به ويستقبل من الآخرين إشعاعات أخرى، فإذا كانت متقاربة نتج عن ذلك تفاهم ومحبة قوية، وإذا كانت متنافرة نتج عنها العكس، وقد يكون هذا تفسيرا لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الأرواح جنود مجندة، ما تعارف منها ائتلف، وما تنافر منها اختلف".
هل للألوان تأثير على مزاجنا وتفكيرنا وسلوكياتنا؟!
نعم! فاللون عبارة عن طاقة مشعة لها طول موجي معين، تقوم المستقبلات الضوئية في شبكية العين بترجمتها إلى ألوان، وتحتوي الشبكية على ثلاثة ألوان هي الأخضر والأحمر والأزرق، وبقية الألوان تتكون من مزج هذه الألوان الثلاثة، وعندما تدخل طاقة الضوء إلى الجسم فإنها تنبه الغدة النخامية والجسم الصنوبري في الدماغ مما يؤدي إلى إفراز هرمونات معينة تحدث مجموعة من العمليات الفسيولوجية، وبالتالي السيطرة المباشرة على تفكيرنا ومزاجنا وسلوكنا.
هل للألوان تأثير على الجسم من خلال رؤيتها فقط بالعين؟
لا! بل تأثيرها ممتد لكل ما حولها، لأن للألوان تأثير حتى على مكفوفي البصر نتيجة لترددات الطاقة التي تتولد داخل أجسامهم؛ لذلك استخدم الصينيون القدماء الألوان في علاج الأمراض، كما استخدم الفراعنة اللون فوق الأخضر داخل الأهرامات لمقاومة الجراثيم وقتل البكتريا، وبالتالي المحافظة على الموميات.
وتنقسم الألوان إلى قسمين:
الألوان الموجبة: وتمتاز بتفاعلها الحمضي وإشعاعاتها المنشطة كالأحمر في علاج فقر الدم والأكزيما (وقديماً كانوا يلبسون الطفل ملابس حمراء عندما يصاب بمرض الحصبة)، وتحت الأحمر في فقر الدم والسل، والأسود يعطي الإحساس بالاكتئاب ومثبط للشهية، والبرتقالي في علاج الاكتئاب وفتح الشهية، والأصفر في علاج أمراض الجهاز التنفسي والكبد حيث إن هذا اللون له تأثير نفسي، فهو يسر النظر ويريحه، وقال تعالى في وصف بقرة بني إسرائيل {صفراء فاقع لونها تسر الناظرين}، وقد أجريت بحوث عديدة في مختلف دول العالم عن الألوان فكان اللون الأصفر هو الأكثر انسجاماً مع البيئة وخصوصاً للطلبة، لهذا تدهن الفصول الدراسية باللون الأصفر في بعض البلاد المتقدمة في هذا المجال.
الألوان السالبة: تمتاز بتفاعلها القلوي وتأثيرها المهدئ كالأزرق، فإنه يخفض ضغط الدم وتصلب الشرايين، والنيلي ينشط الذاكرة، والبنفسجي يمنع العدوى، والبمبى مهدئ، لذا يستخدم في غرف النوم، كما أنه يستخدم في مراكز علاج الإدمان.. والأبيض يستخدم في علاج صفراء حديثي الولادة.
هذا وقد
ذكر اللون الأخضر في القرآن الكريم في آيات النعيم فما هو سر هذا اللون؟!
لقد ورد
لفظ الخضرة في آيات القرآن الكريم والتي تصف حال أهل الجنة أو ما يحيط بهم
من النعيم في جو رفيع من البهجة والمتعة والأمان النفسي، فنجد في سورة
الرحمن {متكئين على رفرف خضر وعبقري حسان}
الآية 76، وقال تعالى:
{عاليهم
ثياب سندس خضر وإستبرق، وحلوا أساور من فضة وسقاهم ربهم شراباً طهوراً}
سورة الإنسان الآية 21..
يقول أحد علماء النفس: (إن تأثير اللون في الإنسان بعيد الغور، وقد أجريت تجارب متعددة بيّنت أن اللون يؤثر في إقدامنا و حجامنا، ويشعر الإنسان بالحرارة أو البرودة، وبالسرور أو الكآبة, بل يؤثر في شخصية الرجل وفي نظرته إلى الحياة.. ويسبب تأثير اللون في أعماق النفس الإنسانية، فقد أصبحت المستشفيات تستدعي الاختصاصين لاقتراح لون الجدران الذي يساعد أكثر في شفاء المرضى، وكذلك الملابس ذات الألوان المناسبة، وقد بيّنت التجارب أن اللون الأصفر يبعث النشاط في الجهاز العصبي, أما اللون الأرجواني فيدعو إلى الاستقرار.. واللون الأزرق يشعر الإنسان بالبرودة عكس الأحمر الذي يشعره بالدفء، وتوصل العلماء إلى أن اللون الذي يبعث السرور والبهجة وحب الحياة هو اللون الأخضر.. لذلك أصبح اللون المفضل في غرف العمليات الجراحية ولثياب الجراحين والممرضات).
وأذكر هنا تجربة تمت في لندن على جسر (بلاك فرايار) الذي يعرف بجسر الانتحار - لأن أغلب حوادث الانتحار تتم من فوقه – حيث تم تغيير لونه الأغبر القاتم إلى اللون الأخضر الجميل، مما سبب انخفاض حوادث الانتحار بشكل ملحوظ. واللون الأخضر يريح البصر ذلك لأن الساحة البصرية له أصغر من الساحات البصرية لباقي الألوان، كما أن طول موجته وسطى فليست بالطويلة كاللون الأحمر وليست بالقصيرة كالأزرق.. وهو لون إيجابي بنسبة 100%.. لذا جعله الله من نعيم أهل الجنة.
عن موقع الهيئة العالمية للإعجاز العلمي في القرآن والسنة
المجلة
-
العدد
الثاني و العشرين
دكتور أمير صالح
رئيس الجمعية الأمريكية للعلوم التقليدية واستشاري الطب البديل
بقلم/ عبد الدائم الكحيل
آيات كثيرة يمر عليها الإنسان ويراها وهو غافل عنها، ومن المعجزات ما سخَّره الله لنا من ألوان، فما هو الجديد الذي كشفه العلم في الألوان؟ وكيف أشار القرآن لذلك؟ يقول تعالى: {وَمِنْ آَيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِلْعَالِمِينَ} [الروم: 22]. هذه الآية تؤكد على وجود معجزة في الألوان. وأنه يجب علينا أن نتفكر فيها ونسبح الله تعالى، لنزداد إيماناً وتسليماً لهذا الخالق العظيم.
ما هو اللون؟
كل الألوان التي نراها أصلها واحد، وهي عبارة عن ضوء تتأثر به أعيننا، ولكل لون تردد محدد، ومن رحمة الله تعالى بنا أنه خلق لنا أعيناً لا ترى كل الترددات من حولنا! فقط نرى جزءاً صغيراً منها وهو الطيف المرئي، ولو رمزنا للضوء بطول موجته فإن الإنسان يرى فقط الألوان ذات طول الموجة من 400 نانو متر إلى 700 نانو متر تقريباً (والنانومتر هو جزء من بليون من المتر).
فعندما يسقط الشعاع الضوئي على مادة ما فتبدو بيضاء، فهذا دليل على أنها تعكس كل الألوان ولا تمتص شيئاً منها، وإذا رأينا مادة سوداء فهذا يعني أنها تمتص كل الألوان ولا تعكس شيئاً منها. أما المادة الحمراء فهي تمتص كل الألوان عدا الأحمر فتعكسه لنا فنراها حمراء وهكذا.
إن الضوء الذي نراه هو عبارة عن موجات لها تردد محدد، فالضوء الأحمر هو موجة لها تردد، واللون الأخضر هو نفس الموجة الضوئية ولكن لها تردد أكبر، وهكذا... إذاً تختلف الألوان عن بعضها باختلاف طول موجة كل منها أو تردده، وهذه آية تستحق التفكر. ولذلك ينبغي علينا أن نتدبر قول الحق تبارك وتعالى: {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ ثَمَرَاتٍ مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهَا وَمِنَ الْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا وَغَرَابِيبُ سُودٌ *وَمِنَ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ وَالْأَنْعَامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ كَذَلِكَ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ} [فاطر: 27-28].
والعجيب أن الله تعالى ذكر في هذا النص الكريم شيئاً غريباً لا يمكن أن يصدر من بشر، وذلك في قوله: {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ} وهذا يعني أن العلماء هم أشد خشية لله من غيرهم، وهذه الآية كانت سبباً في إسلام أحد العلماء لأنه أدرك أنه لا يمكن لبشر أن يعرف مثل هذه الحقيقة. وتأملوا معي كيف ربط الله بين العلم وخشية الله من جهة وبين معجزة الألوان من جهة ثانية، ليدلنا على أهمية هذا التنوع في عالم الألوان وتأثيرها على الناس.
وانظروا معي إلى هذا النص الكريم: {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَلَكَهُ يَنَابِيعَ فِي الْأَرْضِ ثُمَّ يُخْرِجُ بِهِ زَرْعًا مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَجْعَلُهُ حُطَامًا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِأُولِي الْأَلْبَابِ * أَفَمَنْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِنْ رَبِّهِ فَوَيْلٌ لِلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ أُولَئِكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ} [الزمر: 21-22]. انظروا كيف يربط البيان الإلهي بين الألوان واختلافها في قوله {مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهُ} وبين الإيمان في قوله {أَفَمَنْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ}، وكأن الله يريد أن يعطينا إشارة إلى أهمية التفكر في عالم الألوان واختلافها، وبخاصة أن التراب واحد والماء واحد ولكننا نرى عالماً مليئاً بالألوان لا تكاد تجد له نهاية.
الألوان والعين:
يؤكد العلماء أنه لا يمكن تقليد العين البشرية مهما حاولوا لأنها تتميز بوجود ملايين الخلايا جميعها تعمل بتناسق مُحكم، وهذا لا يمكن تحقيقه في حيز بحجم العين! ولذلك فإنهم يقفون عاجزين منبهرين أمام آية البصر. ولذلك ينبغي أن نشكر الله تعالى على هذه النعمة التي ذكرنا بها كثيراً في القرآن. يقول تعالى: {وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} [النحل: 78]. ويقول أيضاً: {وَهُوَ الَّذِي أَنْشَأَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلًا مَا تَشْكُرُونَ} [المؤمنون: 78].
كيف ينتج اختلاف الألوان؟
كل إنسان لديه لون مفضل يتناسب مع اهتزاز خلايا جسده (الرنين الطبيعي للجسد). فقد خلق الله الكون بحيث يتألف من ذرات، والذرة تتألف من جسيمات أصغر منها، وجميع هذه المخلوقات الصغيرة تهتز بنظام محكم وعجيب. وقد درس العلماء ظاهرة اختلاف الألوان ودهشوا عندما رأوا هذا التنوع اللامنتهي في عالم النبات والحشرات والحيوان.
يقوم النبات أثناء عملية التركيب الضوئي بامتصاص الفوتونات الضوئية القادمة من الشمس وتحويلها إلى طاقة كيميائية تختزن في أوراق النبات، وأودع الله في هذه النباتات برنامجاً محكماً يعطي الأوامر للخلايا بامتصاص اللون الأخضر، ولذلك نجد أوراق النباتات خضراء!
أما النباتات في أعماق البحار حيث لا يصل الضوء الأخضر نجدها تمتص الضوء الأزرق ولذلك فإن هذه العملية معقدة جداً وقد دُرست من قبل علماء وكالة ناسا، وتبين لهم أن ألوان النبات تختلف مع اختلاف القدرة على امتصاص الطيف الضوئي. ويقول العلماء: لولا هذه القدرة على امتصاص ضوء محدد في النباتات لبدى العالم أسود قاتماً، ولكنها بالفعل عملية مدهشة تستحق التفكير، ويؤكد علماء آخرون أن الطبيعة لا يمكن أن توفر مثل هذه البرامج المعقدة في عالم النبات لتعطي هذا التنوع الهائل والمتناغم بحث لا نجد أي خلل في عالم الألوان الطبيعي، لذلك لابد أن يكون هناك قوة مهيمنة على هذا الأمر!
ونقول إنها قدرة الله تعالى القائل: {وَمَا ذَرَأَ لَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لِقَوْمٍ يَذَّكَّرُونَ} [النحل: 13]. ومن خلال مراقبة العلماء للغطاء النباتي تبين أن النبات لا يمتص الأشعة تحت الحمراء، بل يعكسها، وهذا يساهم في تنظيم درجة حرارة الغلاف الجوي، ولا يزال هذا الأمر لغزاً محيراً لهم.
اللون والأثر النفسي:
مما لاشك فيه أن للألوان تأثيراً نفسياً واضحاً، فكل لون له تردد خاص به، ومن خلال تردده يؤثر على العين، ولذلك عندما نرى لوناً محدداً فإن ترددات هذا اللون تنتقل عبر العين إلى الدماغ وتؤثر على خلايا الدماغ بشكل مختلف عن لون آخر. والألوان لها تأثير على شخصية الإنسان، ويمكن أن تحلل شخصية المرأة أو الرجل من خلال حبه لألوان محددة ومدى تفاعله معها (وتبقى المسألة نسبية). والحقيقة لا توجد دراسات علمية موثقة حتى الآن حول التأثير النفسي المؤكد على جميع البشر، ولكن هناك ملاحظات يراها الباحثون، ويعتبر التفاعل مع الألوان عملية معقدة جداً لم يتم تفسيرها حتى الآن، ولذلك تعتبر الألوان آية محيرة من آيات الخالق تبارك وتعالى أمرنا أن نتفكر فيها لندرك ونتذكر أن هذا الكون لم يأت عن طريق المصادفة: {وَمَا ذَرَأَ لَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لِقَوْمٍ يَذَّكَّرُونَ} [النحل: 13].
اللون الأحمر:
لوحظ تأثير فيزيولوجي للون الأحمر حيث يؤدي التعرض لهذا اللون لفترة طويلة إلى زيادة ضغط الدم. وهو يملك تأثيراً على مختلف غدد الجسم، وبالتالي ينشط خلايا الجسم ويرفع طاقتها. وإذا قمنا بتخفيف اللون الأحمر ليصبح زهرياً فإن تأثيره سيقل. والذي يتأمل الطبيعة يلاحظ أن الله تعالى اختار ألواناً محددة لنباتات محددة بما يتناسب مع خصائص هذه النباتات.
اللون البرتقالي:
يؤكد بعض الباحثين أن هذا اللون مرتبط بنظام المناعة للجسم حيث يؤدي التعرض للضوء البرتقالي لزيادة مناعة الجسم، وربما بسبب توافق الاهتزازات الخاصة بالخلايا المناعية مع ترددات اللون البرتقالي.
اللون الأصفر:
بعض الباحثين يربط بين نشاط الدماغ وبين هذا اللون، فاللون الأصفر ينشط خلايا الدماغ، أما الأثر النفسي فإن اللون الأصفر يزيد من السرور لدى الإنسان، وهناك من الباحثين من يربط اللون الأصفر بالخوف أو الموت، ولكن ليس لديهم دليل علمي على ذلك سوى ما يعبر عنه بعض الناس.
اللون الأخضر:
وهناك بعض الآراء تؤكد على أن اللون الأخضر مفيد للقلب. ويساعد على التنفس بعمق. وهو لون يساعد على إعادة التوازن لخلايا الجسم. وهذا اللون يدخل على الإنسان السرور والبهجة، ولذلك نجد الأطباء في العمليات الجراحية يرتدون هذا اللون لتخفيف الألم عن مرضاهم، ولمنحهم الإحساس بالبهجة والسرور.
اللون الأزرق:
يساعد على تخفيض ضغط الدم، وله تأثير مسكن للجسم وهو لون الهدوء، وهو ينشط الغدة النخامية ويساعد على النوم بعمق ويقوي نخاع العظام. وهناك وجهات نظر تؤكد على أن اللون الأزرق يساعد على الإبداع.
اللون البنفسجي:
يساعد على هدوء الغضب، وهو مرتبط بالاضطرابات العاطفية حيث يساعد على التخفيف منها. ويعتبر هذا اللون من أهم الألوان في الاستقرار العاطفي وإحداث تغيير في حياة الإنسان، وبالطبع قد نجد أناساً لا يتأثرون بالألوان! هذا أمر طبيعي، وبالمقابل نجد أناساً لديهم حساسية فائقة تجاه الألوان، يتذوقونها ويتفاعلون معها، مثل تفاعلهم مع الموسيقى مثلاً.
اللون البني:
يؤكد بعض الباحثين أن اللون البني هو لون الاستقرار. ويمنح الإنسان بعض الهدوء والعودة للطبيعة، حيث نجد أن لون التراب يميل للون البني، وبالتالي هذا اللون يذكرك بالبساطة ويزيد من الإحساس بالتواضع – طبعاً المسألة نسبية تختلف من شخص لآخر حسب الحالة النفسية وحسب المعتقدات لديه.
اللون الأسود:
هو لون سلبي وغير مفيد في العلاج ويقلل النمو. واللون الأسود هو رمز للوقار عند بعض الناس، وهو رمز للحزن عند آخرين.
اللون الأبيض:
هو اللون الذي يجلب الراحة والسلام ويبدد اليأس! ولذلك يفضل لمن يجد في نفسه اليأس والاكتئاب أن يحاول ارتداء قميص أبيض مثلاً، أي يدخل اللون الأبيض في جزء من لباسه، ليس بالضرورة أن يكون لباسه أبيض بالكامل ولكن يكفي التنويع.
الألوان تتكرر في القرآن بعدد ألوان الطيف الضوئي!!
نعلم أن الطيف الضوئي المرئي يتألف من سبعة ألوان، ومن عجائب الألوان أن ذكرها ورد في القرآن بالجمع سبع مرات بعدد ألوان الطيف الضوئي، وذلك في الآيات التالية:
1- {وَمَا ذَرَأَ لَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لِقَوْمٍ يَذَّكَّرُونَ} [النحل: 13].
2- {يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} [النحل: 69].
3- {وَمِنْ آَيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِلْعَالِمِينَ} [الروم: 22].
4- {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ ثَمَرَاتٍ مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهَا} [فاطر: 27].
5- {وَمِنَ الْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا وَغَرَابِيبُ سُودٌ} [فاطر: 27].
6- {وَمِنَ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ وَالْأَنْعَامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ كَذَلِكَ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ} [فاطر: 28].
7- {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَلَكَهُ يَنَابِيعَ فِي الْأَرْضِ ثُمَّ يُخْرِجُ بِهِ زَرْعًا مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَجْعَلُهُ حُطَامًا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِأُولِي الْأَلْبَابِ} [الزمر: 21].
وسؤالي لكل من يظن أن القرآن من تأليف بشر: هل جاء ذكر الألوان سبع مرات بالمصادفة؟
اللون وسيلة للتذكر والتفكر:
أخي القارئ! هل فكرت يوماً أن تتأمل الزهور التي خلقها الله لنتأملها؟ هل نظرت أو دققت النظر في الألوان الزاهية لزهرة جميلة؟ وهل تساءلتَ من الذي أعطى هذه الزهور ألوانها؟ تأمل معي الآيات السابقة لتجد أن الله تعالى ربط اختلاف الألوان بالتذكر فقال: {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لِقَوْمٍ يَذَّكَّرُونَ} وربطه كذلك بالتفكر فقال: {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} وربطه بالعلم فاختلاف الألوان يحتاج لعلماء يدرسوا هذه الظاهرة ليدركوا عظمة الخالق تبارك وتعالى ولذلك قال: {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِلْعَالِمِينَ} وخُتمت الآيات بأن هذه المعجزة (معجزة اختلاف الألوان) هي تذكرة لأولي العقول والألباب، فقال: {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِأُولِي الْأَلْبَابِ}.
ويؤكد الباحثون أن ظاهرة اختلاف الألوان هي ظاهرة محيرة ومذهلة، فكيف يمكن لزهرة أن تنظم هذه السلسلة الرائعة والمتناسقة من الألوان؟ ومَن الذي ينظم عملها؟ ومن أين جاءتها التعليمات لترسم هذه التناسقات اللونية المبهرة؟ والجواب ببساطة: إنه الله تعالى القائل: {هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} [الحشر: 24].
العلاج بالألوان:
بما أن اللون هو تردد لموجة كهرطيسية فإننا نستطيع باستخدام لون محدد تعديل ترددات الجسم، وهذه فكرة العلاج بالألوان. لأن كل واحد منا لديه مجال كهرطيسي ينشره حول جسده، ويتأثر هذا المجال بألوان الملابس والألوان المحيطة بنا، ولذلك تجد الإنسان عندما يكون في نزهة بين الأشجار يحس براحة نفسية بسبب انعكاس الترددات الخضراء على جسده.
وهنا نتذكر آية عظيمة تشير إلى أهمية البهجة والسرور في حياة الإنسان من خلال النظر إلى الطبيعة الخضراء، يقول تعالى: {أَمَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَأَنْزَلَ لَكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَنْبَتْنَا بِهِ حَدَائِقَ ذَاتَ بَهْجَةٍ مَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُنْبِتُوا شَجَرَهَا أَءلَهٌ مَعَ اللَّهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ يَعْدِلُونَ} [النمل: 60]. أي أن الحدائق هي مصدر البهجة والفرح والسرور، وربما نعجب إذا علمنا أن بعض الباحثين في دول الغرب يعالجون مرضاهم (وبخاصة مرضى الاكتئاب) بالنظر إلى النباتات والطبيعة الخضراء.
ماذا يحدث عندما تختفي الألوان؟
إن الألوان نعمة من الله تعالى ويجب أن نشكره عليها، فلو كان العالم يظهر أمامنا باللونين الأسود والأبيض لسبّب ذلك القلق والإحباط والخوف للناس، فالألوان مصدر للفرح والتفاؤل. ومن الطرق المستخدمة في السجون من أجل نزع الاعتراف من خلال وضع السجين في غرفة ذات لون واحد فاقع مثلاً مثل الأحمر فيُصاب بنوع خطير من أنواع الاكتئاب مما يجبره على الاعتراف بالحقيقة من أجل التخلص من هذه الحالة. وبالفعل لو كان العالم بلون واحد أو لونين لكان أشبه بسجن كبير! فانظروا إلى هذه النعمة العظيمة التي لا ندركها إلا عندما نفقدها.
اللون الأصفر بين السرور والموت:
يقول تعالى: {ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَجْعَلُهُ حُطَامًا} [الزمر: 21]. لقد ذُكر اللون الأصفر في القرآن خمس مرات، وارتبط بأمرين الأول هو السرور، والثاني هو الموت، أو بعبارة أدق المرحلة التي تسبق الموت.
فاللون الأصفر الباهت علامة على الموت ونهاية الحياة، ولكن وسبحان الله فإن اللون الأصفر الفاقع هو علامة السرور والفرح، ولذلك قال تعالى في سورة البقرة: {إِنَّهَا بَقَرَةٌ صَفْرَاءُ فَاقِعٌ لَوْنُهَا تَسُرُّ النَّاظِرِينَ} [البقرة: 69]. فتأملوا كيف كان اللون الأصفر وسيلة للسرور {تَسُرُّ النَّاظِرِينَ}.
يقول تبارك وتعالى: {وَهُوَ الَّذِي أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ نَبَاتَ كُلِّ شَيْءٍ فَأَخْرَجْنَا مِنْهُ خَضِرًا} [الأنعام: 99]. يؤكد بعض الباحثين أن اللون الأخضر يدل على الحياة، يقول تعالى: {وَسَبْعَ سُنْبُلَاتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ} [يوسف: 43]. فاللون الأصفر الباهت هو علامة الموت، أما اللون الأخضر هو علامة الحياة (وربما نجد هذه الإشارات في عالم الأحلام!).
اللون الأخضر لباس أهل الجنة وفراشهم:
يقول تعالى عن لباس أهل الجنة: {وَيَلْبَسُونَ ثِيَابًا خُضْرًا مِنْ سُنْدُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ} [الكهف: 31]. ويقول عن فراش أهل الجنة: {مُتَّكِئِينَ عَلَى رَفْرَفٍ خُضْرٍ وَعَبْقَرِيٍّ حِسَانٍ} [الرحمن: 76]. وإن الذي يتأمل القرآن يرى بأن اللون الأخضر هو لون الجنة التي وُعد المتقون. وهنا نتذكر أن النبي الأعظم صلى الله عليه وسلم حدّد لنا عدد أبواب الجنة وهي ثمانية أبواب، ولكن هل هناك علاقة بين اللون الأخضر وعدد أبواب الجنة؟ لنقرأ ونتأمل عسى أن ندرك عظمة هذا القرآن.
اللون الأخضر يتكرر 8 مرات بعدد أبواب الجنة!!
من عظمة القرآن الكريم أن الله تعالى جعل اللون المميز للجنة هو اللون الأخضر، وذكر هذا اللون مع مشتقاته في القرآن 8 مرات بعدد أبواب الجنة! والآيات هي:
1- {وَهُوَ الَّذِي أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ نَبَاتَ كُلِّ شَيْءٍ فَأَخْرَجْنَا مِنْهُ خَضِرًا نُخْرِجُ مِنْهُ حَبًّا مُتَرَاكِبًا} [الأنعام: 99].
2- {وَسَبْعَ سُنْبُلَاتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ} [يوسف: 43].
3- {وَسَبْعِ سُنْبُلَاتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ} [يوسف: 46].
4- {وَيَلْبَسُونَ ثِيَابًا خُضْرًا مِنْ سُنْدُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ} [الكهف: 31].
5- {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَتُصْبِحُ الْأَرْضُ مُخْضَرَّةً إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ} [الحج: 63].
6- {الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ مِنَ الشَّجَرِ الْأَخْضَرِ نَارًا فَإِذَا أَنْتُمْ مِنْهُ تُوقِدُونَ} [يس: 80].
7- {مُتَّكِئِينَ عَلَى رَفْرَفٍ خُضْرٍ وَعَبْقَرِيٍّ حِسَانٍ} [الرحمن: 76].
8- {عَالِيَهُمْ ثِيَابُ سُنْدُسٍ خُضْرٌ وَإِسْتَبْرَقٌ} [الإنسان: 21].
وسؤالي هل هذه مصادفة أن يكون عدد أبواب الجنة ثمانية ونجد اللون الأخضر يتكرر ثماني مرات بالضبط؟
اللون الأسود يتكرر سبع مرات بعدد أبواب جهنم!!!
حدثنا النبي الأعظم وهو الذي لا ينطق عن الهوى أن جهنم سوداء مظلمة، والعجيب أن الله تعالى ذكر اللون الأسود مع مشتقات الكلمة سبع مرات في القرآن بعدد أبواب جهنم، يقول تعالى عن عدد أبواب جهنم: {وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمَوْعِدُهُمْ أَجْمَعِينَ * لَهَا سَبْعَةُ أَبْوَابٍ لِكُلِّ بَابٍ مِنْهُمْ جُزْءٌ مَقْسُومٌ} [الحجر: 43-44].
وذلك في الآيات التالية:
1- {وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ} [البقرة: 187].
2- {يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ} [آل عمران: 106].
3- {فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ فَذُوقُوا الْعَذَابَ} [آل عمران: 106].
4- {وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالْأُنْثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ} [النحل: 58].
5- {وَمِنَ الْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا وَغَرَابِيبُ سُودٌ} [فاطر: 27].
6- {وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُمْ مُسْوَدَّةٌ} [الزمر: 60].
7- {وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِمَا ضَرَبَ لِلرَّحْمَنِ مَثَلًا ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ} [الزخرف: 17].
ونقول سبحان الله! انظروا كيف ارتبط اللون الأسود بعدد أبواب جهنم فتكرر ذكره سبع مرات، وكيف ارتبط اللون الأخضر بالجنة فتكرر ذكره ثماني مرات! بالله عليكم هل يمكن لمصادفة عمياء أن تصنع مثل هذا التوافق العجيب؟!
اللون الأبيض أكثر الألوان ذكراً في القرآن:
لقد كان النبي الأعظم صلى الله عليه وسلم يحب اللون الأبيض وهو لون يرمز للطهارة، فقد كان يدعو "اللهم نقِّني من الخطايا كما يُنقَّى الثوب الأبيض من الدنس"، واللون الأبيض هو رمز النجاح يوم القيامة عندما تبيض وجوه وتسودّ وجوه، يقول تعالى: {يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ * وَأَمَّا الَّذِينَ ابْيَضَّتْ وُجُوهُهُمْ فَفِي رَحْمَةِ اللَّهِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} [آل عمران: 106-107]. إذاً اللون يحدد مستقبل الإنسان حسب عمله إما إلى الجنة أو إلى النار، فالكافر يكون وجهه مسوداً يوم القيامة، والمؤمن يكون أبيض الوجه يوم القيامة، والعجيب أن أكثر لون تكرر ذكره في القرآن هو اللون الأبيض، هل هذه مصادفة؟ ربما يكون في ذلك إشارة إلى أهمية هذا اللون، اللهم بيّض وجوهنا في الدنيا والآخرة.
ملاحظة:
هذه الملاحظة وردتنا من طبيبة نفسية في فرنسا حول اللون الأخضر كلباس للأطباء في غرفة العمليات، فاللون الأخضر مريح للطبيب ولا يتعب عيون الفريق الطبي الذي يقوم بالعملية. وقد يرتدي الطبيب اللون الأزرق أحياناً لأنه لون الهدوء، بهدف الحصول على أعصاب هادئة للتحكم جيداً في العملية الجراحية. كما أن العلماء لا يصنفون الأبيض والأسود ضمن الألوان (لأنها ألوان مركبة).
ــــــــــــــ
المراجع الأجنبية
- Agoston, G. (1987), Color Theory and Application in Art and Design, Berlin: Springer.
- Byrne, A. and Hilbert D. (2003), ‘Color Realism and Color Science', Behavioural and Brain Sciences, 26: 3-21.
- Campbell, J. (1994), ‘A Simple View of Color’, in Haldane, John, and Wright, Crispin (eds.) (1994), Reality, Representation and Projection, Oxford: Clarendon Press, pp. 257-69.
- Hilbert, D. R. (1987), Color and Color Perception, Stanford, Calif.: C.S.L.I.
- Kaiser P.K. and Boynton R.M. (1996), Human Color Vision, (2nd edition) Washington: Optical Society of America.
- Thompson, Evan (1995), Color Vision, London: Routledge.
- Color, http://en.wikipedia.org/wiki/Color
دراسة تؤكد تأثير العلاج بالألوان:
الألوان آية من آيات الله جل جلاله، وقد استعرضنا في مقالات سابقة الأثر النفسي للألوان على الإنسان، واليوم نطلع على دراسة علمية جديدة تؤكد أن الألوان قد تكون وسيلة لإضفاء السعادة على حياة البشر، فقد وجد باحثون أن التعرض لبعض الألوان، منها الأزرق والأخضر والبرتقالي والبنفسجي قد يزيد من الإحساس بالسعادة والثقة بالنفس.
وعرض باحثون في الدراسة، التي نفذتها "مايند لاب،" وهي مؤسسة تضم مجموعة من العلماء في بريطانيا، لعدد مختلف من الألوان والأضواء، ووجدوا أن اللونين الأزرق والأخضر زادا من إحساس الذكور بالسعادة، فيما جاء تأثير الأزرق والبنفسجي والبرتقالي مماثلاً على فئة النساء.
وبحسب تقرير "التلغراف"، عزز اللونان الأزرق والأحمر من مستويات الثقة بالنفس بين الذكور، وكان للأزرق والبنفسجي ذات المفعول على النساء. كما اكتشف الباحثون أن التعرض للألوان البراقة عموماً له فوائد متعددة.
وعرَّض العلماء مجموعة متطوعين لتلك الأضواء، وجاءت نتائجهم أسرع في الاختبارات الذهنية بنسبة 25 في المائة، وفي ردة الفعل بنسبة 12 في المائة، إلى جانب تحسّن في القدرة على التذكر. بالإضافة إلى ذلك، كشف الباحثون أن قبضة من تعرضوا لألوان براقة، كانت أقوى من سواهم. وقال د. ديفيد لويس، مؤسس "مايند لاب" إن الدراسة تثبت أن إضفاء المزيد من الألوان على حياتنا، تحديداً في فصل الشتاء، قد تطرد كآبة الشتاء.
وفي دراسة أخرى تبيَّن أن النساء يولدن وهنَّ يفضلن اللون الزهر بالفطرة، وذلك بناء على اختبار أجرته الدكتورة آنيا هيلبرت، وهي خبيرة علم نفس في جامعة نيوكاسل على 208 أشخاص، طُلب منهم اختيار لونهم المفضل بسرعة فائقة بين مجموعة من الخيارات. وأظهرت الدراسة أن معظم الأشخاص اختاروا اللون الأزرق على أنه لونهم المفضل، غير أن النساء بينهم اخترن اللون الأزرق المظلل بالأحمر، بينما اختار الرجال اللون الأزرق القريب من الأخضر. وقالت الأخصائية يازو لينغ، التي أشرفت أيضاً على الدراسة: إن الأمر قد يعود إلى قدرة النساء البيولوجية على التمييز بصورة أفضل من الرجال بين اللونين الأحمر والأزرق.
ماذا يحدث عندما تختفي الألوان من حياتنا؟
إنه أمر حزين جداً أن تكون الحياة بلا ألوان، وهذا ما يحدث مع الأشخاص المصابين بما يسمى "عمى الألوان" وهو مرض ميؤوس من علاجه حتى الآن! ولكن الأطباء ينصحون المصابين به بإيجاد وسيلة ما للتعايش معه وتقبّله. وهذا المرض ينتج عن عيب جيني صغير. وقد يكون عمى الألوان كاملاً أو جزئياً، فقد يصاب الطفل بعمى لون محدد مثل الأزرق أو الأصفر، أو عمى عدة ألوان. ويشير البروفيسور هيرمان كراستل، المتخصص في طب وجراحة العيون في مدينة هايلدبيرغ الألمانية، إلى أن نحو 8 بالمائة من الذكور و0.4 من الإناث يولدون بعمى الأحمر والأخضر. ويوضح الطبيب الألماني أن عيباً جينياً صغيراً يتسبب في قيام مستقبلات الصورة في قرنية العين بإرسال معلومات ناقصة عن اللون من خلال العصب البصري إلى المخ.
أول من اكتشف هذا المرض هو العالم جون دالتون، الذي لاحظ حالة القصور في رؤية الألوان، وهو أحد المصابين بالمرض. ويعدّ عمى اللونين الأحمر والأخضر من الأمراض المعروفة منذ زمن طويل، ويسمى أيضا بـ "الدالتونية" نسبة إلى الكيميائي والطبيب الإنجليزي جون دالتون الذي كان هو نفسه مصاباً بهذا الخلل، وكان من أوائل من وصفوا حالة القصور في رؤية الألوان. وكان دالتون، الذي توفي عام 1844، يرى البرتقالي والأصفر والأخضر على أنها ظلال مختلفة للون الأصفر.
وتمكن العلماء من إثبات أن دالتون يعاني من عمى ألوان بعد 150 عاماً من وفاته حسبما ذكر مدير معمل دراسات الجينات الجزيئية في مستشفى العيون بجامعة توبنغن بيرند فيسينغر، الذي يجرى أبحاثا على الأسباب الوراثية لعمى الألوان. وتم رصد المورثة المشوهة عند دالتون في حمض نووي DNA من نسيج محفوظ من عينه.
أما أخصائي البصريات في مدينة أولتن السويسرية فريتس بوسر، فيقول واصفاً إصابته بعمى الأحمر والأخضر: "إننا لا نرى كل شيء باللون الرمادي، لكننا فقط نرى بصورة مختلفة". ويقوم هذا الأخصائي بتدريب مختصين في الإعاقة البصرية ومدرسي ضعاف البصر في ألمانيا. ويضيف بوسر معلقاً على تعايشه مع المرض: "حينما أقوم بجمع ثمار التوت مع ابني فإنه يجمع كميات أكبر من التوت الأحمر، بينما أقوم بجمع التوت الأسود بصورة أفضل".
ويشير طبيب وجراح العيون كراستل إلى أن بعض المصابين بعمى الألوان يميزون بين ظلال الأصفر البني والأصفر الرمادي والبني أفضل من الذين يتمتعون بإبصار طبيعي. ويؤكد الباحثون أن تأثير مشكلات الألوان قليل على الحياة اليومية. إلا أن المصابين بعمى الألوان لا يناسبهم العمل كطيارين أو سائقي قطارات لأنها مهن تحتاج إلى التعرف على الإشارات اللونية.
وعلى الرغم من أن عمى الألوان لا شفاء منه وليس قابلاً للتصحيح، إلا أن المصابين به ممن يتطلعون إلى "وسيلة مساعدة" يمكنهم أن يجدوا بسهولة عروضاً عبر الانترنت عن عدسات خاصة ذات مصافي ألوان يفترض أنها قادرة على تصحيح عمى الأحمر والأخضر. وينصح الخبراء هؤلاء المصابين بعمى الألوان بتقبل المرض. كما ينصح الخبراء بإخضاع الأطفال لفحوص عمى الألوان مع بدء حياتهم المدرسية على أقصى تقدير حتى وإن لم تظهر عليهم أعراضه، لتجنب صعوبات التعليم. فالمواد المرتبطة بالألوان مثل الخرائط تستخدم باستمرار في المدارس، وإذا ما أظهر التشخيص إصابة الطفل بعمى الألوان فإنه يتعين إبلاغ المدرسين، ويجب كذلك أن يكون الطفل على وعي بالمشكلة.
الطبيعة تعبر عن نفسها بالألوان، فهذا انفجار بركاني مرعب ولكننا نرى فيه لوحة إلهية رائعة، وهذه صورة مصغَّرة عن نار جهنم، وانظروا كيف تتجلى الألوان الأحمر والأصفر والبرتقالي، ولكن نار جهنم شديدة الحرارة لدرجة أن الألوان اختفت وأصبحت سوداء، فهي مظلمة أعاذنا الله منها.
اللون الأخضر يعتبر من أكثر الألوان راحة للنظر، وهو اللون المميز للجنة التي وعدها الله للمتقين، وقد ثبُت أن اللون الأخضر يساعد على استقرار الحالة النفسية للإنسان، ويثير البهجة في النفوس، ومن رحمة الله تعالى بنا، أنه جعل هذا اللون هو اللون المميز للطبيعة من حولنا، وعلى الرغم من ذلك نجد بعض الملحدين يدعون أن كل شيء في الطبيعة جاء بالمصادفة!
من الطرق الحديثة للعلاج ما يحاول الباحثون استغلاله اليوم، ألا وهو العلاج بالألوان، فلكل لون خصائص أودعها الله فيه، وكل لون يحوي طاقة تثير في الإنسان شعوراً محدداً بالفرح أو السرور أو السعادة أو غير ذلك، ويؤكد الباحثون اليوم أن العلاج بالألوان يعتبر من الأساليب الهامة في الطب البديل.
انظروا إلى هذه الصورة! لو تأملناها بشيء من العمق نرى فيها الحزن والكآبة بل لا نكاد نرى أي سرور أو سعادة، والسبب هو اختفاء الألوان، ولو تأملنا هذه الصورة أكثر نلاحظ أنها نفس الصورة السابقة ولكن من دون ألوان، فانظروا كم الفرق هائل بين الصورتين، وانظروا إلى تأثير الألوان في حياتنا، إن هذا يدعونا لأن نحمد الله تعالى على هذه النعم: {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَلَكَهُ يَنَابِيعَ فِي الْأَرْضِ ثُمَّ يُخْرِجُ بِهِ زَرْعًا مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَجْعَلُهُ حُطَامًا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِأُولِي الْأَلْبَابِ * أَفَمَنْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِنْ رَبِّهِ فَوَيْلٌ لِلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ أُولَئِكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ} [الزمر: 21-22].
هل من إشارات قرآنية؟
لقد ذكر الله "الألوان" في كتابه المجيد سبع مرات، وقد جعل الله من الألوان معجزة تستحق التفكر فقال: {وَمَا ذَرَأَ لَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لِقَوْمٍ يَذَّكَّرُونَ} [النحل: 13]. فالألوان هي آية يجب أن نتذكر من خلالها نعمة الخالق تبارك وتعالى {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لِقَوْمٍ يَذَّكَّرُونَ}، فلولا الألوان لكانت الحياة حزينة جداً، لأن وجود الألوان يمنح المرء إحساساً بالفرح والسعادة، وهذه نعمة معظم الناس غافلون عنها.
وكما رأينا فإن مشكلة عمى الألوان تضعف قدرات الإنسان في التمييز والتعلم، واختفاء الألوان من حياة هذا الإنسان نهائياً هو أمر محزن ينعكس سلبياً على قدراته وكفاءته وطاقاته. حتى إن الله تعالى ربط بين الألوان وبين ذكر العلماء وخشيتهم لله تعالى! يقول عز وجل: {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ ثَمَرَاتٍ مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهَا وَمِنَ الْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا وَغَرَابِيبُ سُودٌ * وَمِنَ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ وَالْأَنْعَامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ كَذَلِكَ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ} [فاطر: 27-28].
فقد ذكر الله في هذا النص الألوان ثلاث مرات: ذكر ألوان الثمار: {ثَمَرَاتٍ مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهَا} وذكر ألوان الجبال: {وَمِنَ الْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا} وذكر ألوان الناس والحيوانات: {وَمِنَ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ وَالْأَنْعَامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ}، ولذلك فقد شمل هذا النص كل ما نراه حولنا من ألوان سواء في البشر أو الحيوانات أو النبات أو الجماد مثل الجبال. ثم ذكر بعد ذلك خشية العلماء لربهم، لأن العالم الذي أدرك عظمة الخلق لابد وأن يدرك عظمة الخالق تبارك وتعالى: {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ}، أي أن العلماء هم أشدّ خشية لله تعالى من غيرهم لأنهم عرفوا قدرة الله تعالى.
ــــــــــــ
بقلم عبد الدائم الكحيل
المراجع:
http://arabic.cnn.com/2009/scitech/1/7/light.exposure/index.html
http://www.dw-world.de/dw/article/0,,3805376,00.html
السؤال: هل يتأثر الإنسان بالألوان فتغير من نفسيته حسب اللون؟
إن الشمس هي مصدر الضوء والحرارة بالنسبة لنا ولولاها لم تستمر الحياة على الأرض. ولذلك يتدفق الضوء من خلال عيوننا ناقلاً كميات من الطاقة التي يحملها إلى داخل الجسم ويؤثر على العمليات الحيوية. هذا ويمكن أن يعيد اللون للجسم توازنه، كذلك يحوي ضوء الشمس على كافة الألوان المرئية، وكل لون يتميز بطول موجة وتردد محدد وبالتالي هو يحمل طاقة تختلف من لون لآخر. وهذه الطاقة تمارس تأثيرها على البشر.
إن لون الشمس يثير البهجة والسرور. حتى إن رائحة الليمون تبعث بالسرور وكما نعلم الليمون لونه أصفر. ويملك تأثيراً مهيجاً. ويساعد على التأمل.
واللون الأخضر يساعد على تنقية النفس وتطهيرها وإعادة التوازن. أما اللون الأصفر فهو مرتبط بالعمليات الفكرية ويساعد عليها. وقد يستعمل لعلاج التهاب المفاصل بسبب تردده المناسب لعظام الجسم. وبالنسبة للون البرتقالي يمكن أن ينشط الحالة العصبية للجسم ويصلح لعلاج الكآبة والإعياء المزمن. إن اللون الأحمر مثير للغضب، ويقال إن الناس المصابين بضغط الدم يتجنبون لبس اللون الأحمر.
يميل الناس دائماً إلى الأيام المشمسة والمضيئة أكثر من الأيام الباردة الغائمة. وهو لون يثير القلق عند الأطفال الرضع، لذلك فإن اللون الأصفر هو اللون الأكثر لمعاناً، وبالتالي أشار إليه القرآن، يقول تعالى: {إِنَّهَا بَقَرَةٌ صَفْرَاءُ فَاقِعٌ لَوْنُهَا تَسُرُّ النَّاظِرِينَ}، فقد تحدث الله في هذه الآية الكريمة عن صفة للون الأصفر وهو إثارته للبهجة والسرور، وأن البقرة التي طلب موسى عليه السلام من بني إسرائيل ذبحها كان لونها أصفر فاقعاً، وكما قلنا إن اللون الأصفر هو الوحيد الذي يتمتع بهذه الصفة أي صفة اللون الفاقع. لأن بينما بقية الألوان مهما زدنا نسبتها لا يمكن أن تكون فاقعة مثل الأصفر. ولذلك نجد لون الشمس أصفراً. ومن الناحية النفسية يقول علماء النفس يولد اللون الأصفر البهجة والسرور في النفس.
ضوء الفجر نعمة من الله تعالى، والآن يحاول العلماء الاستفادة منه في علاج بعض الأمراض المزمنة مثل القلق وقلَّة النوم والحزن، ونتذكر أن الله تعالى أقسم بالفجر.
يقول تبارك وتعالى: {وَالْفَجْرِ * وَلَيَالٍ عَشْرٍ} [الفجر: 1-2]. ويقول أيضاً: {أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآَنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآَنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا} [الإسراء: 78]. ويقول جل وعلا عن ليلة القدر: {سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ} [القدر: 5]. نلاحظ في هذه الآيات أن الله تعالى يقسم بظاهرة "الفجر" ويأمر بتلاوة القرآن في وقت الفجر... فما هو سر هذه الظاهرة؟
تتميز فترة بداية طلوع الشمس بأن الجو يكون مشحوناً بالأكسجين النقي، وتكون الأشعة الصادرة من الشمس في هذا الوقت خفيفة ومفيدة للعين، لأنها لا تصل مباشرة إلى العين بل نتيجة انعكاسات متعددة. وبما أن الله تعالى أقسم بالفجر، والله لا يقسم إلا بعظيم، فلابد أن تتميز ظاهرة الفجر بأشياء عجيبة وأن يكون لها منافع على حياة البشر، وهذا ما وجده العلماء أخيراً.
فقد أكدت مجموعة من العلماء البريطانيين أن جهازاً يقلّد ويحاكي أجواء الفجر قد يساعد على تقليص الإحساس بالكآبة المرتبطة بفقدان الشمس خلال الشتاء. ويزعم العلماء أن الآلة الجديدة، التي تقوم برفع مستويات الضوء خلال النوم، تشكل علاجاً فعالاً لحالة الاكتئاب التي تدعى "الاضطراب العاطفي الموسمي (إس آي دي)". وتدعم دراسة نشرت في مجلة الطب النفسي الأمريكية اختراعات تقوم ببث جزيئات أوكسجين مشحونة بشوارد سالبة (إيونات). ويؤثر الواقع الذي يمكن أن تحدثه الآلة الجديدة على حياة الكثير من البشر.
وينصح الخبراء الآن بأنواع من العلاج، كالعلاج بالضوء وتغيير النظام الغذائي وزيادة التمارين الرياضية للتغلب على المشكلة. فالتعرض لأشعة الشمس يساعد الجسم على إنتاج مادة السيروتونين، وهي مادة كيماوية تعزز مشاعر الارتياح لدى الإنسان. ويمضي العديد من الأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب الشتوي قرابة ثلاثين دقيقة أو أكثر يومياً يجلسون خلالها تحت مصباح نور باهر ليتمكَّنوا من التغلب على حالة إس آي دي، إلا أن "آلة محاكاة الفجر" هذه تعمل عندما يكون الشخص نائما.
وتعمل الآلة الجديدة على إعادة إنتاج مستويات الضوء التي ترتفع بشكل تدريجي خلال النهار، بينما تحاول الأيونات على محاكاة الظروف الجوية خارج المنزل. ويقول الدكتور مايكل تيرمان، الذي أشرف على دراسة الآلة الجديدة، إنه قدم خمسة أنواع مختلفة من العلاج لـ 99 متطوعاً يعانون من اكتئاب إس آي دي، وهي العلاج بالنور التقليدي بعيد الاستيقاظ، ونوعان من التحريض بآلة الفجر الجديدة، ونوعان من العلاج بالأيونات المشحونة بشحنات سلبية. وكانت النتيجة أن كان العلاج بنوع واحد من التعرض للتحريض من خلال آلة الفجر ونوعاً آخر من العلاج بالأيونات على نفس الدرجة من النجاح.
يعتبر ضوء الفجر الأزرق من أفضل الألوان وأكثرها راحة للعين، ويؤكد العلماء أن وقت الفجر هو الوقت المناسب للتفكير والإبداع وصفاء الذهن، ولذلك فإن الاستيقاظ في وقت الفجر له فوائد طبية كثيرة، وذلك لعلاج مختلف الاضطرابات النفسية وعلى رأسها اضطرابات النوم.
إشارات قرآنية رائعة:
بالنسبة للعلاج بضوء الفجر فقد وجد العلماء نتائج كثيرة ومبهرة لفوائد التعرض لنور الفجر وانتشار الأكسجين في هذه الفترة، ولذلك فقد أقسم الله تعالى بالفجر فقال: {وَالْفَجْرِ * وَلَيَالٍ عَشْرٍ} [الفجر: 1-2]. ولا ننسى أن صلاة الصبح من الصلوات المهمة جداً، فقد فرض الله هذه الصلاة في وقت ظهور أول الفجر ليكون المؤمن يقظاً ولا يفوته الخير الكثير.
فالصلاة في المسجد تمنح المؤمن أثناء مسيره وعودته قدراً كافياً من ضوء الفجر وبالتالي نجد المؤمن الذي يحافظ على صلاة الصبح في المساجد، يتمتع بصحَّة أفضل ويعيش حياة مستقرة. وهناك الكثير من الحالات النفسية التي فشل الطب في علاجها، ولكن بعض الأطباء نصح المرضى بالاستيقاظ مبكراً والتعرض قليلاً لضوء الفجر، وكانت النتائج مذهلة، حيث زال التوتر النفسي واختفى القلق واضطرابات النوم بسرعة!
ومن هنا ندرك أن الله عندما أمرنا بالمحافظة على الصلوات ومنها الصلاة الوسطى، إنما يريد لنا الخير والصحة الجيدة ويريد أن يبعدنا عن الاضطرابات النفسية والقلق! (وقد قيل بأن الصلاة الوسطى هي صلاة الصبح)، يقول تعالى: {حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ} [البقرة: 238].
ولذلك أنصح كل من يعاني من اضطرابات في النوم، أو لا يتمكن من النوم إلا بعد عدة ساعات، أو يرى أحلاماً مزعجة، أو لديه قلق ووساوس... أن يستيقظ في وقت صلاة الصبح ثم يذهب إلى المسجد لأداء الصلاة، ثم يقرأ القرآن حتى تطلع الشمس، ويحافظ على هذه العادة الرائعة وسوف يزول عنه كل ما يعانيه بإذن الله تعالى.
ــــــــــــ
بقلم عبد الدائم الكحيل
المراجع
http://news.bbc.co.uk/hi/arabic/sci_tech/newsid_6236000/6236547.stm
http://www.okaz.com.sa/24x7/articles/20131016/article4890.html
اعتمدت مصلحة السجون في سويسرا نظاما جديدا يتعلق بلون الجدران، وأصدرت قرارا بطلائها باللون الوردي، استنادا إلى آراء استشاريين في علم النفس، نصحوا بهذا اللون لما يحمله من تأثير إيجابي على حالة الإنسان النفسية. ولم يقتصر ذلك على السجون فحسب، بل قررت الشرطة أيضا طلاء زنانزين الحجز المؤقت باللون الوردي، فلاحظت أن الموقوفين المعروفين بعدوانيتهم أصبحوا أكثر هدوءا، حتى أن بعضهم كان يغط في سبات عميق.
ويصف علماء النفس اللون الوردي بأنه اللون الذي يرمز إلى السعادة الروحية،
كما يصنف ضمن فئة الألوان التي توحي بالرقة والضعف والأحاسيس المرهفة،
ولذلك يوصف بأنه لون البنات. أما في الثقافة الروسية فكان اللون الوردي
يرمز دائما إلى التفاؤل والأمل. ويذكر أن قوانين العديد من سجون العالم
تبدو مثيرة للاهتمام الذي لا يلبث أن يتحول إلى الإعجاب، فعلى سبيل المثال
ثمة قانون تعمل به السجون الفيدرالية البرازيلية، يسمح بتقليص مدة الحكم لـ
4 أيام مقابل قراءة كتاب واحد، وإن كان ذلك بشرط ألا يتجاوز مجموع هذه
الأيام شهرا ونصف في العام.
وسعيا من السجناء للتأكيد على أنهم قرؤوا الكتب، يبدي هؤلاء استعدادهم
للخضوع إلى اختبار إنشاء، يجيبون فيه على أسئلة ويكتبون ملخصا للكتب التي
قرؤوها. وفي البرازيل أيضا، وتحديدا في سانتا دو سابوكايا، قررت إدارة أحد
السجون تزويده بدرجات هوائية ثابتة، بحيث يسمح للسجناء بركوبها وتحريك
عجلاتها، علما أنها مرتبطة بمولدات كهربائية، بحيث يعود دوران العجلات
بفائدة التزويد بالكهرباء. لا تقتصر الفائدة على ذلك فحسب إذ إن المحكومين
بالسجن يمارسون الرياضة من خلال هذه العملية، ويقلصون أيام السجن بمعدل يوم
واحد مقابل 16 ساعة من الحركة.
تستعد إدارة سجن أمريكي لطلائه باللونين الوردي والبنفسجي بهدف تهدئة نزلائه والتخفيف من حالة التوتر والضغط النفسي التي يعيشونها.
جاءت الفكرة لتشارلز كوكس المسؤول عن السجناء لأن في اعتقاده أن هذه
الألوان تخفف من ميولهم العدائية وتجعلهم أكثر تعاونا مع الإدارة.
وقال كوكس الذي عرض الفكرة على مدير السجن دي ساندي: "خطرت لي الفكرة فجأة.. وعرضتها على ساندي الذي رحب بها، إن الهدف من طلاء السجن بهذه الألوان الفرحة ليس إهانة النزلاء بل تهدئتهم وجعل المكان أكثر قبولا لديهم".
وأشار ساندي الذي كان يراقب السجناء وهم يطلون الزنازين وقضبانها باللونين
الوردي والبنفسجي إلى إنها جميلة جدا، مضيفا "ظننت أن الفكرة التي عرضها
علي كوكس في البداية كانت مجرد.. دعابة".
المصدر:
صحيفة عكاظ.
صحيفة "مرور" البريطانية:
في عام 2006م قام سجن تكساس بإلباس السجناء لباسا من اللون الوردي حتى لا يعودون للسجن (أي حتى لا تكرر جرائمهم مرة أخرى ويتحلون بالهدوء).
In 2006 a Texas prison had their prisoners dressed in pink jumpsuits to stop inmates returning to jail.
وفي عام 1960 قام العالم الكستندر بتجربة تأثير اللون على الإنسان، فأجرى سلسلة من التجارب والدراسات على ردود فعل الناس من اللونين الوردي والأزرق، ووجد أن اللون الوردي خفض ضغط الدم وسرعة نبضات القلب.
ثم قام ثوراس عام 1979 بإعادة اختبار نظرية الكسندر وقال "لقد حققت نجاحا كبيرا"، ودفع ذلك النظم الجنائية لجعل السجون باللون الوردي، بما في ذلك مركز الأحداث في سان برناردينو بولاية كاليفورنيا.
المصدر:
استخدام الضوء الأزرق في العلاج:
أصدرت هيئة الغذاء والدواء الأمريكية موافقة على أن الضوء الأزرق يمكن استخدامه لعلاج حب الشباب، وكما هو أيضا يستخدم للأطفال حديثي الولادة المصابون باليرقان، وكذلك يستخدم على نطاق واسع لتخفيف الآلام.
المصدر:
http://www.dinshahcolortherapy.com/faqs
دراسة عن تأثير العلاج بالضوء اللوني:
تمت دراسة بتكليف من الجمعية الأمريكية للطب النفسي، ويقودها طبيب نفسي في جامعة نورث كارولينا في مدرسة تشابل هيل للطب، أن العلاج بالضوء يساعد في علاج اضطرابات المزاج، بما في ذلك اضطرابات العاطفية الموسمية التي تسمى اختصارا (SAD)، كما يساعد في علاج اضطرابات اكتئابية أخرى.
وتم نشر تقرير هذه الدراسة في المجلة الأمريكية للطب النفسي.
المصدر: مجلة الوخز اليوم:
http://www.acupuncturetoday.com/mpacms/at/article.php?id=31907
وفي الرابط عدة إثباتات على نجاح العلاج بالألوان الضوئية.
تأثير الألوان على الحوامل والأطفال والوزن والهرمونات والنواقل العصبية:
قال كارلتون واغنر، مدير معهد فاغنر لأبحاث اللون، في سانتا باربرا بولاية كاليفورنيا: لا تقوموا بطلاء غرف الحضانة باللون الأصفر، لأنه يؤثر على الدماغ سلبا فيسبب القلق، وبالتالي للبكاء، وكذلك في غرف البالغين فهو يؤدي لتعكر المزاج.
وأما لإنقاص الوزن فإن طلاء المطبخ الخاص بك باللون الأزرق أو تناول الطعام في غرفة زرقاء، وذلك لقضاء وقت أقل في تناول الطعام.
ويقول الباحثون: إن اللون الأزرق يكبح الشهية لدينا.
بحث تأثير الألوان على الأجنة، وعلى إفراز الهرمونات في الجسم مثل الأدرينالين والدوبامين، فاللون الأسود والأحمر والأزرق يزيد من إفراز هذه الهرمونات، بينما تنخفض مع اللون الأخضر، وأيضا تغير الألوان في مستويات النواقل العصبية بحسب اللون الذي يتعرض له الشخص، وبالتالي بحدث التغير في المزاج والسلوكيات:
http://www.ncbi.nlm.nih.gov/pmc/articles/PMC4764109/
يقول الباحثون: أن غرفة النوم هي غرفة مخصصة للاسترخاء، وبالتالي يجب تجنب الألوان الحارة مثل الأحمر والبرتقالي فيها، فإن وجود هذه الألوان ينشط الجهاز العصبي وبالتالي يحدث الأرق وصعوبة النوم، إلا إذا كان ضوءا أحمرا خفيفا فهو جيد، وأما الضوء الأزرق أثناء النوم فهو الأسوأ، والظلام الدامس هو الأفضل.
والبحث هنا – وقد شارك فيه البروفيسور راندي نيلسون - أستاذ علم الأعصاب وعلم النفس في جامعة ولاية أوهايو- واستخدموا فيه جهازا حساسا لشبكية العين:
وهنا بحث في تأثير اللون الأزرق في الليل من جامعة هارفارد:
http://www.health.harvard.edu/staying-healthy/blue-light-has-a-dark-side
وإحدى الأخوات كانت تعاني من بكاء طفلها في الليل مما يجعل نومها صعبا، فأوصاها مختص بوضع قماش بلون بنفسجي فاتح على الوسادة، وعندما فعلت ذلك لم يستغرق الأمر سوى خمس دقائق ليكون الطفل نائما.
بحث في تأثير درجات حرارة الألوان في النوم:
http://www.ncbi.nlm.nih.gov/pubmed/15840951
تأثير الألوان في التسويق والتجارة:
تم نشر دراسة عن تأثير الألوان في التسويق والمنتجات، ووجدت أنها قد تصل لنجاح المبيعات بنسبة 90%، حيث إن الألوان تؤثر سلبا أو إيجابا على المزاج، وبالتالي يترتب على ذلك قبول المنتج أو رفضه:
http://www.emeraldinsight.com/doi/abs/10.1108/00251740610673332
دراسة عن تأثير الألوان في العلامة التجارية:
http://mtq.sagepub.com/content/6/1/63
دراسة أخرى عن تأثير اللون الأحمر والأزرق في العلامة التجارية:
http://link.springer.com/article/10.1007%2Fs11747-010-0245-y
بحث تأثير الألوان على العلامة التجارية في الإعلانات:
http://japr.or.kr/journal/article.php?code=25770
دراسة في أهمية الألوان في التلفاز في تحريك العاطفة – منشور في موقع جامعة ديلاوير:
http://rsimons.psych.udel.edu/color3.htm
إضافة لما ذكرناه من الأبحاث والدراسات الأخرى فإليكم بعضا منها أيضا:
صفحة فيها الكثير من الأبحاث في علم نفس الألوان:
https://www.helpscout.net/blog/psychology-of-color/
في عام 2004 كلف الائتلاف من أجل البيئات، مراجعة نهائية من البحوث الحالية في استخدام الألوان في الرعاية الصحية، البحث كاملا هنا:
http://www.healthdesign.org/sites/default/files/color_in_hc_environ.pdf
وهو منقول من الصفحة التالية:
http://ebdjournal.com/blog/health/mythbusting-colour-therapy
بحث في جامعة فلوريدا عن تأثير الألوان في الغرف:
http://ufdc.ufl.edu/UFE0000857/00001
دراسة على تأثير اللون على الدماغ:
http://www.telegraph.co.uk/culture/art/10767459/Seeing-red-The-mind-bending-power-of-colour.html
دراسة تأثير الألوان على السلوك الإنساني:
http://www.sciencedirect.com/science/article/pii/S1877042812003746
أبحاث عدة قديمة وحديثة عن تأثير العلاج بالألوان على الأمراض النفسية والعضوية:
http://www.acupuncturejournal.com/AJASple3.html
أمثلة عن أجهزة العلاج بالألوان:
|
مصباح فيه عدة ألوان وذلك لتوجيهه على المكان المطلوب بحسب المرض والحالة والمكان. |
|
جهاز مصدر لألوان معينة يتم توجيهه على المكان المطلوب لعلاجه، وفي الصورة توجيه اللون الأحمر للرأس لعلاج مشاكل البشرة والصداع. |
مشابه للجهاز الأعلى ولكن بإصدار ضوء أقوى. |
ثبت علميا أن العلاج بالألوان هو سبب كوني (قدري) للعلاج:
يقول بعض المحرمين للعلاج بالألوان أو غيرها من العلاجات أن العلاج بالألوان ليست من الأسباب الشرعية أو القدرية في العلاج، فالقاعدة في ذلك أنه لا يجوز إثبات أو اعتقاد سبب لشيء ما إلا إذا ثبت أن الله تعالى قد جعله سببًا كونيًا أو شرعيًا, قال الشيخ محمد الصالح العثيمين في القول المفيد على كتاب التوحيد:
كل من أثبت سببًا لم يجعله الله سببًا شرعيًا ولا قدريًا، فقد جعل نفسه شريكًا مع الله، والناس في الأسباب طرفان ووسط:
الأول: من ينكر الأسباب، وهم كل من قال بنفي حكمة الله، كالجبرية، والأشعرية.
الثاني: من يغلو في إثبات الأسباب حتى يجعلوا ما ليس بسبب سببًا، وهؤلاء هم عامة الخرافيين من الصوفية ونحوهم.
الثالثة: من يؤمن بالأسباب وتأثيراتها، ولكنهم لا يثبتون من الأسباب إلا ما أثبته الله سبحانه ورسوله، سواء كان سببًا شرعيًا أو كونيًا.
ولا شك أن هؤلاء هم الذين آمنوا بالله إيمانًا حقيقيًا، وآمنوا بحكمته، حيث ربطوا الأسباب بمسبباتها، والعلل بمعلولاتها، وهذا من تمام الحكمة.اهـ
وعلى ذلك, لم يعد العلاج بالألوان من الأوهام والظنون بعد اليوم، وقد ثبت عليما بالأدلة والبراهين السابقة وجوده ونفعه، فهل سيتراجع المحرمون بعد هذا الكتيب عن تحريمهم؟!
تحريم ما أحل الله في المجال الدنيوي والعلاجي:
اطلع على هذا الفصل ووافق عليه: الشيخ/ عبد العزيز الطريفي – حفظه الله بتاريخ 12 جمادى الأولى 1437 هـ.
وكذلك الأستاذ الدكتور/ عبد الله آل سيف - أستاذ الفقه بجامعة الإمام وعضو الجمعية الفقهية السعودية.
الجرأة على تحليل ما حرم الله تعتبر تعد وظلم عظيم، وإذا كان في قطعيات الدين وضرورياته فهو تشريع من دون الله وهو نوع أعده العلماء كفرا، وقدْ ذَكَرَ الإمامُ الشَّاطِبي أنَّ هذا مِنَ الاعتداءِ[1] لقولِ اللهِ تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تُحَرِّمُواْ طَيِّبَاتِ مَا أَحَلَّ اللّهُ لَكُمْ وَلاَ تَعْتَدُواْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ} [المائدة: 87]، كماَ أنَّهُ مِنَ الافتراءِ لقولِهِ تعالى {وحرموا ما رزقهم الله افتراء على الله} [الأنعام: 140]، ورُوِيَ عَنْ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وَفِي عُنُقِي صَلِيبٌ مِنْ ذَهَبٍ، فَقَالَ-صلى الله عليه وسلم-: (يَا عَدِيُّ اطْرَحْ هَذَا الْوَثَنَ مِنْ عُنُقِكَ)، فَطَرَحْتُهُ، فَانْتَهَيْتُ إِلَيْهِ وَهُوَ يَقْرَأُ سُورَةَ بَرَاءَةَ، فَقَرَأَ هَذِهِ الْآيَةَ {اتَّخَذُواْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِّن دُونِ اللّهِ} [التوبة: ٣١] حَتَّى فَرَغَ مِنْهَا، فَقُلْتُ: إنَّا لَسْنَا نَعْبُدُهُمْ، فَقَالَ-صلى الله عليه وسلم-: (أَلَيْسَ يُحَرِّمُونَ مَا أَحَلَّ اللهُ فَتُحَرِّمُونُهُ، ويُحِلُّونَ مَا حَرَّمَ اللهُ فَتَسْتَحِلُّونَهُ؟) قُلْتُ: بَلَى، قَالَ-صلى الله عليه وسلم-: (فَتِلْكَ عِبَادَتُهُمْ)[2].
فمسألةُ التَّحريمِ شيءٌ صَعبٌ عظيم، تَلحَقُهُ مَسْؤُولِيَّةٌ كبيرةٌ فيِ الدُّنيا والآخِرة، وَلأِنَّ الإِفتاءَ بيانٌ لحُكْمِ اللهِ في مَسألةٍ مُعيَّنة، فإنَّ الذي يُفتي مِنْ غَيرِ عِلْمٍ يُؤَهِّلُهُ يُعتَبرُ ممنْ تجَرَّأَ وكَذَب علىَ اللهِ تعالى، وكذلكَ يُعتَبرُ مُغوِياً وَمُضِلاًّ لِمَن اتَّبعُوه، وأمَّا الفقيهُ المجتهدُ فلا يمُكِنُهُ الإفتاءُ بشيءٍ حتىَّ يَعلمَ المسألةَ بالتَّفصيل، فالحُكْمُ علىَ الشيءِ فَرْعٌ عَنْ تَصَوُّرِه، أيْ لا بُدَّ مِنْ تَصَوُّرِ المسألةِ بالكامِلِ حتىَّ يتسنىَّ الحُكْمُ عَليها، وبعدَ ذلكَ فإنَّ المجتهدَ المخطِئَ لهُ أَجْر واحِد، والمجتهدُ المصيبُ لهُ أجران، قال الشيخ ابن عثيمين رحمهُ الله: (فتحريمُ ما أحَلَّ اللهُ لاَ يَنْقُصُ درجةً في الإثمِ عَن تحليلِ ما حرَّم الله، وكثيرٌ مِنْ ذَوي الغيرةِ مِنَ النَّاس؛ تجدُهم يميلون إلى تحريمِ ما أحلَّ اللهُ أكثرَ مِنْ تحليلِ الحرام، بِعكسِ المتهاونين، وكِلاهمُا خطأ، ومع ذلك؛ فإنَّ تحليلَ الحرامِ فيماَ الأصل فيهِ الحِلُّ أهونُ مِنْ تحريمِ الحلال؛ لأنَّ تحليلَ الحرامِ إذاَ لمْ يَتبيَّن تحريمُه فهو مَبنيٌّ علىَ الأَصل وهوَ الحِل، ورحمةُ اللهِ سبحانهُ سبقت غضبه؛ فَلا يمكِنُ أنْ نحرِّم إلاَّ ما تَبيَّنَ تحريمُه، ولأنَّه أضيقُ وأشَدّ، والأصلُ أنْ تبقىَ الأمورُ علىَ الحلِّ والسَّعةِ حتىَّ يَتبيَّنَ التَّحريم. أماَّ فيِ العباداتِ فَيُشدَّدُ؛ لأنَّ الأصلَ المنعُ والتَّحريمُ حتى يُبيِّنَهُ الشَّرع)[3].
ولقد انتشرَ في زمانِنا تحريم البعض للمذاهبِ والطرق الطِبِّيِّةِ الأُخرى المختلفة المنتشرةِ على وجهِ الكُرةِ الأرضِيَّة، والمذاهبُ الطِّبِّيةُ الموجودةُ كثيرة، منها ماَ يتعلَّق بالأدْويَةِ كالطِّبِّ اليُوناني والصيني والهندي والعِلاجُ بالمثل (هوميوباتيك)، ومنهاَ ماَ يتعلَّقُ بالسُّلوكِ والنَّفس كَخَطِّ الزَّمنِ والبرمجةِ اللُّغويَّةِ العصبيَّة، ومنهاَ ما يتعلَّقُ بالطَّاقةِ والموجات كالعلاج بالمغناطيس والإبرِ الصِّينيَّة والعِلاجِ بالضَّغطِ والمسَاجِ والأَلوان، ومنهاَ ما هو متعلَّقٌ بتمارِينَ رياضِيَّةٍ وعقلِيَّة، وكلَّ يومٍ تَتفتَّحُ عُيُونُنا أكثرُ فنكتشِفُ عِنْدَ البَشرِ مَذهباً طِبَّياًّ جديداً لم نَكُنْ نَعرِفُه.
وبعض ممن هؤلاء الذين يحرِّمون ليسوا بعلماء مجتهدِين، بل بعضهم لمْ يُصنَّف أنه ممن يحِقُّ لهُ الإفتاء، ولَيسَ ذلكَ مِنْ تخصُّصاتهِم، وتراهُم يُفتُونَ في كثيرٍ مِنَ الأشياءِ بِلا علمٍ ولا أهَلِّيَّةٍ ولا أحَقِّيَّة، ومن حرَّمَ ذلك من العلماء المجتهدين تجد أنهم لم يطَّلعوا على ما حرَّموه بشكل مفصَّل، بل حكموا عليه كما عُرِضَ عليهم من بعض الأعوان أو المستفتين بركائز غير صحيحة عن هذا العلم.
فلا يجوزُ لأحدٍ أنْ يحرِّمَ أيَّ مذهبٍ أو طريقةٍ حتىَّ يكونَ فقيهاً مجتَهِداً ويعلَمَ بالتَّمامِ والكَمالِ ماهِيَّة هذهِ الطَّرِيقة بِالتَّأصيلِ والتَّفصيل، لا بمجرَّدِ السَّماعِ أو أَخذِ فِكْرة، وَمَنْ أرادَ مِنَ الفُقَهاءِ المجتهدِينَ أنْ يحكُمَ بِشَيْءٍ علىَ هذهِ الطُّرُقِ فعليهِ أنْ يَعمَدَ إلىَ كُتُبِ المسلمينَ التي تَشرَحُ هذهِ الطَّريقة، ثمَّ يُعلِّقُ على ما وَرَدَ فيها بالتَّحريمِ والسَّبَبِ الشَّرعي لِلتَّحريم إن كان يرى حرمتها، أوْ عليه أنْ يحضرَ الجلساتِ العِلاجيَّة بِنفْسِهِ لدى من يُمارسُها من المسلمين؛ ثم يُفتي هُناكَ بماَ هُوَ حرامٌ ولماذا.
أماَّ ماَ يتقوله غيرُ الفُقهاءِ المجتهدينَ فهذا إَفكٌ وافتِراءٌ واعتِداءٌ على اللهِ سبحانهُ وتعالى وعلى دينِه. والمتأمِّلُ لحالِ هؤلاءِ المحرِّمين يَجِدُ عِندَهُم من أسباب تحريمِ المذاهب الطبية الأخرى ما يلي:
1)- أنهَّم وَجدُوا شيئاً جديداً علَيهم ولمْ تَتَقبَّلهُ عُقولهُم بأنَّ هذا قَدْ يكونُ عِلاجاً أو سبباً كونيا للعلاج، فَلأِنَّ عُقولهَم لمْ تَقبلْهُ حرَّمُوهُ شَرعاً، وعقولنا ليست بمعيار، فكم من أشياء استنكرتها عقول أجدادنا غدت الآن حقائق علمية واضحة. فمثلاً مسارات الطاقة الحيوية في جسم الإنسان والتي يعتمد عليها نظام الإبر الصينية منذ آلاف السنين (6000 سنة)، لم تُثبت حقيقتها إلا في القرن الماضي بعد اختراع جهاز قياس فارق الجهد الكهربائي واستعماله على الجسم، وبعد عمل تجربة حقن مواد إشعاعية في نقاط الطاقة وتصويرها فوجد الباحثون الأطباء أنها موجودة فعلا مثلما هي موجودة في الطب الصيني.
2)- بعضهم قد يتقبلون الفكرة الجديدة عليهم، لكنهم يدَّعون أنه لم يثبت لديهم بالتجربة أن هذه أسباب كونية للعلاج فيُحرِّمونها، وفي الحقيقة هذا سببه أنهم هم لم يجروا عليها أبحاثاً كافية، وبدلاً من طلبهم البحث والإثبات فإنهم يسارعون إلى الإنكار والتحريم.
3)- أنَّه مخالِفٌ للمذْهَبِ الطَّبي السَّائدِ والمعمولِ بهِ لديهِم ألاَ وهوَ الطَّبُّ الغَربي أو ماَ يُسمَّى بالطِّبِّ الحديث، فيرون أن الطب الحديث حجة على ما سواه، وكل شيء ينكره المنتسبون للطب الحديث فلا يقبلون به، وهذا كلام لا يُقبل شرعاً ولا عقلاً، فالطب الحديث خصمٌ للمذاهب الطبية الأخرى، فكيف يكون أيضاً حَكَماً وقاضياً، بل يجب إلى الاستماع لجميع الأطباء العدول من جميع المذاهب الطبية والاطلاع على تجاربهم وحججهم للفصل والحكم بينها.
4)- وتحجَّجَ بعضهم أن أصل هذه المذاهب الطبية مبني على عقائد فاسدة، وما بُني على باطل فهو باطل، والجواب على ذلك من وجهين:
الوجه الأول: نقول كيف عرفتم أنَّ هذه المذاهب الطبية أصولها عقائد فاسدة؟ لا يوجد غير جواب واحد، وهو أنهم رجعوا إلى بعض المراجع لهذه المذاهب والتي ألَّفها وثنيون فوجدوا أنَّ بعضهم ذكر أنَّ أصول هذه المذاهب وثنية، وبناءً على كلام هذا الوثني الذي ألَّف المرجع؛ بنى المنكِرُ حكمه أنَّ هذا المذهب الطبي أصله وثني، لكن هل هذه الطريقة صحيحة في الإفتاء؟ هل كلام هؤلاء الوثنيين أمر يقيني تُبنى عليه الأحكام الشرعية؟ رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرنا أن لا نصدِّق الإسرائيليات ولا نكذبها[4]، ولذا لا يجوز لنا بناء أي حكم شرعي على ما نقرأه من الإسرائيليات، فكيف بمن يصدق كلام الوثنيين ويبني على ذلك أحكاماً شرعية؟ هذا والله أشنع وأشد جرما من تصديق الإسرائيليات. إنَّ ما نقرأه من أصول عقائدية لهذه العلوم والمذاهب الطبية ليس من الشرط أنْ يكون هذا هو أصلها فعلاً، فقد يكون لها أصل صحيح غير مرتبط بعقائدهم لكنَّه حُرِّف مع الزمن، مثل ما حدث مع التوراة والإنجيل، أصلهما وحي من الله وكلامه، ثم تم تحريفهما من قِبل البشر، فهل يدل تحريفهما على أنَّ كُلَّ شيء فيهما باطل وأنَّ أصلهما فاسد والعياذ بالله تعالى ربي سبحانه وتقدَّس وتنزّه سبحانه عن هذا القول؟ بل إنَّ القرآن تم تأويله بمعانٍ وتفسيراتٍ فاسدة وشركية من قِبَل بعض الفرق الضالَّة؛ فهل يعني ذلك الطعن في صحة القرآن حاشاه كلام ربي عن أي نقص أو طعن، فلا يمكِنُ التسليم بتاتاً بأن هذه المذاهب الطبية المختلفة أصلها فاسد أو أنَّ مصدرها عقائد باطلة.
الوجه الثاني: لو افترضنا صحة كلامهم بأنَّهم استقوا هذه العلوم والمعارف من شياطين وعبادات شركية ووثنية، ففساد المصدر ليس من الشرط أن يكون مؤدياً إلى فساد المعلومة، بل إنَّ الشيطان لعنه الله لما علَّم أبا هريرة رضي الله عنه قال له: (دَعْنِي أُعَلِّمْكَ كَلِمَاتٍ يَنْفَعُكَ اللهُ بِهَا)، فقال أبو هريرة رضي الله عنه: (مَا هُوَ؟)، قَالَ الشيطان: إِذَا أَوَيْتَ إِلَى فِرَاشِكَ، فَاقْرَأْ آيَةَ الكُرْسِيِّ: {الله لا إله إلا هو الحي القيوم...} [البقرة: ٢٥٥]، حَتَّى تَخْتِمَ الآيَةَ، فَإِنَّكَ لَنْ يَزَالَ عَلَيْكَ مِنَ اللهِ حَافِظٌ، وَلاَ يَقْرَبَنَّكَ شَيْطَانٌ حَتَّى تُصْبِحَ)؛ فإنَّ الرَّسول صلى الله عليه وسلم لم يستنكر هذه المعلومة وصدَّها لأنَّ مصدرها الشيطان، ومعلوم أنَّ الشيطان عدو مبين لبني آدم، كما أنه حريص على إغواء الإنسان وإيقاعه في حبائله، وتزيين البدع والمنكرات للمؤمنين، بالرغم من كل ذلك فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يستنكر المعلومة لأنها في أصلها صحيحة، ولذلك أقرَّها صلى الله عليه وسلم وقال لأبي هريرة رضي الله عنه (أَمَا إِنَّهُ قَدْ صَدَقَكَ وَهُوَ كَذُوبٌ)[5]، فالأصل في العبادات إقرارها من قِبلِ الرسول صلى الله عليه وسلم، والأصل في العلوم الدنيوية ثبوتها عن طريق التجربة المنضبطة بالشرع مهما كان مصدرها، والناظر في التاريخ يرى أن علماء المسلمين قد أخذوا بعض العلوم الدنيوية المفيدة وطوروها رغم قراءتهم أن أصلها يشوبه كفر وفساد، فالطب اليوناني يُقالُ أنَّه يعود إلى آلهة الإغريق مثل أبوللو (يُدعى بإله الشفاء) وابنه اسكلِبْيوس (يُدعى بإله الدواء)، لكن هذه الادعاءات لم تمنع المسلمين من تعلُّم الطب اليوناني بعدما اكتشوا أنَّه عبارة عن حقائق علمية ثبتت عن طريق التطبيق، وأصبح العالم الإسلامي لأكثر من ألف سنة معتمداً على نظرياته في علاج البشرية (وقد تحدث عنه ابن القيم رحمه الله في زاد المعاد وغيره) حتى ظهور الاستعمار والطب الحديث. بل إنك لو تمعنت النظر إلى علامة الثعبان والكأس الموجود على الصيدليات والأدوية الآن لعلمت أن الطب الغربي لم يخلُ كذلك من عقائد وأصول فاسدة، فهذه العصا يقال إنها لأسكِلِبْيُوس إله الدواء عند الإغريق، والجناحان رمز للطيران لأنهم كانوا يعتقدون أنَّ اسكلبيوس مراسل بين آلهة السماء وبين البشر. كذلك لو طبقنا قاعدة ما بني على باطل فهو باطل على الطب الغربي الحديث لبطل تماماً بالكامل لعلمنا يقينا أنه قائم على إنكار أشياء مسلَّمة عُرِفت بالتواتر عبر التاريخ البشري؛ وثبتت لدى الكثير بالتجربة والبرهان لكنَّ أجهزة الطب الغربي لم تستطع اكتشافها فأنكرها، والصواب أنَّ كلَّ ما تثبتُ فائدته سواء من طبٍّ قديم أو حديث نأخذه ونعمل به، وما يثبت خطؤه نرده ونتجاهله.
5)- زعم بعض المحرِّمين أنَّ هذه العلوم الطبية تبحث في الغيبيات، وهذا لا يجوز، فنقول لهم عرِّفوا لنا ما هي هذه الغيبيات شرعاً، ثم اشرحوا لنا كيف أنَّ هذه العلوم الطبية تبحث في هذه الغيبيات، أنا لم أجد في المذاهب الطبية المتفرِّقة التي قرأت عنها ما يبحث في أي شيء غيبي، بل كلها أمور ملموسة محسوسة، عَلِمَها البعض وجهلها آخرون، ويمكن تعليمها لأي شخص يريد ذلك، بل ويمكن صناعة أجهزة حديثة للقياس بأنظمة وطرق المذاهب الطبية الأخرى.
6)- ذهب آخرون إلى أنَّ كل هذه العلوم الأخرى مجرد تخيلات وخداع من الجن والشياطين، يعني فقط أوهام وخرافات ولذا حرَّموها، فنقول لهم على ما بنيتم قولكم هذا؟ هل هناك تجارب أكَّدت لكم ذلك أم مجرد أوهام وتخيلات منكم أنتم؟ ثم لماذا لم تقولوا مثلا أنَّ مهدَّئات الآلام الموجودة في الصيدليات عبارة عن تلبيس من الجن وإيحاء وليس بتخدير فعلي كما تزعمون مع العلوم الأخرى؟ ما هي معاييركم للتفريق بين تخييل الشيطان وخدعه وأوهامه وبين الحقائق العلمية والأسباب الكونية؟ وضِّحوا لنا هذه المعايير ثم لنطبقها على الطب الحديث وعلى جميع المذاهب الطبية الأخرى.
7)- وجد بعض المحرِّمين بعض الأخطاء العقدية أو الشرعية في المذاهب الطبية الأخرى، وبدلاً من إيضاح هذا الخطأ فإنه قام بتحريم وتجريم هذه العلوم كاملة، وهذا لا يُعقل ولا يجوز، الطب الحديث لم يخل من أخطاء عقدية أو شرعية، لكن لم يجز لنا تحريمه بالكامل، فهناك من يعتقد الشفاء في بعض الأطباء، أو في بعض الأدوية، وهذا شرك بالله لأن الله تعالى هو الشافي والأطباء والأدوية مجرد أسباب علاجية، لكننا هنا نحرِّمُ هذا الخطأ العقدي وحده ولا نحرِّم الطب الحديث كله، المستشفيات في العالم مختلطة باختلاط غير جائز شرعا بين الرجال والنساء، وأصبح الأطباء الرجال يكشفون على المرضى النساء ويلمسونهم بلا ضرورة، وكذلك أصبح الطبيبات يكشفن على المرضى الرجال ويلمسونهم بلا ضرورة، وكثير من الأطباء يختلون بممرضتهم خلوة غير شرعية، فهل هذه الأخطاء الشرعية تسوِّغُ لنا تحريم الطب الحديث كله، أم تجعلنا نطالب الأطباء بتجنب هذه الأخطاء الشرعية فقط بلا تحريم لكامل العلم والطريقة؟ نفس الشيء يُقال عن المذاهب الأخرى، فيجب تحديد الخطأ العقدي أو الفقهي وتجنبه، وليس تحريم كامل المذهب الطبي.
8)- يقول المحرمون أيضا بأن العلم لم يثبت هذا الأمر: ونقول أن العلم لم يصل إلى ذروته حتى الآن ليثبت كل شيء، فالعين والحسد والمس والسحر لم يستطع العلم حتى الآن تشخيص هذه الحالات الكثيرة! ولكن هناك طرق يعرفها المتخصصون بالرقية وفي هذا المجال فيستطيعون بإذن الله معرفة الأعراض والرؤى وغيرها فيعرفون التشخيص، وكذلك علم الطبائع والأمزجة لا يوجد حتى الآن جهاز يكشف الأمراض وطبيعة الإنسان مثل الخبراء في هذا الطب الذين يستخدمون أصابع أيديهم في ساعد المريض لمعرفة جميع أمراضه وعلله وطبعه! فحتى الآن لم يستطع الإنسان اختراع هذا الجهاز الذي يشخص التشخيص الدقيق أو يعرف طبعه ومزاجه (وهو علم الطب العربي أو الطب اليوناني) مثل أصابع الإنسان الخبير! فلم يصل العلم إلى ذروته للحكم على الأمور بشكل يقيني، بل هناك تجارب يُبنى عليها وقد لا يُعرف لها الدليل العلمي، فكل ما ثبت (بعلم أو بتجربة) فهي معتبرة ما لم تخالف شريعتنا الإسلامية.
الطب الحديث يقتل أكثر مما يعالج!
أعلنت وزيرة الصحة الأميركية دونا شلالا أن حوالي 98 ألف شخص يُتَوفَّون
سنويًّا في الولايات المتحدة نتيجة الأخطاء الطبية التي تعتبر ثامن سبب
للوفيات فيها.
وقالت شلالا خلال ندوة منعقدة في جنيف في إطار الجمعية الصحية العالمية،
أعلى هيئة في منظمة الصحة العالمية، إن "صانعي السيارات لا يسمحون بهذه
النسبة من الأخطاء الطبية التي نرتكبها"، وأضافت "يجب أن تشكل هذه القضية
وسيلة لتحسين مستوى العناية الصحية عمومًا" موضحة أن الولايات المتحدة بدأت
بتطبيق خطة هدفها تحسين العناية الصحية لتقلل الأخطاء الطبية التي يمكن أن
تشمل حالات لمرضى أعطوا أدوية غير مواتية، ويفيد تقرير لمعهد الطب أن أقل
التقديرات الخاصة بالأخطاء الطبية تفوق معدلات الوفيات السنوية بسرطان
الثدي أو الإيدز في الولايات المتحدة.
وقال مدير الوكالة الأميركية للأبحاث وتحسين الرعاية الصحية جون ايزنبرغ:
"إنه بالرغم من أن الولايات المتحدة تقدم أفضل عناية صحية في العالم، فإن مستوى الأخطاء الطبية فيها مرتفع بصورة غير مقبولة بتاتًا".
وقالت شلالا إن بلادها مستعدة للتعاون عبر منظمة الصحة العالمية مع الدول الأخرى الراغبة في تقليل الأخطاء الطبية. جنيف-(اف ب) 19 مايو 2000 م.
كما أن الطب الحديث يفشل في علاج أكثر الحالات لأنه يركز على العرض وليس أصل المرض، بل ويعتبر الإنسان كالآلة فيقسمه إلى أقسام وتخصص مثل (تخصص العظام) (تخصص التنفس) (تخسس الكلى) (تخصص التناسلية) (تخصص الأعصاب)، بل حتى وصل إليهم التقسيم في التخصص الواحد فنجد (تخصص عظام القدم) و(تخصص عظام الحوض) و(تخصص عظام الكتف)، بينما نجد الطب القديم عند الصينيين والهنود والعرب يركزون على أصل هذه الأمراض، بل هم من يطبقون حديث النبي صلى الله عليه وسلم "إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى " رواه مسلم، ويشخصون الأمراض كلها عن طريق النبض في الساعد عن طريق أصابع الطبيب (أو ما يسمى الحكيم)، وقد عجز العلم الحديث عن اختراع جهاز مثل أصابع الإنسان يشخص الأمراض مثل أهل الخبرة، ولذلك تفوق الطب القديم في التشخيص والعلاج، وقد عجز الطب الحديث عن تفسير أغلب الحالات والأمراض خاصة المزمنة، وحتى علاجهم يكون عبارة عن مسكنات فقط وليس علاجا نهائيا، حتى الأشياء البسيطة المنتشرة لم يجدوا لها حلا جذريا، وسأضرب مثالين فقط على ذلك: الأرق، سرعة القذف، وإذا زعمتم أن بعض رواد الطب الأصيل الشرقي أصيبوا بحالات نفسية فالسؤال: وأصحاب الطب الغربي كم حالة سببت لهم الموت؟! وحتى لو تم التشخيص فإنه – في الغالب – لا يوجد علاج!
سأضرب مثالا واحدا فقط عن التضارب العلمي بين الطب الشرقي القديم والأصيل وبين الطب الحديث، وهو في مرض "الروماتويد"، فالغرب والطب الحديث يقولون أن هذا المرض يجعل جهاز المناعة يهاجم بعضه وبالتالي لابد من أن نضعف جهاز المناعة حتى لا يهاجم بعضه، فيعطون دواء الكورتيزون (الضار الذي يضر جدا بالكبد والكلى وغيرها) لتثبيط جهاز المناعة، وبالتالي تكون من الأعراض الجانبية لهذا (العلاج بزعمهم) الممرض أن يضعف جهاز المناعة وبالتالي يصاب الإنسان بالأمراض بسهولة.
وأما في الطب الشرقي الأصيل فيقولون بأننا لو قمنا بتقوية جهاز المناعة فإن ذلك سيجعل هذا الجهاز يدرك الصواب فيعود لطبيعته! (لاحظوا الفرق في الفهم)، فيعطون المريض أغذية لتقوية جهاز المناعة مع الحجامة والإبر الصينية ونحوها، وفي خلال أسابيع فقط يشعر المريض بتحسن ملحوظ، وبعض عدة أشهر تصل (3 -6) أشهر يكون قد شفي بإذن الله تماما!
وقد قامت الدكتورة صهباء (مصرية) بدراسة نالت عليها درجة الماجستير حيث قامت بتقسيم مجموعة من مرضى الروماتويد إلى قسمين، فأعطت القسم الأول العلاج بالحجامة، والثاني تركتهم على علاج الكورتيوزن والعلاج التقليدي الغربي، وكانت النتيجة أن مرضى الروماتويد الذين أجروا الحجامة بشكل دوري قد تحسن وضعهم وقلت نسبة المرض فيهم بشكل كبير.
لهذا فإن الطب الغربي ليس معتبرا بالشكل الكامل، بل إنه يرفض الكثير من الأبحاث التي تقدم له في فوائد بعض الأغذية والأعشاب حتى لا يخسر سوقه كما فعل أحدهم في التوصل لعلاج مرض معين عن طريق منتجات سم النحل وكانت النتيجة تفوق (70 %) فرفض الطب الغربي الاعتراف بها.
فأقول أن الطب الأصيل والقديم هو الأصل، فقد كانت عندهم طرقا للتشخيص والعلاج منذ آلاف السنين ولم يتم اكتشاف هذه الفوائد حتى القرن الماضي أو في هذا القرن! بل بعض الطرق التشخيصية والعلاجية لم يستطيعوا إثباتها حتى هذا اليوم!
شاهدٌ من خبراء الطب الحديث: الدكتور أحمد شفيق جراح الجهاز الهضمي العالمي المصري الذي قام بأكثر من (1000) بحث علمي في المجال الطبي، وأشرف على أكثر من (100) رسالة دكتوراه، وتوفي 4 / 11 / 2007م، قال في كلمة مأثورة:
"إن 95% من أمراض الإنسان غير معروفة أسبابها، ولا نعرف لها علاجًا، ولقد وجدنا من خلال الأبحاث أن الخلايا تتقبل المواد الكيميائية الطبيعية المُستخلصة من النباتات والأعشاب، بينما تصاب بحالة من الجنون وفقد الاتزان عندما نعطيها نفس المواد الكيميائية المُخلقة وبنفس المقادير!".
أضرب هنا مثالا، فقد ألف خبير فقه اللغة الدكتور عبد الصبور شاهين كتابا عن أصل الخلق واستشهد ببعض الكتب المتكلمة في أصل الخلق، فرد عليه الدكتور زغلول النجار: "لم تحسن اختيار الكتب والمصادر، ولا تستطيع أن تحكم فيها بين الصواب والخطأ، وموضوع لا تستطيع أن تحكم فيه فلماذا تدخل فيه؟ لقد خضت أرضا ليست بأرضك! ودخلت تخصصا ليس من تخصصك!"، والدكتور المتخصص في اللغة لا يرد على الأسئلة إلا بقوله "هذا رأيي وفهمي" أو "هذه كتبكم وما نقلته منها"!!
فإذا كنت أخي الكريم لست من أهل هذه العلوم فاتركها لغيرك أو خذها مباشرة من المتخصصين الثقات المسلمين، ولا تعتمد على الكتب التي لا تعرف منهجها هل هي صحيحة أو خاطئة وأنت لا تستطيع أن تحكم فيها، "فمن كان معلمه كتابه؛ كان خطؤه أكثر من صوابه".
وأرجو ألا تستعجل الحكم على العلوم القديمة أو الحديثة، والعبرة ليست في الأصل في هذه العلوم، فأكثر العلوم الحديثة – وخاصة الطب والتقنية - قادمة من المشركين في الغرب، فلماذا لا تُنكر؟
والعنب والتفاح طيب حلال، وإذا تخمر صار حراما، ثم إذا تخلل صار حلالا طيبا، فإذا كانت العبرة بالأصل فلماذا يكون الخمر حراما وأصله حلالا؟
ولماذا الجيلاتين الحيواني والذي يكون من عظام الحيوانات أو شحوم الخنزير – أكرمكم الله - والمستخدمة في صناعة الكبسولات الدوائية حلالا؟ وهو قرار مجمع الفقه الإسلامي بجواز استخدامه في الكبسولات الدوائية وتناوله رغم أن أصله حراما قذرا؟!
والرقية في الجاهلية كانت فيها شركيات ولم يأمر النبي صلى الله عليه وسلم بتركها كلها، بل أمر بحذف الشرك الذي فيها فقط.
أيها المحرّمون بلا علم ولا اطلاع صحيح: ابتعدوا عما لا شأن لكم فيه، وابتعدوا عن غير تخصصكم، واتركوا العلم لأهله، وإياكم والإرهاب الفكري بأن تجعلوا كل شيء حراما وأن أصل أي شيء من الشرق أو الغرب حراما! وابتعدوا عن التصحّر الفقهي والعلمي.. فقد أضحكتم عليكم المتعلمون، وجعلتم كتاباتكم دليلا واضحا على جهلكم، فاحذروا أن تحرموا ما أحل الله.
- موقع الأستاذ/ عبد الدائم الحكيل – الباحث في الأعجاز العلمي في القرآن والسنة:
· روابط الأبحاث والدراسات التي تم الإشارة إليها في صفحات الكتاب.
[1]- الاعتصام للشاطبي، الباب الخامس في أحكام البدع الحقيقية والإضافية والفرق بينهما، فصل تحريم ما أحل الله من الطيبات تدينا أو شبه التدين.
[2]- حسنه الألباني في السلسلة الصحيحة – حديث رقم 3293.
[3]- القول المفيد على كتاب التوحيد لابن عثيمين، شرح باب من أطاع العلماء والأمراء في تحريم ما أحل الله أو تحليل ما حرمه فقد اتخذهم أربابا.
[4]- عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: كان أهل الكتاب يقرؤون التوراة بالعبرانية، ويفسرونها بالعربية لأهل الإسلام، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا تصدقوا أهل الكتاب ولا تكذبوهم، وقولوا: {آمنا بالله وما أنزل إلينا} [البقرة: 136] الآية)، صحيح البخاري، كتاب تفسير القرآن، باب {قولوا آمنا بالله وما أنزل إلينا} [البقرة: 136].
[5]- صحيح البخاري، كتاب الوكالة، باب إذا وكل رجلا، فترك الوكيل شيئا فأجازه الموكل فهو جائز، وإن أقرضه إلى أجل مسمى جاز. والحديث بالكامل عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، قَالَ: وَكَّلَنِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِحِفْظِ زَكَاةِ رَمَضَانَ، فَأَتَانِي آتٍ فَجَعَلَ يَحْثُو مِنَ الطَّعَامِ فَأَخَذْتُهُ، وَقُلْتُ: واللهِ لَأَرْفَعَنَّكَ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلة الله عليه وسلم، قَالَ: إِنِّي مُحْتَاجٌ، وَعَلَيَّ عِيَالٌ وَلِي حَاجَةٌ شَدِيدَةٌ، قَالَ: فَخَلَّيْتُ عَنْهُ، فَأَصْبَحْتُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: (يَا أَبَا هُرَيْرَةَ، مَا فَعَلَ أَسِيرُكَ البَارِحَةَ)، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، شَكَا حَاجَةً شَدِيدَةً وَعِيَالًا، فَرَحِمْتُهُ فَخَلَّيْتُ سَبِيلَهُ، قَالَ-صلى الله عليه وسلم-: (أَمَا إِنَّهُ قَدْ كَذَبَكَ، وَسَيَعُودُ)، فَعَرَفْتُ أَنَّهُ سَيَعُودُ، لِقَوْلِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِنَّهُ سَيَعُودُ، فَرَصَدْتُهُ، فَجَاءَ يَحْثُو مِنَ الطَّعَامِ، فَأَخَذْتُهُ، فَقُلْتُ: لَأَرْفَعَنَّكَ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: دَعْنِي فَإِنِّي مُحْتَاجٌ وَعَلَيَّ عِيَالٌ، لاَ أَعُودُ، فَرَحِمْتُهُ فَخَلَّيْتُ سَبِيلَهُ، فَأَصْبَحْتُ، فَقَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (يَا أَبَا هُرَيْرَةَ، مَا فَعَلَ أَسِيرُكَ)، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ شَكَا حَاجَةً شَدِيدَةً وَعِيَالًا، فَرَحِمْتُهُ فَخَلَّيْتُ سَبِيلَهُ، قَالَ صلى الله عليه وسلم--: (أَمَا إِنَّهُ قَدْ كَذَبَكَ وَسَيَعُودُ)، فَرَصَدْتُهُ الثَّالِثَةَ، فَجَاءَ يَحْثُو مِنَ الطَّعَامِ، فَأَخَذْتُهُ، فَقُلْتُ: لَأَرْفَعَنَّكَ إِلَى رَسُولِ اللهِ، وَهَذَا آخِرُ ثَلاَثِ مَرَّاتٍ، أَنَّكَ تَزْعُمُ لاَ تَعُودُ، ثُمَّ تَعُودُ، قَالَ: دَعْنِي أُعَلِّمْكَ كَلِمَاتٍ يَنْفَعُكَ اللهُ بِهَا، قُلْتُ: مَا هُوَ؟ قَالَ: إِذَا أَوَيْتَ إِلَى فِرَاشِكَ، فَاقْرَأْ آيَةَ الكُرْسِيِّ: {الله لا إله إلا هو الحي القيوم} [البقرة: ٢٥٥]، حَتَّى تَخْتِمَ الآيَةَ، فَإِنَّكَ لَنْ يَزَالَ عَلَيْكَ مِنَ اللهِ حَافِظٌ، وَلاَ يَقْرَبَنَّكَ شَيْطَانٌ حَتَّى تُصْبِحَ، فَخَلَّيْتُ سَبِيلَهُ، فَأَصْبَحْتُ فَقَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (مَا فَعَلَ أَسِيرُكَ البَارِحَةَ)، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، زَعَمَ أَنَّهُ يُعَلِّمُنِي كَلِمَاتٍ يَنْفَعُنِي اللهُ بِهَا، فَخَلَّيْتُ سَبِيلَهُ، قَالَ-صلى الله عليه وسلم-: (مَا هِيَ؟)، قُلْتُ: قَالَ لِي: إِذَا أَوَيْتَ إِلَى فِرَاشِكَ فَاقْرَأْ آيَةَ الكُرْسِيِّ مِنْ أَوَّلِهَا حَتَّى تَخْتِمَ الآيَةَ: {الله لا إله إلا هو الحي القيوم} [البقرة: ٢٥٥] ، وَقَالَ لِي: لَنْ يَزَالَ عَلَيْكَ مِنَ اللَّهِ حَافِظٌ، وَلاَ يَقْرَبَكَ شَيْطَانٌ حَتَّى تُصْبِحَ - وَكَانُوا [أي الصحابة] أَحْرَصَ شَيْءٍ عَلَى الخَيْرِ - فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: (أَمَا إِنَّهُ قَدْ صَدَقَكَ وَهُوَ كَذُوبٌ، تَعْلَمُ مَنْ تُخَاطِبُ مُنْذُ ثَلاَثِ لَيَالٍ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ؟)، قَالَ: لاَ، قَالَ-صلى الله عليه وسلم-: (ذَاكَ شَيْطَانٌ).